رئيس مجلس "يشع" داني ديان، زعيم المستوطنين في الضفة الغربية، وقف على نحو مفاجيء ضد سلوك زملائه ورفاقه في المجلس والى جانب السكان الفلسطينيين. هكذا يتبين من الملف الاسرائيلي في وثائق "ويكيليكس" الذي ستكشف "هآرتس" النقاب عنه اليوم وغدا. أحد التصريحات لديان، التي جاءت كلها في لقاءات مغلقة، عُقدت في السنوات الاخيرة مع رجال السفارة الامريكية في الولايات المتحدة، كان ردا على سؤال الدبلوماسيين عن احتمال نجاح خطة اخلاء – تعويض، وبموجبها يوافق المستوطنون على ترك المناطق مقابل المال. وأجاب ديان بصدق مفاجيء: "أنا اقتصادي وأعرف ان هناك أناس سيوافقون على ذلك اذا كان الثمن نزيها". واعترف ديان في المحادثات بأنه "خجل وحرج" من عنف المستوطنين، المسؤولين عن اعمال "فظيعة من ناحية اخلاقية". وأشار الى أن سياسة "شارة الثمن" – ضرب المستوطنين للفلسطينيين في أعقاب فرض القوانين على البناء اليهودي غير القانوني في المناطق – هي "خطأ لن يخدم مصالح المستوطنين". ولاحساس الحرج والخجل لديه انضم ايضا اليكيم هعتسني، من مؤسسي مجلس "يشع" للمستوطنين الذي أضاف بأن الحاخامين الذين يوجهون فتيان التلال يجب أن يحذروا المس بالفلسطينيين. كما أن ديان تحدث على مسمع من الدبلوماسيين في صالح إزالة الحواجز وتحسين الوضع الاقتصادي وحقوق الانسان للفلسطينيين في الضفة. في أحد اللقاءات مع الدبلوماسيين الامريكيين شدد ديان على أنه "يرتبط عميقا بيهودا والسامرة. للمستوطنين حق أخلاقي في الاستيطان في الضفة الغربية". ومع ذلك أضاف رئيس مجلس "يشع" بأنه "يفهم لماذا توجد للفلسطينيين ايضا مشاعر مشابهة". في كانون الاول 2008 شارك ديان في لقاء لزعماء المستوطنين مع القنصل الامريكي في حينه جي كويلس. في اللقاء، الذي عقد في القدس، حضر أيضا رئيس مجلس غوش عصيون شاؤول غولدشتاين وهعتسني. وعني اللقاء بالعنف المتصاعد للمستوطنين تجان الفلسطينيين. وفي بداية الجلسة قال ديان ان العنف هو نتيجة فك الارتباط احادي الجانب عن قطاع غزة و "القرارات المثيرة للحفيظة لمحكمة العدل العليا". وقال ان "خطوات حكومة اسرائيل علمت الشباب بانهم لا يمكنهم ان يلعبوا حسب القواعد وذلك لان الخصم سيغيرها في اللحظة الاخيرة". واضاف بان فك الارتباط كان "مصيبة" لاسرائيل. في حديث آخر، سيكشف النقاب عنه غدا في العدد الخاص من "هآرتس" انتقد ديان انتقادا لاذعا باقي زعماء مجلس "يشع". ديان مثل زعماء وشخصيات عامة كثيرين في اليمين وفي اليسار، يلتقي بين الحين والاخر في حديث خلفية مع رجال السفارة الامريكية. هذه اللقاءات تسمح للممثلين الامريكيين بالاطلاع على المزاج العام والاجواء في اسرائيل وفي المناطق. وخلاصة اللقاءات كان يبعثها رجال السفارة الامريكية في تل أبيب الى وزارة الخارجية في واشنطن بل والى ممثليات اخرى في العالم. واندرجت هذه المعلومات في الملف الاسرائيلي لوكيليكس والذي سينشر بعض منها في عدد خاص يوم غد.
