لائحة الاتهام التي رفعتها النيابة العامة في لواء الجنوب ضد ضرار ابو سيسي تعزو له جرائم أمنية خطيرة. مادة واحدة فقط تنقصها. السبب الرئيس الذي بناء عليه، حسب صحيفة "دير شبيغل" الالمانية، اختطف مهندس حماس من اوكرانيا الى اسرائيل: الاشتباه بان لدى ابو سيسي توجد زعما معلومات باهظة القيمة عن مصير جلعاد شليت. فقد ادعى ابو سيسي أمس في المحكمة المركزية في بئر السبع بان اسرائيل تحيك له ملفا: "كل الادعاءات ضدي كاذبة. ليس لي صلة بجلعاد شليت. عندما فهموا باني لا أرتبط بشليت البسوني جرائم أمنية". المهندس ينفي ليس فقط بان لديه معلومات مزعومة عن الجندي المخطوف، بل وايضا الاتهامات المفصلة ضده في لائحة الاتهام. دكتور قسامابو سيسي، كما تتهمه النيابة العامة، هو من كبار مسؤولي الذراع العسكري لحماس. وفي المخابرات درجوا على تسميته "ابو الصواريخ": المهندس الفلسطيني متهم بتطوير وتحسين صواريخ القسام والصواريخ المضادة للدبابات التي لدى حماس فزاد مدى اطلاق النار من غزة الى اسرائيل. لهذا السبب تتهمه النيابة العامة بمئات جرائم محاولات القتل، انتاج السلاح، النشاط في منظمة ارهابية والتآمر على ارتكاب جرائم قتل. ابو سيسي متهم بانه قاد الاكاديمية العسكرية لحماس بعد حملة رصاص مصبوب. ويتضح من لائحة الاتهام بان أبو سيسي (42 سنة) اكتسب علما كثيرا في تطوير وسائل القتال في اثناء التسعينيات: فقد تعلم الهندسة الالكترونية في اوكرانيا وكتب رسالة الدكتوراة بتوجيه من الدكتور قسطنطين بتروبتش، خبير صواريخ سكاد. البروفيسور الاوكراني جلب لطالبه اذن دخول للاكاديمية العسكرية في خاركوف، حيث تعلم كيفية تطوير الصواريخ وكيفية الاستقرار والتحكم بطيرانها. ومع ختام دراسته عاد ابو سيسي الى غزة ومن العام 2002 أدار عمليا حياة مزدوجة. احتفظ بعمل مشروع، مهندس في محطة توليد الطاقة في قطاع غزة – ولكن بالمقابل انضم الى حماس وجندي الى لجنة تطوير الصواريخ وقذائف الهاون. وعلى رأس هذه اللجنة وقف محمد ضيف، من قادة الذراع العسكري للمنظمة.وحسب لائحة الاتهام فان مساهمة ابو سيسي لحماس كانت هائلة. بفضل المعلومات التي جلبها المهندس نجحت حماس في زيادة مدى اصابة صواريخ القسام من 6كم الى 9-15كم (في 2005) وأخيرا 22كم في 2007. وبناء على طلب قادة حماس حاول ابو سيسي زيادة مدى الصواريخ الى 45كم بل وشارك في تجربة في اثنائها اطلق صاروخ نحو البحر – ولكن التجربة فشلت. ويتهم المهندس بانه شارك في تطوير سلسلة من الوسائل القتالية الفتاكة الاخرى، بما فيها صواريخ مضادة للدبابات وقذائف هاون. في ضوء انجازاته جند ابو سيسي لاداء منصب رفيع في مساعي اعادة بناء حماس بعد الضربة التي تعرضت لها من الجيش الاسرائيلي في حملة رصاص مصبوب في 2009. وعين المهندس الكهربائي لاقامة الاكاديمية العسكرية لحماس، والتي تستهدف تأهيل جيل جديد من القادة الذين يمكنهم أن يتصدوا على نحو أفضل للمهمات القتالية المستقبلية أمام اسرائيل.وتتهم النيابة العامة ابو سيسي بانه مسؤول عن مئات محاولات القتل، وذلك لان مئات الصواريخ والمقذوفات الصاروخية التي طورها اطلقت بهدف قتل اسرائيليين. وعلمت "يديعوت احرونوت" بانه في النيابة العامة اعتزموا اتهام ابو سيسي ايضا بقتل الاسرائيليين الذين قتلوا في القصف من غزة. حتى الان واجه المدعون مصاعب في تحقيق أدلة كافية تثبت مثل هذا الاتهام. وبالتالي يتهم المهندس "فقط" بمحاولات القتل. ومع ذلك، فان هذا الموضوع لم يشطب عن جدول الاعمال: يحتمل بانه اذا وجدت أدلة أخرى، فستعدل لائحة الاتهام في سياق المحاكمة بحيث تتضمن أيضا جرائم القتل. المحامون: "عذبوه" وادعى ابو سيسي ردا على الاتهامات ضده بان "لائحة الاتهام هذه البست لي فقط لان اسرائيل لا يمكنها ان تشرح اعتقالي. رئيس الوزراء والموساد مسؤولون عن اعتقالي وسيتحملون النتائج. ويدعي محاموه، يونس تامي وسمدار بن نتان بان ابو سيسي تعرض للتعذيب: "فقد عذب في التحقيق ووقع على بنود غير صحيحة تحت الضغط الذي مورس عليه. كل انعدام الوسيلة الاسرائيلية تعلق بهذا الانسان. فهو يعمل في محطة توليد الطاقة الفلسطينية، وهو ليس عضوا في حماس ولا ينتمي الى أي نشاط له. كل ما جرى له ليس قانونيا".