نابلس / سما / واصل العميد محمد نصر أبو ربيع مدير التوجيه السياسي والوطني في المحافظة لقاءاته مع ضباط وأفراد الضابطة الجمركية بحضور الرائد فرسان بني جابر مدير الضابطة في نابلس وتحدث لهم عن الإيثار وأهميته في العمل الأمني وقال العميد... تنطوي التنشئة الخلقية الصحيحة على مفهوم خاص لحقيقة الفضيلة والقيم الخلقية والروحية التي ينبغي للمرء أن يجسدها في أعماله فالإنسان يملك حس الفضيلة بفطرته ... والفضيلة تتعهد بنموها التربية الصحيحة وتقوى بالممارسة والتعود حتى إذا استقرت في الأعماق باتت طبيعيه في الإنسان والإيثار أصل جميع الفضائل ... فهو مقاومه للانانيه وتجنبها واعتبار الآخرين كأنفسنا لهم ما لنا وعليهم ما علينا ... وعن الإيثار تتفرع أمهات الفضائل كالتواضع والتسامح والمغفرة والعفو والكرم والعدالة والمحبة والوفاء ... فالإيثار هو تقديم الإنسان حاجه غيره من الناس على حاجته على الرغم من احتياجه لما يبذل ... فقد يجوع ليشبع غيره .... أو يعطش ليروي غيره ... فهو إنكار للذات ونبذ للانانيه المقيتة ... وهو تقليد راسخ في العديد من الأديان والثقافات وفي ديننا الحنيف يعتبر أحد الركائز التي تحدد الشخص الزاهد والتقي ومن هذه المعاني السامية للإيثار فنحن عندما نعيش لأنفسنا ... نعيش حياة قصيره ... نولد صغارا ونموت صغار ... ولكن عندما نعيش من أجل غيرنا .. نعيش كبارا وحياتنا تتمدد بامتداد البشرية . وكذلك إذا عشت لغيرك وليس لنفسك فقط ستجد سعادتك في بسمة غيرك وستجد فرصتك في فرصة غيرك ... وعندها يصعب التفرقة بين الأخذ والعطاء فسيكون لهما مدلول واحد ... فكل مره تعطي فيها ستأخذ فيها ... بل أكثر مما تعطي .... ولنجرب هذا الخلق العظيم ونمارسه نحن كعسكريين ... فهو سمه من أهم سمات شخصيتنا العسكرية ... الذي يعني التضحية والفداء ونكران الذات وخدمة الآخرين ... ولهذا يجب أن نكون نموذجا فيه لنعطي المثل والقدوة بأن نتجنب أن يكون هدفنا وهمنا هو سعادة أنفسنا فقط والبحث عن راحتها على حساب الآخرين . وليكن الإيثار ونكران الذات شعارنا عملا لا قولا فنعمل على راحة شعبنا و وطننا ونفديهما بكل ما نملك ... فهما يستحقان ذلك. .