القدس المحتلة /سما / طالب رئيس الدولة العبرية شمعون بيرس القاضي غولدستون ان يعتذر امام دولة اسرائيل عما كتبه في تقريره حول عملية الرصاص المصبوب في قطاع غزة وذلك بعد تراجعه عن هذا التقرير في سياق المقال الذي نشره اول امس في صحيفة واشنطن بوست الامريكية. وزعم بيرس ان غولدستون تجاهل في تقريره السبب الرئيسي لعملية جيش الاحتلال في قطاع غزة وهو اطلاق الاف القذائف الصاروخية على مدنيين اسرائيليين ابرياء. وقال ان جيش الاحتلال قد تصرف من منطلق الدفاع عن النفس واجرى تحقيقات في طريقة اداء عملياته مضيفا ان جيشه سيبقى في المستقبل ايضا من اكثر جيوش العالم التزاما بالأخلاقيات. ويذكر ان العدوان الاسرائيلي المعروف باسم "الرصاص المصبوب" اسفر عن استشهاد 1460 فلسطينيا وجرح ثمانية الاف اخرين في قطاع غزة. من جهتها نقلت الاذاعة العبرية صباح اااليوم عن مصادر في مكتب نتنياهو قولها ان تصريحات "غولدستون" التي اكد فيها ان اسرائيل لم ترتكت جرائم حرب بغزة ستساعد اسرائيل كثيرا في اي حرب قادمة على قطاع غزة في ظل توفر نفس الظروف التي سبقت الحرب الاخيرة من حيث اطلاق الصواريخ على جنوب الدولة. وقالت المصادر انه يجب استغلال تراجع "جولدستون" والتعاون معه في الوصول الى كل مكان في العالم ليعطي الدولة العبرية الشرعية التي تحتاجها والتي فقدتها سابقا لشن اي حرب قادمة في غزة او لبنان. وقال المحلل العسكري للقناة التلفزيونية الاولى انه يجب عدم مهاجمة غولدستون شخصيا الان ومطالبته بالاعتذار بل يجب العمل معه على تحسين صورة اسرائيل. من جهته دعا رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتانياهو الامم المتحدة لابطال مفعول تقرير غولدستون والذي ادان اسرائيل بقتل المدنيين المتعمد في قطاع غزة ، وذلك بعد تراجع القاضي غولدستون بخجل عن تقريره !!وقال القاضي الجنوب أفريقي السابق، ريتشارد غولدستون، انه يجب إعادة النظر بتقرير بعثة مجلس حقوق الإنسان التابع للأم المتحدة التي رئسها للتحقيق في الانتهاكات التي ارتكبت خلال الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة في نهاية العام 2008 وبداية 2009، خصوصاً الاتهامات التي وجهت لإسرائيل بارتكاب جرائم حرب وتعمّد استهداف المدنيين.وأوضح غولدستون في مقالة نشرها في صحيفة "واشنطن بوست" السبت انه يعرف الآن عمّا حصل في الحرب على غزة في تلك الفترة، أكثر مما كان يعرف حين رئيس البعثة، وأضاف "لو كنت أعرف يومها ما أعرفه الآن، لكان تقرير غولدستون وثيقة مختلفة".وقال ان الاتهامات لإسرائيل بتعمّد استهداف المدنيين "استندت على وفاة وجرح مدنيين في حالات لم يكن لبعثة تقصي الحقائق دليل يمكن على أساسه استخلاص أي استنتاج آخر معقول".وأضاف، في المقابل، أن التحقيقات التي نشرها الجيش الإسرائيلي، واعترف بها تقرير لجنة الأمم المتحدة للخبراء المستقلين برئاسة القاضي ماري ماكغوان ديفيس، خلصت إلى ان المدنيين لم يُستهدفوا عمداً وبناء على سياسة محددة، وان تلك التحقيقات أكدت صحة بعض الحوادث التي حققت فيها البعثة، وشملت حالات تورط فيها جنود بشكل فردي، إلا إنها تشير أيضا إلى أن تلك الحوادث لم تكن كسياسة تستهدف المدنيين عمدا.وأعطى القاضي مثال أخطر هجوم ركز عليه تقرير البعثة وهو مقتل 29 من أفراد عائلة السمّوني في قصف منزلهم، مشيراً إلى أن هذا القصف جاء، على ما يبدو، نتيجة تفسير خاطئ من قبل قائد إسرائيلي لصورة التقطتها طائرة من دون طيار ويتم حالياً التحقيق مع ضابط إسرائيلي لإعطائه الأمر بشن الهجوم.وأضاف ان على الرغم من أن التحقيق طال إلاّ انه يبدو ان "عملية مناسبة جارية الآن وأنا واثق من أنه إذا تم التوصّل إلى أن الضابط مهمل فإن إسرائيل سترد تبعاً لذلك".وتابع ان "غرض هذه التحقيقات، وكما قلت دائماً، هو ضمان المساءلة عن الأعمال غير المناسبة، وليس للتخمين".وأشار إلى انه على الرغم من ترحيبه بالتحقيقات الإسرائيلية في هذه الاتهامات، فإنه يشاطر القلق الذي يعكسه تقرير ديفيس من أن القليل من التحقيقات الإسرائيلية اختتمت وبأنه كان يجب أن تجري التحقيقات في جلسات عامة.واعتبر ان عدم تعاون إٍسرائيل مع بعثة تقصي الحقائق كان يمكن أن يغيّر الاتهامات التي وجهت لإسرائيل في التقرير و بينها ارتكاب جرائم حرب واستهداف المدنيين عن عمد.وقال "يؤسفني أنه لم يكن لدى بعثة تقصي الحقائق الأدلة لشرح الظروف التي قلنا انه تم فيها استهداف مدنيين في غزة، لأنه لو كانت لدينا هذه الأدلة لكان ذلك أثر على الأرجح على النتائج التي توصلنا إليها حول جرائم الحرب وتعمّد استهداف المدنيين".ورأى ان عدم تعاون إسرائيل مع التحقيق لم يمكّن البعثة من معرفة كم من الذين قتلوا في غزة كانوا من المدنيين وكم من المقاتلين.وانتقد غولدستون ما اعتبره انحياز مجلس حقوق الإنسان ضد إسرائيل، وجدد تأييده لحق الدولة العبرية في الدفاع عن نفسها ضد أي هجوم خارجي أو داخلي.وقال إنه يأمل بأن تبدأ مع التقرير "حقبة جديدة من روح الإنصاف في مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، الذي لديه تاريخ لا شك فيه من الانحياز ضد إسرائيل".