خبر : ناجحات رغم الحصار وضيق العيش : نساء غزة يتحدين الفقر بكل قوة وعزيمة وإرادة

الخميس 31 مارس 2011 05:38 م / بتوقيت القدس +2GMT
ناجحات رغم الحصار وضيق العيش : نساء غزة يتحدين الفقر بكل قوة وعزيمة وإرادة



غزة / ترنيم خاطر / تعاني المرأة الفلسطينية كباقي أفراد المجتمع  من ظروف اقتصادية صعبة بسبب الحصار الاسرائيلي الغاشم والتقلبات السياسية المتعاقبة  الأمر الذي أدى إلى انتشار الفقر وضيق العيش التي وصلت نسبته حسب الاحصائيات إلى 86% من السكان الا أن المرأة الفلسطينية أصرت على تحدي هذا الواقع المؤلم وأن نأخذ دوراً مختلفا عن الدور الذي أعطاه المجتمع لها وأن تثبت للجميع على أنها قادرة على الثبات والنجاح فعمدت الكثير من النساء في غزة إلى إقامة مشاريعهن الصغيرة فتلك استعانة ببعض المؤسسات لتمويل مشروعها وأخرى أقدمت على بيع كل ممتلكاتها وثالثة أعتمدت على مجهودها الذاتي وانطلقت لتشارك زوجها وأسرتها  في أعباء الحياة .وفي النهاية كانت تلك  المشاريع على الرغم من تواضعها بداية طريق التحدي لهذا الواقع المرير لتترك بذلك بصمتها في التنمية الاقتصادية جنباً إلى جنب مع الرجل .امرأة صنعت نفسها بنفسهالذلك تم البحث عن السيدات المشار إليهن عن طريق الجمعيات الناشطة التي تساهم في دعم المرأة ومد يد العون لها سواء اقتصاديا أو اجتماعيا أو معنوياً وعملت على وضع برامج تدريبية لهن بهدف تمكينهن اقتصادياً وتقديم القروض للمشاريع المقدمة من قبلهن فكانت من بين تلك السيدات اللواتي أدركن دورهن وحاولن تغيير حياتهن فقررت أن تطلب قرضاً لمشروعها الصغير الحلم الصغير لتصنع منه قفزة في حياتها لتصبح مثالاً حياً لامرأة صنعت نفسها بنفسها وأثبتت قدراتها فشجعت من حولها على القيام بخطوات مماثلة .(فايزة أبو ضهير) في العشرينات من العمر كانت أمام قرار خطير في حياتها هو أن تترك دراستها الجامعية بسبب عدم قدرتها على توفير الرسوم الجامعية الباهظة فوقعت بين أمرين إما ان تضع رأسها بين الروس وتستسلم لهذا الواقع أو أن ترفع رأسها وتفكر بشكل جدي بطريقة يمكن أن تنقذها من أخطار هذا القرار ، وهنا قررت المجازفة ليكون الصبر والأمل والتصميم سلاحها الفعال في هذه المعركة - معركة النجاح – وهو ما دفعها للتقدم للحصول على قرض من مركز شؤون المرأة لافتتاح مركز لدروس التقوية لمختلف المراحل التعليمية . ونتابعت "خضعت لدورة تدريبية من قبل المركز حول كيفية إنشاء وإدارة المشروعات التي يتم اختيارها والموافقة عليها لضمان النجاح والاستمرارية في العمل فتقول :" حصلت على قرض بقيمة 1500$ لإنشاء هذا المركز وتجهيزه بكافة ما هو مطلوب على أن لا يتم الدفع قبل  الثلاث شهور الأولى  قيمة كل قسط 100$ ولمدة عام ونصف ، أي أن تسديد القرض لن يتم قبل أن أحقق جزءاً من الربح ".  وتشير الى "أن هذا المبلغ ونظراً للغلاء المعيشي الذي نعاني منه لم يكف لتوفير كل ما يحتاجه المركز ما دفعني إلى طلب المساعدة من أحد الأصدقاء لاستكمال باقي مستلزمات المركز وبيع بعض ممتلكاتي الخاصة". وتضيف "الحمد لله وبفضل من الله أولاً ومساندة الجميع لي استطعت أن استأجر مكان متميز وتجهيزه بالمقاعد والطاولات والسبورات وأيضاً تجهيز قسم خاص لمن يعانون من مشاكل وتأخر في النطق بكل متطلباته ، والآن يوجد لدي في المركز العديد من المجموعات من مختلف المراحل وكلي أمل كبير في أن يتضاعف العدد في العام المقبل حيث بدأ المركز يعرف من قبل الناس شيئاً فشيئاً بتميزه الذي يشهده جميع من أتوا بأبنائهم إلى المركز لما لاحظوه من تغيير ملموس في مستوى أبنائهم التعليمي  . وتضيف" أنا الآن حاصلة على شهادة البكالوريوس في تخصص التربية وسوف أسعى إلى استكمال دراستي العليا كما أنني الآن أعمل يداً بيد مع باقي المعلمات الموجودات في المركز واللاتي أقوم باختيارهن بكل عناية ودقة" .وتقول "ما يسعدني الآن هو أنني أرى أن فكرتي وحلمي الصغير بدأ يكبر أمام عيناي وسيكبر أكثر فأكثر بإذن الله وأنني أطمح للحصول على قرض أخر ليكبر ويتوسع مشروعي وأتمنى من جميع نساء بلدي أن يقدموا على خطوات مماثلة  فقد حان الوقت لأن تحقق كل سيدة حلمها وأن لا تستسلم لما هو واقع وموجود وأن تتخلى عن الخوف المعيق الأول لنجاح أي مشروع" . سميرة نصر الله أقامت مشروع صغير وهو مطبخ نسائي بالاشتراك مع 4 نساء أخريات وقد أطلقن على هذا المطبخ أسم " مملكة الطيبات " .تقول "لفد انشأنا  هذا المشروع في بداية عام 2009 وكنا نهدف  من إنشاءه إلى تحقيق هدفين أساسين أولها مساعدة النساء الموظفات وربات البيوت ممن لا يجدن الوقت الكافي لإعداد الطعام لاسرهن وبذلك  نوفير كل ما لذ وطاب من انواع الطعام البيتي أما الهدف الثاني فهو مساعدت انفسنا وأسرنا في تحسين الوضع المعيشي والمادي لنا".وتضيف نصرالله "أنا أم لخمسة من الأبناء وزوجي كان عاملاً في اسرائيل ومنذ أن منع العمال من العمل داخل اسرائيل وهو لايعمل وكان ذلك دافعا كبيراً لأبحث عن طريقة جيدة ومدرة للدخل لاساند وأقف بجانب زوجي ومن هنا جاءت الفكرة" . وتتابع حديثها وهي تقوم بعمل المعمول "في يوم من الأيام سمعنا أن اتحاد لجان العمل الزراعي يقوم بتقديم قروض لعمل مشاريع صغيرة بتمويل من UNDP وبالفعل  قمنا بعرض فكرتنا على الاتحاد والحمدلله جاءت الموافقة على دعم المشروع واعتماد النساء التي قدمن فكرة المشروع .وبعد ذلك قمنا باختيار المكان المناسب للمطبخ حيث قام اتحاد لجان العمل الزراعي بتزويدنا بكافة الأجهزة والأدوات اللازمة والتي نحتاجها في المطبخ من ثلاجات وأفران وموقد نار وغيرها". أم السعيد وهي إحدى السيدات  المشاركات في مشروع المطبخ تقول "لقد تعاونا جميعا نحن الخمسة من اجل نجاح المشروع حيث أننا نعمل كل شيء بأيدينا وبمجهودنا ففي بعض المواسم والمناسبات كالأعياد كنا نعمل منذ الصباح وحتى اخر النهار كل واحدة تكون منهمكة في إعداد وتجهيز ما هو مطلوب ومع ذلك كنا نعمل بكل سعادة وفرح على رغم من تعب اليوم ومجهوده" .وتضيف "الآن نعد جميع أصناف الطعام من وجبات سريعة وحلويات ومعجنات بأنواعها المختلفة حتى الأكلات الفلسطينية الصعبة نقوم أيضاً بإعدادها كالمفتول والكعك والمعمول بالإضافة إلى أننا على استعداد أن نعد طعام الافراح والعزاءات وغيرها" . وتتساءل مبتسمة" أليس من الافضل أن نعيل أنفسنا بأنفسنا ونساعد أزواجنا في محنتهم ونقف بجانبهم ونوفر لقمة العيش لصغارنا بكل كرامة وفخر بدلاً من اللجوء إلى الجمعيات والمؤسسات الاجتماعية وأهل الخير للحصول على المعونات والمساعدات؟ ".تعددت النماذج التي أثبت فيها المرأة دائماً قدرتها على التحدي والصمود والصبر على الألم والمعاناة ومنها  مشروع "روضة للأطفال" الذي انشأ بمجهود ذاتي وشخصي من قبل أحد السيدات الفلسطينيات التي يعتبرن مثالاً للمثابرة والاجتهاد والتعب والصبر ".  تقول  (أم يسري ) صاحبة الروضة "جاءت فكرة إنشائي للروضة عندما أصبح جميع أبنائي في مرحلة الدراسة الجامعية وكانت الرسوم تشكل هم كبير بالنسبة لي فوجدت نفسي أمام خياران أما ان أستكمل لابنائي دراستهم وأن أبحث عن طريقة جيدة في توفير الرسوم الجامعية وأما أن أقوم باخراج أبنائي من الجامعات وأن يشق كل واحداً منهم طريقه بنفسه بالطريقة التي يجدها هو وهذا خيار صعب جداً بالنسبة لي خاصة أنني اقدر العلم كثيراً ومن هنا قررت أن أتعب واشتغل حتى اعطي كل ابن من ابنائي سلاحا قوياً في يده وهي شهادته الجامعية .وتضيف " قمت بإنشاء الروضة في عام 1996والحصول على ترخيص لها من وزارة التربية والتعليم وتجهيزها بكافة المتطلبات الللازمة من مقاعد للأطفال وطاولات والواح للكتابة وألعاب وغيرها من المستلزمات ".وتتابع حديثها وعلامات السعادة والفخر بانجازها بدت واضحه عليها "الأن وبعد مرور 14 عاماً من الاستمرار والنجاح سواء على مستوى روضتي أو على مستوى أبنائي الذين  انهوا جميعهم دراستهم الجامعية بتخصصات مختلفة فأنا سعيدة جداً بما وصلت إليه وما حققته وخاصة عندما أنظر إلى أبنائي وأجد كلاً منهم يحتل مكانة مرموقة بالمجتمع أو أبنائي اللذين قد تعلموا لدي في الروضة حيث أصبح عدداً كبيرا منهم الآن في الجامعات" .واشارت "أتمنى في المستقبل القريب أن أطور مشروعي الصغير لتصبح هذه الروضة الصغيرة  مدرسة خاصة لكافة المراحل وليس هذا ببعيد أمام الإرادة والإصرار وخاصة أنني أجد دعما كبيراً من قبل زوجي وأولادي الذين وقفوا بجانبي وساعدوني في كل المراحل التي مرت بها الروضة لأساهم بذلك في تعليم وتربية أبناء مجتمعي اللذين اعتز بهم كثيراً ". كثيرة هي النماذج للمرأة الفلسطينية الناجحة (صاحبات المشاريع الصغيرة ) التي استطاعت بعزيمتها وإرادتها الصلبة أن تحطم كل قيود الفقر والعوز والحاجة وأن تحقق أحلامها في أن تكون السيدة الرائدة في المجتمع وأن تغيير الصورة النمطية التي اقتصرت على الإنجاب وتربية الأطفال والعمل في المنزل .