خبر : مجتمع غزة للدراسات السياحية تفتتح معرضاً للوسائل الجغرافية

الخميس 31 مارس 2011 02:13 م / بتوقيت القدس +2GMT
مجتمع غزة للدراسات السياحية تفتتح معرضاً للوسائل الجغرافية



غزة / سما /  كان الدخان المعبق برائحة البخور ينبعث من إحدى فوهات البراكين في قلب مدينة غزة بينما احتشد عدد كبير من المتفرجين لمشاهدة الحدث. قد يبدو ذلك ضرباً من الخيال، ولكن هذا ما حدث بالفعل في المعرض الجغرافي الأول الذي التئم في قاعة المؤتمرات في كلية مجتمع غزة للدراسات السياحية، حيث ضم المعرض نماذج مختلفة من البراكين بأشكالها المختلفة، والتي كانت تتصاعد من فوهاتها ألسنة اللهب الضوئية وأعمدة الدخان المعبق برائحة البخور الهندي. ولم تكن البراكين التي اشتمل عليها المعرض هي وحدها التي جذبت انتباه الضيوف، فالشلال الذي وضع في مدخل صالة العرض بمياهه المتدفقة كان يثير فضول الزائرين من مختلف الأعمار التي امتلأت بها أروقة المعرض. ويشتمل المعرض الذي شهد زيارة العديد من طلبة الجامعات والمدارس، والمدرسين والمختصين في مجال الجغرافيا والوسائل التعليمية كذلك على العديد من المجسمات والخرائط المتعلقة بمجال الجغرافيا والفلك والتي تستخدم كوسائل تعليمية في المدارس والجامعات. وأكد العديد من الضيوف خلال لقاءات منفصلة معهم على هامش زيارتهم للمعرض على أهمية هذا النوع من المعارض للطلبة في تقريب المنهاج الدراسي لهم عبر المجسمات والمواد المصورة، وللمختصين في مجال الجغرافيا وطرق التدريس، حيث يمدهم هذا المعرض بأفكار يمكن استخدامها في أماكن عملهم. أستاذ الجغرافيا الطبيعية أحمد الحوراني وأحد المشرفين على المعرض قال "إن هذا المعرض يهدف إلى تعريف طلبة المدارس وأقسام الجغرافيا في الجامعات الفلسطينية بأنواع الوسائل التعليمية المستخدمة في الجغرافيا، وذلك من خلال المشاهدة والمعاينة المباشرة لهذه الوسائل،  كما يهدف أيضا إلى تبسيط الظواهر الطبيعية والجغرافية من خلال مجسمات حتى تصل إلى عقل الطالب بشكل أسهل". وأضاف "إننا نحاول من خلال معرضنا هذا أن نربط الطالب بالمادة الدراسية والتي قد تظهر مملة وجافة من الناحية النظرية في حال غابت الوسائل التعليمية، فعلى سبيل المثال قد يستطيع الطالب تمييز مناطق معينة في الخريطة من خلال التجسيم أو اللون كالمناطق المرتفعة أو البحيرات". وأشار الحوراني إلى أنه لوحظ تفاعل الطلبة مع الوسائل المعروضة، منوهاً إلى أن هذا المعرض يحتوي على أقسام تناسب كافة المستويات العلمية من طلاب المدارس بمراحلها الثلاث بجانب طلبة الجامعات. ورداً على سؤال حول الرابط بين كلية الدراسات السياحية وتنظيم المعرض قال "الجغرافيا والسياحة صنوان، والجغرافي يبحث في الموارد الطبيعية كالبحار والأنهار والجبال والتي تعتبر أماكن سياحية أيضا، بالإضافة إلى الأماكن التاريخية والأثرية". وأكد أن هذه المعارض تسهم في رفع التحصيل العلمي لدى الطلبة، معلقاً بالقول "وجدنا من خلال شرح بعض الظواهر في هذا المعرض أن الطلبة استوعبوا هذه الظواهر بشكل جيد وذلك بفضل المجسمات ومقاطع الفيديو التوضيحية". وقال "دراسة الجغرافيا يجب أن ترتبط بالمكان، ويجب أن يزور الطلاب الأماكن الطبيعية، ولاحظت من خلال التدريس إدراك الطلاب لبعض المواضيع أكثر من غيرها بسبب زيارتهم لاماكن طبيعية تخص هذه المواضيع". وعزا الحوراني ندرة هذا النوع من المعارض إلى قلة الإمكانيات، مشيراً إلى أن المعرض الجغرافي يحتاج إمكانيات كبيرة نسبياً، "وبالرغم من ذلك استطعنا تنظيم هذا المعرض الذي يشهد إقبالا جيداً وهذا ما يشجعنا لعقد المزيد من المعارض وسنعمل على توسيع هذه المعارض"، حسب قوله. وانتهى بالقول إلى أن هناك تنسيقاً بين المعنيين في مجال طرق التدريس، مؤكداً أن الارتقاء بالطالب هو محط اتفاق الجميع ولا يختلف عليه أحد. معلمة الجغرافيا عبير أبو رمضان التي كانت تقوم بجولة في المعرض قالت "منذ تلقيت الدعوة لحضور هذا المعرض حرصت على الحضور وذلك لأن هذا النوع من المعارض قليل الحدوث، وسعدت بمشاهدة مجسمات توضح ظواهر ومعلومات قد لا تصل إلى الطلاب بالطرق النظرية". وأوضحت أبو رمضان أنها أخذت بعض الأفكار من المعرض لتطبيقها في المدرسة، مشيرةً إلى أنها اقترحت أن تحتضن المدرسة معارض مشابهة بالتعاون مع كلية مجتمع غزة للكليات السياحية. وقال"لاحظت أن هذا المعرض جدد وأنعش معلومات الطلاب، والمعارض الجغرافية قليلة بسبب عدم الاهتمام، ووزارة التربية والتعليم لا توفر مختبرات للجغرافيا في المدارس على غرار الجامعات، والاهتمام بالعلوم الإنسانية لا يأخذ الاهتمام المطلوب من المسئولين". وأشارت إلى أن لدى كل طالب ميول نحو تخصص معين، منوهة إلى أن المدرسين يعملون على ربط الطلاب الجغرافيا وتشجيعهم لدراستها والتوسع فيها. منار الشنطي وهي طالبة في مدرسة الهدى الثانوية قالت خلال تجوالها في المعرض "اتخذت قراراً بدراسة الجغرافيا في الجامعة، وأرغب في السفر لأزيد معلوماتي في الجغرافيا من خلال زيارة الأماكن المختلفة"، متمنيةً أن يزول الاحتلال والحصار حتى نستطيع السفر وخاصة إلى فلسطين المحتلة. كما شكرت منار مدرسيها الذين ترجع إليهم سبب حبها للجغرافيا بجانب حبها للمغامرة وحبها للسفر وزيارة الأماكن الطبيعية واتفقت الطالبة شروق الحجار مع زميلتها منار في التأكيد على سعادتهن وكافة الطالبات لدى زيارة معارض تقربهم من المناهج الدراسية عبر المجسمات والأشكال والخرائط، متمنية أن تكون هناك المزيد من هذه المعارض "لأنها تعود بفائدة كبيرة علينا"، حسب قولها. كما قالت "الجغرافيا بالنسبة لي ليست مادة لتحصيل العلامات فقط بل اعتبرها فناً راقياً، وتميز دارسها عن غيره، ومستقبلا انوي دراسة السياحة والفندقة، وبفضل المدرسين أصبحت أحب الجغرافيا". وعبرت الطالبة الحجار عن حزنها لخلو مدرستها من مختبر للوسائل الجغرافية، ولكنها أكدت وجود بعض المبادرات الطلابية لتصنيع وسائل جغرافية من مواد أولية.