دمشق / وكالات / اكد الرئيس السوري بشار الارسد في خطاب له امام مجلس الشعب أن البلاد "تمر بامتحان يتكرر كل حين بفعل المؤامرات"، مؤكدا أن الفتنة التي حدثت في سوريا بدأت قبل أسابيع بتحريض عبر الفضائيات. وقال ان "البقاء بدون اصلاح مدمر للبلد", مؤكدا في الوقت نفسه "علينا ان نجنب اخضاع الاصلاح لظروف انية عابرة كي لا نحصد نتائج عكسية". واضاف الاسد ان "الاعلان عن اي جدول زمني هو موضوع تقني والضغط سيكون على حساب النوعية", موضحا "نريد ان نسرع والا نتسرع".وأشار الأسد إلى أن سوريا ليست بمعزل عما يحدث في العالم العربي، مستهلا كلمته بالتعبير عن شعوره "بالحزن والأسف" على ضحايا الأحداث الأخيرة، مشددا أنه لا يخفى على أحد التحولات الكبرى التي تجري في المنطقة منذ أشهر، وستترك أثرها على كل الدول، ومن ضمنها سوريا، وما حصل يعزز وجهة النظر السورية لأنه يعبر عن الإجماع الشعبي". وقال "سوريا تتعرض لمؤامرة كبيرة تمتد خيوطها بين دول قريبة وبعيدة وبعض الداخل. الأعداء مزجوا بين الفتتنة والإصلاح والحاجات اليومية للمواطنين"مؤكدا إن الأحداث التي حدثت كان فيها تغرير بمن خرج في البداية عن حسن نية، في مقابل القلة المتآمرة بتأثيرات خارجية وتحريض عبر الفضائيات بدأ الفتنة". وقال الرئيس السوري "إن البوصلة بالنسبة لنا هي المواطن" منذ سنوات عديدة، معتبرا الحالة الوطنية الحالية نتيجة طبيعية نظرا لتأثر سوريا بما يتأثر به العالم العربي من حوله مؤكدا " إنه أخر خطابه لعدة أيام ريثما تكتمل الصورة عن الأوضاع في ذهنه، والعناوين الأساسية لما يحدث، حتى لا يكون حديثه من قبيل الإنشاء العاطفي الذي لا يقدم ولا يؤخر، خاصة وأن العدو يعمل بشكل منظم". واستعرض مسار عملية الإصلاح "منذ عام 2000، في خطاب القسم"، معتبراً انه كان صدى لما يجول في عقل السوريين، "بالعناوين". وبرر تأخر الإصلاحات بسبب "تغير الأولويات بسبب الاحداث التي شهدتها المنطقة والعالم طيلة هذه الفترة. فأصبحت الأولوية هي الاستقرار ثم الحالة المعيشية. لم يكن هناك تركيز على الجانب السياسي، فيمكن تأجيل إنشاء الاحزاب لكن لا يمكن أن تأجيل القوت اليومي للشعب". وتابع "قانون الأحزاب موجود لدى القيادة القطرية كمسودة، لكن من دون مناقشته". نافياً مقولة أن "الرئيس إصلاحي وهناك من يمنعه"، نافياً كذلك وجود عقبات حقيقة أمام عملية الإصلاح. ولم يعلن الرئيس السوري في كلمته الغاء العمل بقانون الطوارئ المعمول به منذ 1963 لتهدئة حركة الاحتجاج, كما لم يعلن عن الاطار الزمني لحزمة الاجراءات التي اعلن عنها الخميس على لسان مستشارته الاعلامية بثينة شعبان وبينها الغاء قانون الطوارىء واعداد مشروع لقانون الاحزاب وزيادة رواتب الموظفين في القطاع العام واتخاذ اجراءات لمكافحة الفساد.