منذ أكثر من شهر والمهندس الفلسطيني ضرار ابو سيسي محتجز في اسرائيل وهو الذي اختطف بحسب نشرات أجنبية في اوكرانيا على يد الموساد حينما كان يركب قطارا الى كييف. تكشف الان الصحيفة الالمانية "دير شبيغل" عن سبب ذلك. وهو أن ابو سيسي اختطف لانه يملك معلومات مهمة عن جلعاد شليت. في تقرير صحفي نشر في موقع انترنت الصحيفة الاسبوعية الالمانية تحت عنوان "ذراع الموساد الطويلة" زعم أن اسرائيل لم تتخلَ عن امكان اطلاق شليت بواسطة عملية كوماندو، لهذا تبحث عن معلومات دقيقة عن مكان احتجاز الجندي المختطف، وانهم في اسرائيل يأملون ان تكون هذه المعلومات عند ابو سيسي. "اذا كان الموساد يدبر لعملية كهذه، والشخص موجود في تحقيق منذ ستة اسابيع، فهو يعلم شيئا ما تريد اسرائيل استخراجه منه"، هذا ما اقتبس في التقرير من مصدر لم يعرف. يقول ان اسرائيل تقدر ان ابو سيسي ذو منزلة رفيعة في حماس، وانه يملك معلومات سرية للمنظمة: لو أنه كان شخصية اشكالية فقط لاغتالوه"، قدر المصدر. ورد أيضا في التقرير الصحفي ان عملية الاختطاف كانت تعاونا بين الموساد وبين اجهزة الاستخبارات السرية الاوكرانية: تقول جهات استخبارية غربية اقتبسوا من كلامها في التقرير الصحفي ان عميلين اوكرانيين ركبا القطار الذي سافر فيه ابو سيسي واختطفاه بطلب من اسرائيل، وبعد ذلك سلماه الى العملاء الاسرائيليين. بحسب هذا التقرير، مشاركة العميلين الاوكرانيين في الاختطاف هي تفسير ان عمال القطار رجعوا عن شهادتهم الاولى التي قالت ان رجلين يلبسان ملابس مدنية اختطفا ابو سيسي من القطار في ساعة متأخرة من الليل. الان رجع عمال القطار الذين ادلوا بهذه الشهادة عنها ويرفضون العودة الى الشهادة. "يعاني تلوثا في الكليتين" يتحدث التقرير الصحفي ايضا عن فيرونيكا ابو سيسي، زوجة ضرار – وهي اوكرانية في الثانية والثلاثين تزوجته بعد زمن قصير من تعارفهما في مسقط رأسها حاركوف. وبعد الزواج أسلمت وانتقلت لتعيش معه في قطاع غزة. تقول انه بعقب عملية "الرصاص المصبوب"، التي بدأت بعد يومين من ولادة ابنهما السادس، قررا أن يتركا بيتهما في القطاع وينتقلا للعيش في اوكرانيا. كان آخر سفر لابو سيسي الى اوكرانيا من اجل استصدار وثائق تمكنهما من الهجرة الى الدولة. تبلغ صحيفة "دير شبيغل" ان فيرونيكا ابو سيسي خافت في البدء أن يكون الموساد اغتال زوجها، لكنها لا تفسر لماذا ثار فيها هذا الخوف وهل تعلم بصلة ما بين زوجها وحماس. وكذلك تقول ان زوجها اتصل بها هاتفيا بعد ثمانية ايام من اختفائه وقال لها انه موجود في سجن في اسرائيل. بعد المكالمة الهاتفية كما قال التقرير، قررت ان تستوضح ما الذي حدث لزوجها بالضبط ولهذا تركت ابناؤهما الستة في غزة وخرجت من طريق قناة تحت الارض من القطاع الى مصر ومن هناك الى اوكرانيا. بحسب ما تقوله فيرونيكا ابو سيسي التقى زوجها قبل اسبوع محاميين اسرائيليين، وابلغاها ان وضعه الصحي صعب لانه يعاني مشكلات في القلب وضغطا عاليا للدم وتلوثا في الكليتين وانه فقد 13 كيلوغراما من وزنه. بعد الانباء المنشورة الاولية اعترفت حكومة اوكرانيا بان اثار ابو سيسي اختفت "في ظروف غير واضحة". وقبل اسبوع اعترفت اسرائيل بان ابو سيسي موجود على أرضها. قدم في بدء الاسبوع بوساطة محامييه اعتراضا على الاستمرار على احتجازه في الاعتقال. أُتي به لمداولة في المحكمة اللوائية في بيتح تكفا ورفضت المحكمة الاستئناف. تعاون بين أجهزة الاستخبارات أنكر جهاز الاستخبارات الاوكراني الذي نفذ الاختطاف بحسب التقرير الصحفي، حتى الان بشدة ان يكون مشاركا بطريقة ما في اختفاء ابو سيسي او أنه يعلم باختطافه في ظاهر الامر. يتعاون جهاز الامن الاوكراني على الدوام مع الاتحاد الاوروبي ومع حلف شمال الاطلسي – ولا سيما قبيل بطولة كرة القدم الاوروبية 2012 التي ستستضيفها اوكرانيا وبولندة في السنة القادمة. جرى الابلاغ في الصحف في اوكرانيا ايضا عن تعاون الجهاز مع جهات أمنية واستخبارية في اسرائيل. يقع المقر المركزي لجهاز الامن الاوكراني في البلدة القديمة من كييف، في مبنى حلت فيه الشرطة السرية الالمانية زمن الاحتلال النازي واصبح بعد ذلك مقر الـ كي.جي.بي .