القدس المحتلة / سما / تستأنف المحكمة الإسرائيلية المركزية في حيفا جلسات الاستماع إلى الشهود، يوم الأحد المقبل، في الدعوى المدنية التي رفعتها عائلة المتضامنة راتشيل كوري ضد إسرائيل لتورطها في مقتل ابنتهم بمدينة رفح في قطاع غزة بتاريخ 16 مارس 2003، وذلك بعد توقف دام خمسة شهور. وراتشيل كوري هي طالبة أميركية وناشطة حقوق الإنسان قتلت في رفح بعد أن سحقتها جرافة تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي بينما كانت تتظاهر سلميًا ضد هدم البيوت الفلسطينية. وستشهد وقائع هذه الجلسة إدلاء قائد الوحدة العسكرية التي قتلت راتشيل، والذي عرَّفته المحكمة بالحروف (س.ر) بشهادته. و(س.ر) أشرف على عمل الجرافة من داخل ناقلة جند مدرعة تواجدت في الموقع. ومن الجدير بالذكر أن المحكمة، ولحماية هويات الجنود، سمحت لعدد منهم بالإدلاء بشهاداتهم من خلف ستار، وهو إجراء أمني غير اعتيادي، إلا أنه من المتوقع أن يقدم (س.ر) شهادته بشكل علني حيث أن شخصيته معروفة للجمهور. وبدأ النظر في هذه الدعوى المدنية في شهر مارس 2010 بالاستماع إلى شهادات أربعة من زملاء راتشيل في حركة التضامن الدولي، والذين شهدوا مقتلها. وفي الجلسة التالية التي بدأت في 5 سبتمبر 2010 قدمت الحكومة الإسرائيلية تسعة من شهودها، ومن ضمنهم محقق الشرطة العسكرية الذي قاد التحقيق في القضية وسائق الجرافة التي دهست وقتلت راتشيل بالإضافة إلى مرافق السائق الذي كان موجودًا في الجرافة. وقالت سيندي كوري والدة راتشيل: ’هذه المحاكمة تكتسب أهمية أكبر في هذه الأيام التي نشهد فيها التظاهرات الشبابية السلمية في كافة أرجاء الشرق الأوسط والتي تناضل لاستعادة الحقوق والحريات العامة.’ وأضافت:’بينما يتواصل سعي عائلتنا لمحاسبة الحكومة الإسرائيلية على الطريقة التي جابهت بها احتجاجات راتشيل السلمية، فإننا نؤكد في السياق ذاته على أنه يتوجب على كل الحكومات والجيوش احترام حقوق الشعوب في التجمع والاحتجاج وأن لا يتم قمع التظاهرات، وأن يتحمل الكل مسؤولية أفعالهم’.
