غزة / سما / أكد النائب عن كتلة "فتح" البرلمانية والعضو في حوارات القاهرة أشرف جمعة أن الفرصة مواتية حالياً لتحقيق المصالحة الفلسطينية، داعياً حركة "حماس" للتعامل بإيجابية مع مبادرة الرئيس الأخيرة، والكف عن وضع العقبات أمام زيارته المهمة إلى غزة. وأكد جمعة أن التغيرات الإقليمية في ظل تصاعد الثورات العربية تسير بالمنطقة نحو المجهول، وما من أحد يمكنه التكهن بتأثير هذه التغيرات على القضية الفلسطينية، وإن كان من الممكن أن تنعكس إيجاباً أو سلباً على الفلسطينيين. وأوضح أن هذا الوضع والغموض الذي يكتنفه مصير القضية الفلسطينية في المستقبل يستوجب على الفلسطينيين التوحد والسير بخطوات عملية نحو تحقيق المصالحة. وأشار جمعة في تصريحات لصحيفة الايام الفلسطينية المحلية إلى أن الرئيس جاد في مبادرته ويأمل بأن يتمكن من خلالها من طي صفحة الانقسام، وقدم تنازلات كثيرة في سبيل ذلك، مؤكداً أن الكرة الآن في ملعب حركة "حماس" وأن عليها التقدم في اتجاه تحقيق المصالحة. وفيما يتعلق بما أثير من تخوفات "حماس" من تعاظم نفوذ وقوة "فتح" في غزة في حال وصول الرئيس إليها، أكد جمعة أن الرئيس لا يمثل حركة فتح فهو يمثل كل فلسطيني، معتبرا أن وصوله إلى قطاع غزة يحمل دلالات ومعاني كبيرة وخطوة يجب أن تكون مرحبا فيها من حركة "حماس" وكل الفلسطينيين على اختلاف انتماءاتهم، لتطوى صفحة مقيتة من الانقسام. وحذر جمعة بشدة من إفشال مبادرة الرئيس، مؤكداً أن الهبة الجماهيرية التي أطلقها شباب الخامس عشر من آذار لها دلالات كبيرة، وأن تراجع الاحتجاجات في الأيام الأخيرة لم يكن بسبب ضغوط أو قمع حكومة "حماس" كما يظن البعض، فالأمر متعلق بإطلاق مبادرة الرئيس. وقال إن الجماهير أعطت المتخاصمين فرصة بعد إعلان المبادرة المذكورة، وهي الآن تنتظر وتتابع ما يجري على الأرض، وفي حال فشلت في تحقيق المصالحة فإن الاحتجاجات والضغوط الداخلية ستعود وبقوة، وسيواجه الجميع وضعاً صعباً. وتطرق جمعة في حديثه إلى تخيير إسرائيل للرئيس عباس ما بين السلام معها أو الصلح مع "حماس"، واعتبر أن هذا دليل واضح على مدى انزعاج إسرائيل من إمكانية تحقيق المصالحة، وتوافق مصالحها مع استمرار الانقسام، مضيفا أن هذا يجب أن يشكل حافزا ودافعا قويا للفلسطينيين للمضي قدما بشكل سريع لتحقيق المصالحة من دون تأخير، لتفويت الفرصة على إسرائيل ولم شمل الفلسطينيين ومواجهة التحديات وهم مجتمعون.