في المجلس الوزاري السياسي – الامني تتعاظم الدعوات لتوجيه ضربة ذات مغزى ضد بنى الارهاب التحتية، ولكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لا يعتزم ان يقر قريبا عملية عسكرية واسعة في قطاع غزة. "الميل هو للتهدئة وليس للتصعيد"، قال أمس مصدر سياسي رفيع المستوى. في المشاورات الامنية التي اجراها نتنياهو مع وزراء السباعية، وبعد ذلك مع وزير الدفاع ايهود باراك وكبار مسؤولي جهاز الامن، اتفق على ألا ترد اسرائيل حاليا على احداث اليوم الاخير بشكل يخرج عن سياسة الرد حتى الان. في اطار ذات السياسة وجه نتنياهو الجيش الاسرائيلي لتصعيد هجماته الجوية في غزة. قبل بضعة دقائق من صعوده الى الطائرة متوجها الى موسكو قال نتنياهو: "لقد حددت الحكومة سياسة واضحة في مواضيع الامن: سياسة حازمة واجراءات وقائية ضد الارهاب. اجتزنا سنتين من الهدوء بفضل ذات السياسة، التي في اطارها سار سكان اسرائيل في الشوارع دون خوف. هناك محافل تحاول خرق هذا الهدوء وفحص مدى تصميمنا وسيكتشفون بان للحكومة، للجيش وللجمهور في اسرائيل ارادة حديدية وامكانية للدفاع عن الدولة وعن سكانها. سنعمل بحزم وبمسؤولية على اعادة الهدوء الذي ساد هنا في السنتين الاخيرتين". في قيادة المنطقة الجنوبية قدروا بان التصعيد لن يتوقف في الايام القريبة القادمة. واشار مسؤولون في الجيش الى أن الطريق الوحيد للتصدي للوضع، اذا ما استمر، هو من خلال العودة الى سياسة الاحباطات المركزة في قطاع غزة وذلك من أجل عدم الوصول الى حملة رصاص مصبوب 2. من جهة اخرى، دعا وزراء من اليمين الى الرد بشكل قاطع على الهجمات. "محظور الانجرار الى حرب استنزاف، ويجب اعطاء حل جذري للمشكلة"، قال وزير الخارجية افيغدور ليبرمان، "محظور ان نصبح كلبا يعوي ولا يعض". اما الوزير ايلي يشاي فقال: "اذا استمر التصعيد فلن يكون مفر من تنفيذ عملية عسكرية في غزة. الوضع في العالم العربي هو أحد العوامل للتصعيد الحالي". وقالت محافل سياسية رفيعة المستوى بعد المشاورات ان "ليس لاسرائيل مصلحة في تفاقم الوضع. اذا ما كفت منظمات الارهاب عن النار، فان اسرائيل ستضع سلاحها جانبا". وحسب هذه المحافل، فانه رغم العملية الشديدة في القدس لا توجد في هذه اللحظة شرعية دولية لعملية عسكرية واسعة في غزة، وفي جهاز الامن يسود التقدير بان الحديث يدور عن انتقام على قتل الفلسطينيين في هجوم الجيش الاسرائيلي الاخير. واضافت هذه المحافل فان "عملية عسكرية في غزة ستجر نارا صاروخية لا تتوقف على مدن اسرائيل، ولا توجد مصلحة في هذه اللحظة لتعريض حياة الاسرائيليين للخطر". مصر: لا تدخلوا غزة ريح مشابهة تهب من القاهرة ايضا، حيث طلب وزير الخارجية المصري نبيل العربي من اسرائيل "التحلي بضبط النفس" وحذر من "خروج متسرع لحملات مغامرة في القطاع". في ضوء موجة الارهاب بعث السفير الاسرائيلي في الامم المتحدة، ميرون روبين، شكوى شديدة اللهجة الى مجلس الامن في الامم المتحدة. بعد وقت قصير من العملية في القدس قال الرئيس الامريكي براك اوباما: "ليس هناك أبدا مبرر للارهاب. الولايات المتحدة تدعو المنظمات المسؤولة عن الهجمات الى وضع حد لهذه الافعال. لاسرائيل، مثلما لكل الدول، يوجد حق في الدفاع عن النفس". وزير الخارجية الفرنسي، الين جوبيه ندد "بكل الحزم" بالعملية. وزير الخارجية البريطانية وليم هيغ قال: "هذا فعل ارهابي بشع موجه ضد أبرياء. بريطانيا تؤيد الشعب في اسرائيل في ضوء مثل هذه العمليات الرهيبة".