خبر : اتساع المظاهرات ضد حكم الاسد في سوريا../هآرتس

الثلاثاء 22 مارس 2011 12:46 م / بتوقيت القدس +2GMT
اتساع المظاهرات ضد حكم الاسد في سوريا../هآرتس



مظاهرات في أرجاء سوريا سُجلت أمس لليوم الرابع على التوالي، ولا سيما في محافظة حوران، المنطقة الجنوبية القريبة من الحدود مع اسرائيل والاردن. واستمرت المظاهرات في درعا أمس، وشارك فيها الآلاف في تشييع جثمان شاب سوري، رياض الكراد، الذي قُتل قبل يوم من ذلك بنار قوات الامن السورية. وفي اثناء المظاهرة دعا المتظاهرون الى الحرية. واستخدمت قوات الامن مرة اخرى الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين في درعا. وأحرق المتظاهرون منزل المحافظ السابق الذي أُقيل قبل بضعة ايام من منصبه، مقر الحزب الحاكم ومكاتب شركة الهاتف الخلوي التي يملكها أحد مقربي الرئيس السوري. كما علم ان المتظاهرين حطموا في الايام الاخيرة تمثال والد الرئيس، حافظ الاسد.  في بلدتي جاسم ومدايا، المجاورتين من محافظة حوران ايضا، شارك بضع مئات من الاشخاص في مظاهرة ضد الحكم برئاسة الرئيس بشار الاسد، وهتفوا "الشعب يريد اسقاط النظام". وانتشرت المظاهرات ايضا الى الجولان السوري ومدينة القنيطرة، حيث اصطدمت قوات الامن بالمشاركين في اعمال الاحتجاج. وبالتوازي يتصدى الآن الرئيس السوري لمظاهرات الأقلية الكردية، ولا سيما في مدينة القامشلي، المجاورة للحدود مع تركيا. الاكراد الذين تظاهروا أكثر من مرة في اثناء السنوات الاخيرة، يطالبون بالاصلاحات وتعزيز حقوق المواطن في الدولة. ولكن حاليا يبدو ان المظاهرات لم تنتشر الى دمشق وباقي المدن الكبرى في الدولة. وعزز الجيش السوري قواته في درعا بالدبابات وبالجنود، ولكنه حرص على عدم الدخول في مواجهة جبهوية مع المتظاهرين، وحاليا يسمح لقوات الشرطة بالتصدي للمحتجين. وعُلم أمس ان عشرات الجنود أو رجال قوات الامن انتشروا في اماكن مختلفة في أرجاء المدينة، ولكنهم لم يفتحوا النار الحية، خلافا لأحداث يوم السبت، حين قُتل اربعة اشخاص بنار قوات الامن السورية. يبدو ان السلطات السورية تحاول الآن احتواء الاحتجاج في الجنوب وتركز على محاولات منع انتشاره الى مدن اخرى. وشارك أمس وزير العدل السوري في تقديم العزاء في مدينة درعا، بل وشارك في الاحتفال المركزي. وبالتوازي بعثت السلطات بمئات من رجالها الى شوارع دمشق لكي يهتفوا للرئيس الاسد ويعربوا عن تأييدهم له. محافظة حوران، حيث تتركز المظاهرات، تعتبر فقيرة على نحو خاص في سوريا الفقيرة على أي حال. متوسط أجر مواطني سوريا يتراوح بين 100 و 200 دولار في الشهر. حيث أكثر من الثلث يعيشون تحت خط الفقر. قرابة 38 في المائة من السكان يعملون في الزراعة وجنوب الدولة يعتبر أحد الاماكن التي يكاد الحكم لا يستثمر فيها. ويمكن للامر ان يشرح الاضطراب النسبي في منطقة الجنوب الغربي، دون ان تنتقل المظاهرات حاليا الى باقي أرجاء الدولة باستثناء كردستان، حيث كثرة التنظيمات المضادة للحكم المركزي. كما تجدر الاشارة الى انه خلافا لمصر، فان استخدام الانترنت والشبكات الاجتماعية محدود نسبيا في سوريا. ومحاولة جهات معارضة تنظيم "يوم غضب" قبل أكثر من شهر، فشلت فشلا ذريعا. وحاليا، الاخوان المسلمون في سوريا وكذا محافل في المعارضة العلمانية في خارج البلاد، مثل نائب الرئيس السابق عبد الحليم خدام أو عم بشار رفعت الاسد، يمتنعون عن التدخل في ما يجري أو اطلاق تصريحات تدعو الى المزيد من الاعمال. وخلافا لمصر، تونس، اليمن وليبيا، لا يظهر حتى الآن نشاط للشباب ينطلقون في احتجاج جماهيري ضد النظام.