فرض القانون على مخالفات البناء التي يرتكبها المستوطنون يتركز على الأكواخ والخيام، وليس المباني الدائمة ذات الأهمية – هكذا كتب المسؤول الكبير في الادارة المدنية رامي زيف، نائب رئيس وحدة الرقابة في الادارة. وكتب زيف ذلك مؤخرا لسكان مستوطنة فيدوئيل التي يسكن فيها. يعمل زيف في السنوات العشرين الاخيرة في وحدة الرقابة التابعة للادارة المدنية والتي تُعد المسؤولة في المناطق عن فرض قوانين التخطيط والبناء، والحفاظ على البيئة، البيع على الطرقات وغيرها. وفي السنوات الاخيرة تدور ضد زيف حملة تخوضها منظمة "تدميراتك"، حركة لسكان يتسهار تقف ضد موظفين وعاملين في الدولة ممن يشاركون في هدم المستوطنات. وولدت الحملة ضمن امور اخرى في أعقاب هدم ثلاثة مبان في مزرعة جلعاد في السامرة، بل إن نشطاء اليمين تظاهروا في الكنيس في فيدوئيل حيث اعتاد زيف على أداء شعائر الصلاة. منسق اعمال الحكومة في المناطق، اللواء ايتان دنغوت، أدار مؤخرا حديثا شديدا مع قادة الاستيطان في السامرة طالبهم فيه بالدفاع عن زيف ومنع استمرار المظاهرات ضده في مستوطنته. في الاسبوع الماضي وزعت في بعض المستوطنات في الضفة الغربية مناشير عن زيف. وجاءت هذه المناشير في أعقاب تصريح مشفوع بالقسم رفعه الى محكمة العدل العليا وتضمن معطيات عن نشاط وحدة الرقابة. وكشف زيف النقاب عن ان عدد هدم المباني في الوسط اليهودي في المناطق أعلى من عدد هدم المباني الفلسطينية. وذلك على الرغم من ان عدد مخالفات البناء من جانب الفلسطينيين أكبر. يهوشع هاس، من يتسهار، رئيس حركة "طريقة حياة" التي وزعت المناشير، شرح بأن "تبين لنا ان الكثير من بين اولئك الذين يُعنون بخراب منازل اليهود، ولا سيما في وحدة الرقابة في الادارة المدنية، هم يهود يسكنون في مستوطنات يهودا والسامرة ويُديرون نمط حياة ديني. من جهة، يمسون ويُخربون عمليا بالاستيطان، ومن جهة اخرى يحصلون على حياة اجتماعية نوعية بالذات في مستوطنات يهودا والسامرة". في أعقاب المنشور قرر زيف نشر رسالة للسكان في صحيفة فيدوئيل، فصّل فيها موقفه. ويحاول زيف في الرسالة ان يشرح بأن هدم المباني في المناطق هو هدم لمبان غير ذات مغزى. وذكر موقع "الصوت اليهودي" الذي يديره تلاميذ الحاخام اسحق غنزنبرغ من يتسهار، بأن "من حين الى حين تتم اعمال هدم ضد مبان معينة هي في غالبيتها العظمى غير دائمة بل مجرد خيام، عرائش، أكواخ، مبان مؤقتة ومبان خفيفة، في حالات عديدة تكون غير مأهولة، وتوجد في مراحل مختلفة من البناء". وأضاف زيف يقول: "أُسأل احيانا لماذا أصادق على هدم مبان لليهود. والجواب هو بسيط. أنا، مثل كل موظف في الادارة المدنية، لا أصادق بشكل شخصي على هدم هذا المنزل أو ذاك. توجد منظومة من الاعتبارات المتفرعة على مستويات عليا دون أي عنصر استخفاف أو استهتار حول ماذا يُهدَم وماذا لا يُهدَم. المظاهرات والتحريضات ضدي هي مثابة بحث عن قطعة النقد تحت الفانوس. توجد حكومة في اسرائيل انتُخبت في انتخابات ديمقراطية. وهذه الحكومة تتخذ القرارات. وأنا أرى نفسي مخلصا لتوراة اسرائيل، شعب اسرائيل، وبلاد اسرائيل، وأعمل حسب المباديء التي يفترضها هذا الولاء. تلقيت شرعية من حاخامين ووجهاء لمواصلة أداء عملي الراهن في خدمة شعب اسرائيل".