قذائف الهاون اطلقت نحو اسرائيل. ولكن من كان الهدف الحقيقي؟ مصادر في غزة قالت أمس ان اطلاق حملة الصواريخ المكثفة في الجنوب ترمي الى منع الزيارة المرتقبة لرئيس السلطة ابو مازن الى القطاع بهدف المصالحة الوطنية الفلسطينية. وحسب المصادر، فمن خلال اطلاق قذائف الهاون سعى اعضاء القيادة العسكرية لحماس في غزة ومؤيدوهم الى تسخين الجبهة، التسبب بتدخل اسرائيلي عسكري في القطاع، اتهام فتح باستغلال الازمة – والتسبب بالغاء زيارة ابو مازن. وشرحت المصادر بانه بينما يسعى رئيس الوزراء اسماعيل هنية ومجموعة من القيادة السياسية للوصول الى مصالحة وطنية فلسطينية، هناك مجموعة قوية – تتشكل أساسا من قيادة المستوى العسكري برئاسة أحمد الجعبري – تعارض المصالحة. ويدعي المعارضون بان مثل هذه الخطوة ستحشر حماس في الزاوية وقد تضر بها شديد الضرر وعليه فانهم يعملون على احباط الزيارة المخطط لها. وكانت حماس تبنت بشكل رسمي اطلاق نصف قذائف الهاون التي سقطت في الجنوب. وجاء في بيان رسمي للمنظمة بانه "بسبب التصعيد الاسرائيلي تم تنفيذ اطلاق قذائف هاون نحو اسرائيل من حماس ومنظمات اخرى. الاهداف التي قصفت هي أهداف عسكرية". وعقدت قيادة حماس أمس مؤتمرا صحفيا في قطاع غزة اتهم فيه المسؤول الكبير في المنظمة سامي ابو زهري فتح بانها تستغل التوتر الامني والتصعيد العسكري ضد اسرائيل كي تزرع الفوضى في القطاع. وكان ابو مازن أعلن عن مبادرة الزيارة يوم الثلاثاء الماضي في اثناء جلسة اللجنة التنفيذية لـ م.ت.ف في رام الله. وأوضح رئيس السلطة بان الهدف هو الشروع في محادثات مصالحة وطنية مع اسماعيل هنية ومع قيادة حماس، وتشكيل حكومة خبراء واجراء انتخابات عامة فلسطينية في غضون ستة أشهر. وقد استقبلت المبادرة بالترحيب من قادة فتح وقادة كل المنظمات الفلسطينية الاعضاء في م.ت.ف، وهكذا أيضا من الدول العربية بما فيها مصر.