رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يحث البناء في المستوطنات المركزية في الكتل الاستيطانية – في رد على "المذبحة عشية السبت" في مستوطنة ايتمار في السامرة. في نقاش عُقد أمس في مكتب نتنياهو في مقر وزارة الدفاع في تل ابيب، طلب رئيس الوزراء من وزير الدفاع اهود باراك التوقيع على عطاءات في الكتل الاستيطانية لبناء ما لا يقل عن عشرات وحدات السكن الجديدة. ويدور الحديث عن مستوطنات يرفض باراك منذ اشهر طويلة، وهو صاحب السيادة في يهودا والسامرة، التوقيع على عطاءات بناء في نطاقها. عمليا، يجري هناك الآن تجميد للبناء. في النقاش، الذي كان أمنيا في جوهره، شارك ايضا وزير الشؤون الاستراتيجية، موشيه بوغي يعلون، رئيس شعبة الاستخبارات أمير كوخافي، ورئيس المخابرات يوفال ديسكن. كما ان نتنياهو وضع في الصورة وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون التي اتصلت به أمس وأعربت عن صدمتها من المذبحة. ويوشك نتنياهو قريبا على القاء خطاب سياسي حظي باسم "بار ايلان 2" تطلعا لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين أو على الأقل تخفيف الضغط الدولي عن اسرائيل. ومع ذلك، ورغم حذر نتنياهو في كل ما يتعلق بالبناء في المستوطنات، فانه يعتقد بأنه محظور إبقاء الحدث المأساوي دون رد ذي مغزى سياسي داخلي وخارجي. في مجلس "يشع" للمستوطنين قالوا أمس: "كلما تنازلنا، فان الضغط الدولي ونزع الشرعية عن اسرائيل يتعاظمان. كلما وقفنا عند رأينا – هذا الضغط ينخفض فقط والعالم يقبلنا كما نحن". والى ذلك، في الجيش الاسرائيلي قلقون من امكانية أن يقرر نشطاء يمينيون القيام بافعال عنف وتطرف ضد السكان الفلسطينيين ردا على العملية في ايتمار، فيؤدوا بذلك الى تصعيد واسع في الضفة الغربية. واضطرت قوات الجيش الاسرائيلي أمس الى الفصل بين المستوطنين والفلسطينيين في أعقاب رشق متبادل للحجارة في قاطع هار براخا احتجاجا على العملية في مستوطنة ايتمار. وروى مصدر عسكري بانه سجلت أحداث اخرى في منطقة قرية بورين، بعد أن رشق المستوطنون الحجارة على منازل فلسطينيين وفروا من المكان. وقال ضابط كبير في قيادة المنطقة الوسطى أمس انه بالتوازي مع الخطوات العملياتية والاستخباراتية للعثور على المخربين يجري جهد لمنع التصعيد على الارض من جانب المستوطنين. واضاف الضابط يقول: "سيسرنا اذا ما سمح المستوطنون لنا بالعثور على المخربين والا يشغلون مظاهرات عنف تؤدي الى تصعيد في المنطقة".