حديث قاس جرى مساء أمس بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن) على خلفية العملية في ايتمار. وكان ابو مازن بادر الى المكالمة لشجب العملية والاعراب عن الاسف، الا ان نتنياهو رد الاقوال مدعيا أن التنديدات لا تكفي ودعا رئيس السلطة الفلسطينية الى العمل على وقف التحريض ضد اسرائيل. وقد جرت المكالمة بعد بضعة اشهر من القطيعة شبه التامة بين الرجلين. "ينبغي التنديد بالعنف ليس فقط لانه يتعارض والمصالح الفلسطينية للسلطة الفلسطينية"، قال نتنياهو لابو مازن. "انا اتوقع ان توقفوا التحريض ضد اسرائيل في المدارس، في كتب التعليم وفي المساجد وان تربوا اطفالكم على السلام مثلما نفعل نحن. قتل الرضع في نيامهم هو قتل لغرض القتل". وغضب نتنياهو على أن ابو مازن نشر بيان تنديد علني في وسائل الاعلام الفلسطينية مع حلول الساعة السابعة من مساء أمس – بعد نحو 24 ساعة من العملية. وحتى بعد ان قرأ نتنياهو بيان التنديد الصادر عن رئيس السلطة خاب أمله من الصيغة الهزيلة ومن أنه لم يضف اليه التزام فلسطيني بالعمل على اعتقال القتلة. وقال نتنياهو: "انا خائب الامل من الاقوال الهزيلة والمتلعثمة للسلطة الفلسطينية"، وذلك في خطاب قصير القاه مساء امس امام عدسات التلفزيون. "ليس هكذا يشجب الارهاب او يكافح ضده. في مثل هذه الحالة يفترض تنديد حاد ولا لبس فيه". وأجرى نتنياهو يوم السبت سلسلة من المشاورات الهاتفية مع وزير الدفاع ايهود باراك، قادة جهاز الامن والاستخبارات وكذا مع وزير الخارجية افيغدور ليبرمان. ومع خروج السبت عقد نتنياهو في وزارة الدفاع مشاورات في محفل أوسع ضم عدد من وزراء الحكومة. وأجرى وزير الدفاع ايهود باراك ومنسق اعمال الحكومة في المناطق اللواء ايتان دنجوت حديثا مع رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض ومع مسؤولين فلسطينيين كبار آخرين لمنع تصعيد اضافي وتنسيق الاعمال للقبض على منفذي العملية. وعنيت الرسالة السياسية المركزية لرئيس الوزراء بموضوع التحريض الفلسطيني. فقد اتهم نتنياهو التحريض في وسائل الاعلام الفلسطينية والتعظيم الذي توليه السلطة الفلسطينية في السنة الاخيرة للمخربين الانتحاريين هو الذي خلق الاجواء العامة التي نفذت فيها العملية. واستدعى نتنياهو مدير عام وزارة الشؤون الاستراتيجية يوسي كوبرفاسر الى جلسة الحكومة التي ستعقد هذا الصباح لعرض "جدول التحريض" في السلطة الفلسطينية. اضافة الى ذلك، انتقد نتنياهو بشدة الاسرة الدولية التي تأخرت على حد قوله لزمن طويل الى أن نددت بالعملية وقال ان "بعض الدول التي سارعت الى شجب اسرائيل في مجلس الامن على تخطيطها بيت في مكان ما، تتلبث في اصدار شجب حاد لقتل الرضع". وقال ابو مازن أمس انه "يرفض وشجب كل اشكال العنف ضد المدنيين، بغض النظر عن مصدره او اسبابه". وحسب اقواله فان "العنف لن يؤدي الا لمزيد من العنف ويجب الاسراع في ايجاد الحل الشامل والعادل للنزاع". رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض شجب هو الاخر العملية وقال ان "العنف لا يبرر العنف. نحن نشجب الحدث الاخير بشكل واضح وقاطع مثلما نتعاطى مع كل انواع العنف دون صلة بهوية المعتدين او الضحايا". هذا ورد نتنياهو بشكل مضبوط النفس نسبيا الا ان الكثير من وزراء الحكومة طوقوه بردود حادة ضد كل استئناف للمسيرة السياسية مع الفلسطينيين. "استمرار التعليم للكراهية تجاه اليهود في السلطة الفلسطينية يشكل ارضا خصبة لاعمال قتل من هذا النوع ويثبت مرة اخرى باننا لا نقف امام جهة تسعى الى انهاء النزاع والسلام الحقيقي"، قال وزير الشؤون الاستراتيجية موشيه بوغي يعلون. اما وزير شؤون الشتات والاعلام يولي ادلشتاين فقال ان "العملية تشكل برهانا واحدا ضمن براهين كثيرة على انه لا يوجد شريك في الطرف الاخر. مع من تتوقع الاسرة الدولية منا ان نتحدث عن السلام؟".