خبر : دويك:اصلاح المنظمة يمكن ان ينجز المصالحة دون ان نحتاج حتى لجلوس فرقاء على طاولة واحدة

الخميس 10 مارس 2011 12:19 ص / بتوقيت القدس +2GMT
دويك:اصلاح المنظمة يمكن ان ينجز المصالحة دون ان نحتاج حتى لجلوس فرقاء على طاولة واحدة



رام الله سما اكد الدكتور عزيز الدويك رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني  بأن المصالحة الفلسطينية ما زالت تراوح مكانها، مشيرا الى ان نجاح مبادرة حماس المنتظرة لانهاء الانقسام على ضوء التطورات التي تشهدها المنطقة متوقف على قبول القيادة الفلسطينية لها. وطالب الدويك احد قادة حركة حماس القيادة الفلسطينية بالانحياز الى الشعب الفلسطيني وعدم الارتماء في احضان الاحتلال الاسرائيلي على حد قوله، واعادة بناء منظمة التحرير على اساس اتفاق القاهرة عام 2005 بحيث تكون جميع الفصائل الفلسطينية ممثلة في ذلك الجسم الذي اعتبره حاليا ميتا. وجاءت اقوال الدويك لـصحيفة القدس العربي في الحوار التالي الذي اجرته معه: - الى اين وصلت الجهود المبذولة لتحقيق المصالحة الوطنية من خلال متابعتك لهذا الملف كونك رئيسا للمجلس التشريعي الفلسطيني؟- والله لا زالت المصالحة تراوح مكانها. وفي تقديري ان المعطل الرئيس لهذه المصالحة هو وجود السلطة بين خيارين لا ثالث لهم، اما انها سترتمي في احضان الاحتلال اكثر فأكثر، واما انها سترجع للتصالح مع الشعب الفلسطيني وقضاياه وثوابته ومصالحه. والمشكلة في الخيار الاول لهذه السلطة انها اذا امعنت بالارتماء في احضان الاحتلال، فاحتمال المصالحة لا اقول بانه يتضاءل بل يمحى ويمسح من على خارطة الشرق الاوسط. اما اذا عادة هذه السلطة الى التصالح مع الشعب الفلسطيني فالحقيقة نتأمل ان يؤدي ذلك في المحصلة الى ما فيه خير للشعب الفلسطيني والى انجاز هذه المصالحة لانه عندئذ ستصبح من باب تحصيل حاصل. وعبر ’القدس العربي’ دعني اقول للسلطة تصالحوا مع الشعب، هذه واحدة، ثم اعيدوا بناء منظمة التحرير الفلسطينية وفق اتفاق القاهرة لاذار عام 2005 وعند اذن لن نحتاج للحديث عن المصالحة لان كافة الفصائل الفلسطينية ستكون موجودة وممثلة في منظمة التحرير الفلسطينية وستعاد الى هذا الجسم الميت الآن الحياة من جديد بحيث يقود مسار القضية الفلسطينية في الاتجاه الصحيح وفق بوصلة الشعب الفلسطيني وليس وفق بوصلة المحتل او اعوانه والمدافعين عنه. - ولكن ماذا يجري حاليا على صعيد المصالحة الوطنية الفلسطينية؟- لم يتبلور الى الآن جهد واضح من اي طرف كان وان كانت هناك ارهاصات وكلام في تقديري لم يصل بعد الى مرحلة وضع برنامج حقيقي من اجل انجاز هذه المصالحة، لكنني اقول عبركم ان اصلاح منظمة التحرير الفلسطينية كمرجعية سياسية هامة جدا ورئيس للشعب الفلسطيني يمكن له ان ينجز المصالحة دون ان نحتاج حتى لجلوس فرقاء على طاولة واحدة من اجل كتابة بنود او شروط لاتفاق مصالحة جديد، وبالتالي ارجو ان يتوجه الجهد العربي وخاصة المصري والفلسطيني من اجل انجاز ما تم التوافق عليه والتوقيع عليه في اتفاق القاهرة باذار عام 2005 ، وهنا حقيقة أحمل الرئيس الفلسطيني - محمود عباس - المسؤولية الاكبر في هذا المجال لان في تقديري بانه في مقدوره ان يقوم بهذه المبادرة من اجل اعادة هيكلة وصياغة منظمة التحرير الفلسطينية على اسس ديمقراطية تنضوي تحت لوائها كافة فصائل الشعب الفلسطيني وعندئذ تصبح المصالحة من باب تحصيل الحاصل بدلا من اللف والدوران الذي تقوم به بعض الاطراف في الاونة الاخيرة. - اذن افهم من حديثك بأن المصالحة الوطنية الفلسطينية بين غزة والضفة الغربية ما زالت بعيدة المنال وان التحركات على ذلك الصعيد لم تحقق اي تقدم يذكر؟- الحقيقة ان التحركات بطيئة جدا وبعيدة عن الهدف للاسف، وكأن حالة التمترس وراء مواقف معينة بايحاءات معينة هي التي تدور في المنطقة وبالذات في الاراضي الفلسطينية وما حولها. نحن نريد مصالحة حقيقية وانا اقترح بأن تبتدأ بما اتفق عليه بشأن منظمة التحرير الفلسطينية ومن ثم نوفر الجهد على الخارجية المصرية وعلى وزراء الخارجية العرب وغيرهم ممن يحبون الشعب الفلسطيني ويدافعون عن حقوقه لان هذا هو الطريق الاقصر للوصول للمصالحة بدلا من ان ندور حولها. وارجو ان لا ينطبق علينا في موضوع المصالحة المثل الروسي القائل ان القانون كعمود الكهرباء لا تستطيع الاقتراب منه لكنك تستطيع ان تدور حوله. نحن لا نريد استمرار حالة الدوران الى ما لا نهاية بل نريد ان نصل للهدف مباشرة الا وهو اعادة صياغة وهيكلة منظمة التحرير الفلسطينية وفق اتفاقات سابقة كي تصبح المصالحة كما قلت سابقا من باب تحصل حاصل. - اذن هل ترى من خلال متابعتك للاوضاع الفلسطينية على صعيد المصالحة بان هناك أملا بتحقيقها في الافق المنظور؟- والله المصالحة بيد السلطة الوطنية الفلسطينية في رام الله، واقول ذلك بمنتهى الصراحة، ان ارادت -السلطة- ان ترجع لحضن الشعب الفلسطيني وثوابته فالمصالحة اقرب مما نتوقع والا فان المصالحة ابعد مما نتصور. - ولكن على ما هو سائد حاليا انت كيف ترى امكانية ان تتحقق المصالحة؟.- والله انني اخشى ان يكون الارتماء في احضان المحتل هو الخيار. - ولكن خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس اعلن عقب خلع الرئيس المصري السابق حسني مبارك بانكم في الحركة ستطرحون مبادرة لانهاء الانقسام على ضوء التطورات التي تشهدها المنطقة الى اين وصلت مبادرة حركتكم في ذلك الاتجاه؟- الاخوة يعكفون على اصدار مبادرة لكن هذه المبادرة موقوف نجاحها على الطرف الاخر واعني بالذات الاخوة في رام الله اذا كانوا يريدون ان يتصالحوا مع الشعب الفلسطيني وان يسعوا باتجاه تحقيق المصالحة وباتجاه المحافظة على قضيتنا الوطنية وعلى حقوقنا وثوابتنا. - من خلال اتصالاتك مع قيادة حركة فتح هل لمست بأن هناك جدية من قبل الحركة لتحقيق المصالحة وانهاء الانقسام؟- للاسف انت لا تستطيع ان تتكلم مع فئة واحدة في رام الله لتأخذ الرأي. هناك مبادرات فردية، فهناك نبيل شعث يتكلم كلام اقرب ما يكون الى ما يريده الشعب الفلسطيني، وهناك اطراف اخرى تقول بان ملف المصالحة في يدها والمصالحة بعيدة، وبالتالي للاسف لا تستطيع ان تعول على رأي واحد في فتح. فلا يوجد هناك فريق عمل متكامل يسعى بجدية نحو انجاز المصالحة، وللاسف الذي اراه بان هناك املاءات خارجية يراد ان يتعايش معها بدل ان يكون نبض الشارع الفلسطيني وارادة جماهير الشعب الفلسطيني هي المحرك الرئيس لموضوع المصالحة كله وبرمته. - كلمة تود قولها كرئيس للمجلس التشريعي الفلسطيني؟- ارجو من الاخوة في رام الله ان يرجعوا الى التصالح مع الشعب الفلسطيني وان يأخذوا الدروس والعبر من رياح التغيير القوية في المنطقة العربية التي غيرت الكثير من المعادلات وفي طريقها الى انجاز معادلات جديدة. وفي تقديري كلها تصب في صالح القضية الفلسطينية وفي مصلحة الشعب الفلسطيني حيث وجد. - دكتور عزيز نقل عن وزير الخارجية المصري الجديد نبيل العربي بان تحقيق المصالحة الفلسطينية على سلم أولوياته وأولويات الحكومة المصرية الجديدة كيف ترى ذلك؟- نحن نرحب بأي مبادرة تأتي من الحكومة المصرية الجديدة، هذه الحكومة المتوافقة مع ارادة الشعب المصري والتي تنبع في منطلقاتها من المصلحة العربية العليا عامة والمصلحة الفلسطينية بصورة خاصة. فاي جهد يأتي من جانب هذه الحكومة فهو جهد مرحب به، على ان تتقبل الاطراف الفلسطينية هذه الوساطة العربية تقبلا صحيحا بعيدا عن اية املاءات خارجية يمكن ان تتدخل في الشأن الداخلي الفلسطيني لتحرف المسار عن المجرى الطبيعي، الذي الاصل فيه المصالحة واللحمة الوطنية. - ولكن وانت رئيس للمجلس التشريعي الفلسطيني واحد قادة حماس بماذا تطالب الحكومة المصرية الجديدة؟- نحن نرحب بعودة مصر للعب دورها الريادي في قيادة المنطقة العربية كلها باتجاه المصالح العربية والمصالح القومية التى دأبت مصر على الحرص عليها عبر تاريخها الطويل باستثناء الفترة التي حكمت فيها من انظمة ديكتاتورية لم تكن تسعى في اي صورة من الصور للصالح العام، وبالتالي نحن نرحب بجهود مصر ونفرح كثيرا بأن مصر عادت الينا وعدنا اليها ونحن كمجلس تشريعي فلسطيني جاهزون لبذل قصار جهودنا لتمتين وترسيخ عرى الاخوة والصداقة بيننا وبين اهلنا في جمهورية مصر العربية. - ولكن بماذا انت تطالب الحكومة المصرية كرئيس للمجلس التشريعي الفلسطيني؟- لست حقيقة اطالب بقدر ما احب. لان هذه الحكومة ادرى حقيقة بما يتألم منه الشعب الفلسطيني من احتلال وحصار وعدوان على الارض. والمقدسات تنتهك، وبالتالي هذه الحكومة الوطنية الاصيلة كلنا أمل ان تتوافق كما عهدنا مصر دائما مع مطالب شعوبنا العربية عامة والشعب الفلسطيني بصورة خاصة. لست اطالب بقدر ما اترك لهذه الضمائر الحية ان تتصرف وفق ما تمليه عليها المصلحة العليا لشعوبنا العربية وشعبنا الفلسطيني وايضا المصالح الخاصة للشعب المصري الشقيق الذي نكن له عبر تاريخنا الحب والود والاحترام والتقدير.