بسبب السقوط السياسي الذي تعيشه اسرائيل يفكر رئيس الوزراء نتنياهو بتقديم موعد السفر الى الولايات المتحدة في غضون اسبوعين – ثلاثة اسابيع وذلك لعرض مبادرته السياسية، التي لا تزال قيد التبلور. في القدس ينتظرون الان رد الادارة الامريكية على المكان الذي يفضلون ان يعرض فيه نتنياهو خطته. احدى الامكانيات هي أن تقدم الخطة في خطاب خاص يلقيه نتنياهو – "خطاب بار ايلان 2" – أمام مجلسي النواب في تلة الكابيتول. امكانية اخرى هي أن يعرض نتنياهو خطته في شهر ايار في مؤتمر "ايباك" في واشنطن. وتقول مصادر سياسية ان اسرائيل ملزمة بان تتقدم بمبادرة سياسية بعيدة الاثر تراها الاسرة الدولية مصداقة وتوقف الانهيار السياسي الذي تعيشه اسرائيل قبيل الخطة الفلسطينية الكبرى في شهر ايلول في الامم المتحدة: اعتراف بدولة فلسطينية في حدود 67. من تقارير تصل الى القدس يتبين أن الفلسطينيين سيحظون باغلبية هائلة اذا ما جاءوا بمثل هذا الاقتراح. وتحفظ الامريكيون في الاونة الاخيرة من نية نتنياهو عرض خطة تقوم على أساس تسوية انتقالية بعيدة المدى مع اعتراف بدولة فلسطينية في حدود مؤقتة. ويفهم الامريكيون بان الفلسطينيين لن يكتفوا بذلك. وعليه فقد انطلقت في مكتب نتنياهو أمس اصوات مختلفة. وحسب مصادر في المكتب، يفضل نتنياهو "صفقة شاملة" تؤدي الى نهاية النزاع وحل كل المواضيع الجوهرية. في أحاديث مغلقة يقول نتنياهو ان بالذات التطورات في العالم العربي تشكل فرصة للتقدم في المسيرة السلمية. من جهة اخرى، ما يحصل حولنا يلزم اسرائيل بالوقوف على احتياجاتها الامنية وعدم التنازل عنها. وحسب اقواله، فان كل تسوية سلمية يجب أن تتضمن تواجدا عسكريا لجنود الجيش الاسرائيلي على الارض – وعدم الاعتماد على الاسناد الدولي. وحسب نتنياهو، لا يدور الحديث عن ذريعة أو رغبة في عرقلة المفاوضات بل عن تعلم من اخفاقات الماضي. بالنسبة لغور الاردن، يتحدث نتنياهو عن تواجد عسكري اسرائيلي في عدة نقاط ولكن دون سيادة اسرائيلية. تواجد كهذا وحده سيمنع تهريب السلاح وسيطرة عناصر معادية على يهودا والسامرة. الخطة التي يبلورها نتنياهو تقدم للفلسطينيين تنازلات اقليمية فورية مثل نقل مناطق توجد اليوم تحت السيطرة الاسرائيلية الى السيادة الفلسطينية، تحرير سجناء، ازالة حواجز وتسهيلات اخرى للسكان. الوزراء الذين تحدثوا مع نتنياهو أخذوا الانطباع بان خطابه سيتضمن ايضا عنصرا يتنازل تجميد البناء في المستوطنات. احدى الصيغ التي يفكر بها نتنياهو هي اعلان عن تجميد البناء حتى اشعار آخر في المستوطنات المنعزلة او في المناطق موضع الخلاف. من جهة اخرى، من المتوقع لنتنياهو ان يعلن عن بناء واسع في القدس، وفي الكتل الاستيطانية الكبرى التي ستبقى في السيادة الاسرائيلية في التسوية الدائمة. من يضغط على نتنياهو تبني هذه الصيغة هما الوزيران دان مريدور وميكي ايتان.