رام الله / سما / قال رئيس الوزراء د. سلام فياض اليوم الخميس، خلال افتتاحه لمركز الأمراض المزمنة غير السارية بمدينة رام الله، إن ’الحكومة لن تتهاون مع أي تقصير أو إهمال طبي، يعرض حياة المواطنين للخطر’.وأضاف د. فياض ’إننا هنا اليوم لندشن ونحتفل بإنجاز طبي هو الأول من نوعه في المنطقة، متمثلا في افتتاح مركز للأمراض المزمنة غير السارية، وهو إنجاز يأتي ضمن سلسلة إنجازات وطنية في سبيل تحقيق الجاهزية لقيام دولتنا الفلسطينية على كامل أرضنا المحتلة في حدود عام 1967، في قطاع غزة، والضفة الغربية وعاصمتها القدس الشريف’.وأردف رئيس الوزراء ’هذا الحدث الهام يمثل أيضا جهدا وطنيا على كافة المستويات، خاصة في القطاع الصحي، وهو ما يعكس أهمية تعزيز جودة الخدمات المقدمة في هذا القطاع والوصول إلى التميز في خدماته، بما يمكن من تقليل نسبة الخطأ أثناء تقديم العلاج للمرضى’.وأشار د.فياض إلى أنه ’رغم التقدم على صعيد الرعاية الصحية، ورغم الإحصاءات التي تظهر تقدما ملحوظا في هذا المجال، إلا أن ما حدث من وفيات للأمهات في مستشفى نابلس، يمثل لنا أمرا مأساويا لا نقبل به’.ولفت رئيس الوزراء إلى أن ملف القضية أحيل إلى النيابة العامة للتحقيق في أسباب الوفيات والوقوف على حيثياتها، مضيفا ’لن يكون هناك تساهل في هذا الأمر’.وكانت 3 سيدات هن (رولا حسن عيسى أبو حمده، وهبة نضال جهاد الحواري ورنا أبو مريم)، قد لقين حتفهن أثناء عمليات ولادتهن بمستشفيات مدينة نابلس خلال شهر واحد’.وكان وزير الصحة الدكتور فتحي أبو مغلي قد تحدث عن الحادثة، قائلا: ’نتألم كثيرا لوفاة الأمهات في مستشفياتنا، إلا أن هذا الأمر يحدث في كل دول العالم ليس فقط في فلسطين’، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة قد وضعت في عام 1990 خطة أطلقت عليها اسم ’المرامي’.وأشار إلى أن الخطة تهدف إلى تخفيض نسبة الوفيات بين الأمهات إلى 50%، منوها إلى أن فلسطين حققت نجاحا كبيرا في هذا المجال.وقال أبو مغلي: ’في عام 2000 كانت نسبة الوفيات في هذا المجال 77 وفاة لكل 100 ألف حالة ولادة، أما اليوم فإن النسبة انخفضت وبشكل كبير إلى 38 حالة وفاة لكل 100 ألف’، مشيرا إلى أن العام المنصرم لم يشهد سوى حالتي وفاة فقط.وعن افتتاح المركز، قال أبو مغلي: إن ’هذا المركز الحيوي والهام، والذي يأتي في سياق إستراتيجية بالشراكة مع القطاع الأهلي والخاص، للتصدي للأمراض المزمنة غير السارية’.وعن استعدادات الوزارة لاستحقاقات شهر أيلول/سبتمبر الموعد المتوقع لإعلان الدولة، توجه أبو مغلي بالحديث لرئيس الوزراء قائلا ’إن الوزارة تنجز 50 مشروعا، تزيد كلفتها عن 200 مليون دولار ستكون جاهزة قبل الأول من أيلول’.وقال مدير المركز الدكتور فيصل عبد اللطيف إن ’المركز يأتي في سياق خطتنا الرامية للتصدي للأمراض المزمنة غير السارية في فلسطين، كالسكري، وأمراض القلب والشرايين، والسرطان، والتي بينت الدراسات والإحصاءات أنها لا تقل في الدول النامية عنها في الدول المتقدمة’.وأضاف عبد اللطيف ’إننا في فلسطين نعاني من هذه الأمراض نتيجة لعدة سلوكيات خاطئة في مجال الصحة العامة، كالتدخين وعدم ممارسة الرياضة’، مشيرا إلى أن الوزارة أعلنت عن حملة شاملة للتوعية من مخاطر هذه الممارسات’.وأشار عبد اللطيف إلى أن المركز سيكون بمثابة مركز للأبحاث والدراسات الاستقصائية، عبر خطة إستراتيجية ملائمة للتعامل مع هذه الأمراض التي تكلف خزينة السلطة مبالغ كبيرة.أما مدير مكتب الممثلية النمساوية في فلسطين ليونارد مول، فقد أكد أهمية هذه الخطوة التي وصفها بـ’الضرورية جدا’.وقال: ’إن هذا اليوم هام ليس فقط للفلسطينيين وإنما أيضا لنا في النمسا، لأننا نعتبر أنفسنا من الداعمين لهذا القطاع الحيوي (الصحة) للشعب الفلسطيني، والمركز يمثل خطوة هامة في سبيل إنقاذ حياة الكثيرين’.