خبر : الرجوب: القيادة ليست رهينة لاميركاوالتغيير الحكومي لمواجهة استحقاق سبتمبر

الأربعاء 02 مارس 2011 12:28 م / بتوقيت القدس +2GMT
الرجوب: القيادة ليست رهينة لاميركاوالتغيير الحكومي لمواجهة استحقاق سبتمبر



رام الله / سما / أكد اللواء جبريل الرجوب عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، ورئيس اللجنة الاولمبية الفلسطينية ان الرئيس محمود عباس، وقيادات فلسطينية اخرى تعرضت للضغط والتهديد المباشر من قبل واشنطن، لسحب مشروع القرار الذي يدين الاستيطان في مجلس الامن، والذي استخدمت الولايات المتحدة من اجل افشاله وعدم تمريره "الفيتو". وبين الرجوب خلال برنامج حديث القدس الذي ينتجه تلفزيون القدس الالكتروني بالتعاون مع تلفزيون وطن وتقدمه الاعلامية وفاء عبد الرحمن انه تفاجأ من "الفيتو" الامريكي، بسبب موقف واشنطن المعلن ضد الاستيطان، وتصويت 14 دولة لصالح المشروع، مشيرا الى ان ذلك يعكس غباء وحماقة الادارة الامريكية، تجاه مصالحها في الشرق الاوسط. وقال الرجوب"ان هناك تداعيات ايجابية رغم الفيتو الامريكي، منها الموقف الاوروبي". وكشف الرجوب ان القيادة الفلسطينية وضعت استراتيجية واضحة المعالم لمواجهة الموقف الاسرائيلي، خلال الاشهر القادمة، من خلال الاستمرار في بناء مؤسسات الدولة، ومواجهة الاحتلال على الجبهة الدولية، والقانونية والاقتصادية، ومواصلة الاحتكاك الثنائي مع دول العالم للحصول على اعترافها بالدولة الفلسطينية، والاستعداد لاستحقاق ايلول القادم. وحول تأثير الفيتو الامريكي على عملية السلام قال الرجوب" القيادة الفلسطينية ليست رهينة للامريكان، وهي محصنة بالموقف الفلسطيني، والاجماع العربي، والموقف الدولي الذي يصب لصالح القضية،" مؤكدا ان رهان القيادة ما زال على الشعب وعدالة القضية، والاستعداد الدائم للتضحية. وحول التطورات المتلاحقة في الوطن العربي، وتأثيراتها المحتملة على الوضع الفلسطيني، أشاد الرجوب بالحراك التفاعلي الشبابي في الساحة الفلسطينية مبينا أهمية ذلك الحراك في انهاء الاحتلال والتخلص من الانقسام الداخلي." ودعا الرجوب الى دراسة التجربة المصرية، والحركة الشبابية العربية وتوظيفها لصالح القضية الفلسطينية، معربا عن امله في ان توظف النخب السياسية الفلسطينية الحراك الشبابي للمصلحة الوطنية، وليس ان يكون وسيلة لاجندة خاصة." واستبعد الرجوب ان تمتد الاحداث في المنطقة العربية الى فلسطين قائلاً " ان النظام السياسي الفلسطيني كيفما كان، لديه شبكة امان قوية، ولا يوجد في المجتمع ثقافة انقلابية." وقال الرجوب: " التغيير في العالم العربي يسير باتجاه الديمقراطية والعدالة والمساواة " وأضاف: "هناك 3 عناصر تجمع النظام الرسمي العربي وهي غياب الحريات و الديمقراطية ،وغياب العدالة في توزيع الثروات ، وسوء استخدام السلطة. وتابع قائلا :" العنصر الأول يقود الى الانفجار ،والثاني يقسم المجتمع بين غني وفقير، اما العنصر الثالث فانه يقود الى طبقة من الفاسدين، لان السلطة المطلقة مفسدة مطلقة". وحول الموقف الرسمي الفلسطيني من التغييرات الحاصلة  في العالم العربي قال الرجوب: "نحن لسنا طرف في المشكلة في العالم العربي، وأي تحيز لنا سيؤدي الى بروز وطنية قطرية في تلك البلدان معادية للقضية الفلسطينية " وتابع: "تجربة الكويت يجب ان لا تتكرر، وبعضنا اخطأ في موضوع الكويت والعراق، وان هناك 600 الف فلسطيني كانوا يعيشون برغد وسلام في الكويت فقدوا الآمان جراء موقف خاطئ ". وأكد الرجوب ان التغيير الذي حصل في مصر لن يؤثر على دورها تجاه القضية الفلسطينية قائلا:"يوجد حقيقة ثابتة في العالم العربي بضرورة الحفاظ على الهوية الوطنية الفلسطينية ، ومصر لم يتغير موقفها منذ عام  1948 لانها (مصر) القوة والحضارة والتاريخ ، وان القضية الفلسطينية تعيش في وجدان كل مصري ، ونحن نصلي ليل نهار ان تستعيد مصر دورها الطليعي في المنطقة والعالم ، ومصر دولة مؤسسات لا قلق عليها ، ونحن نتابع كل ما يجري هناك ". واعتبر عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ان الاحداث في المنطقة العربية تشكل خطر على استمرار الاحتلال، مبينا ان التفاعل يجب ان يكون خارج ودون تدخل الفلسطينيين في الامور كي لا نتحول لضحية مرة ثانية كما حصل في الكويت، مضيفاً ان الاولوية هي خلق عناصر ضاغطة لصالح التناقض بين الاحتلال ومصالح العالم الذي وصل لنقطة "التفجر". وفي موضوع الانقسام، وملف المصالحة الوطنية قال الرجوب" انه قد آن الأوان لإنهاء الانقسام، وان الكرة الان في ملعب حماس، بعد ان قامت حركة فتح بعمل مراجعة شاملة للموضوع، وتوقيع الورقة المصرية للمصالحة". واضاف الرجوب" ان حركة فتح اجرت مراجعة شاملة لملف الانقسام، واتخذت قرارات مؤلمة، من اجل تحقيق المصالحة الفلسطينية، ووقعت على الورقة المصرية، والكرة في ملعب حماس للقيام بذلك وتحقيق المصالحة. واعتبر الرجوب "ان المصالحة لن تتحقق الا اذا قدمت حماس اجابات واضحة حول 4 ملفات يجب الاتفاق عليها، وهي البرنامج السياسي، ومفهوم المقاومة، ومفهوم السلاح والميليشيات، ومفهموم الشراكة، مؤكداً ان  قاعدة الاتفاق يجب ان تكون تشخيص للمشكلة والتي هي سياسية بامتياز". وتابع الرجوب" البرنامج السياسي يجب ان يكون ما قالته حماس وما طرحته من مواقف سياسية امام الرئيس الروسي ميدفيديف وما بعثته للامريكان، في حين ان النموذج الموجود في العالم الديموقراطيي يجب ان يطبق لدينا فيما يتعلق ببناء العقيدة الامنية الوطنية للمؤسسة الامنية، وان تكون الشراكه من خلال صندوق الاقتراع." وبين الرجوب " ان جميع القوى والفعاليات السياسية وقوى الشباب ومؤسسات المجتمع المدني مطالبة بالنزول الى الشارع، وخلق عناصر ضاغطة على حركتي فتح وحماس لانهاء الانقسام، والاعلان عن الطرف المعيق لتحقيق الوحدة والمصالحة دون خجل او مجامله ." واعلن الرجوب عن ان حل الملف الامني يدور حول الاتفاق على فصل الامن عن السياسة، واخضاع الاجهزة الامنية بمعاييرها الوطنية للقيادة السياسية المنتخبة مهما تكن، وبناء عقيدة امنية وطنية، واخضاع الاجهزة للرقابة." وبين الرجوب ان اقصر الطرق لانهاء الحصار عن غزة هو وجود خطاب سياسي نضالي وطني فلسطيني، في ظل وحدة وطنية دون النظر الى اي طرف خارجي، معتبرا ان هذا الامر يجب ان لا تربطه حماس بمن سيحكم مصر. واكد الرجوب ان الخلاص لحركة حماس والشعب لن يأتي من خلال الرهان على عناصر واطراف ايدولوجية عربية. وحول التغيير الحكومي والهدف المنشود منه ، اوضح الرجوب ان المجلس الثوري لحركة فتح اوصى منذ اشهر بضرورة التغيير الوزاري، وهو ما اوصت به اللجنة المركزية، حيث رأت القيادة الفلسطينية ان هناك ضرورة لاحداث التغيير الحكومي، الذي تم تأجيله لاسباب تتعلق بالوضع الداخلي والخارجي. واضاف الرجوب" ان التغيير الوزاري وتشكيل الحكومة الجديد مرتبط باستحقاقات شهر ايلول القادم، وفق اجندة وطنية وبرنامج فلسطيني." مضيفا ان بعض الوزراء السابقين كانوا يعانون من بعض الاشكاليات والملاحظات، وهم غير قادرين على مواجهة استحقاق ايلول. وشدد الرجوب على ان لا احد من اعضاء اللجنة المركزية سيشغل اي منصب وزاري في الحكومة القادمة، نافياً وجود اي فيتو على اللجنة المركزية، مبيناً ان اللجنة المركزية جددت ثقتها بالاجماع بسلام فياض لتشكيل الحكومة الجديدة. وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح" ان فتح طلبت من الرئيس مناقشة التشكيل الحكومي مع فياض، وفق معايير ان يكون الوزراء شخصيات وطنية وليس لديها مصالح شخصية، مؤكداً ان الوضع الفلسطيني لا تحتاج الى وزراء دمى، تلهث خلف مصالحها الشخصية. وأكد الرجوب انه سيجري انتقاء الوزراء بعناية ووفقا لمعايير خاصة ، ولن يكون هناك وزيرا في هذه الحكومة يعمل " بالبزنس او له علاقة بالمنظمات غير الحكومية ، او ممن يجعل من زوجته وكيل أعمال له ". وقال الرجوب :" ان حركة فتح لن تسمح لوزير عليه شبهات ، او شخص له مصالح شخصية او جهوية ان يكون في الحكومة ، وإنما نريد وزراء يخدمون الشعب الفلسطيني لا وزراء يخدمهم الشعب ، نحن لسنا في الخليج ، ونحن لا نزال تحت الاحتلال ونفى الرجوب ان تكون حركة فتح تبحث عن "حصة" لها في الحكومة القادمة،  بل نريد لفصائل منظمة التحرير، والشخصيات الوطنية ان تشارك في الحكومة، المطلوب منها اشاعة الديموقراطية وتنميتها واعطاء الاولوية لقضية القدس، والاسرى والشباب، والمناطق ذات الاحتكاك مع المستوطنين. وفيما يتعلق بالموضوع الرياضي، والذي يتبوأ جبريل الرجوب فيه منصب رئيس اتحاد كرة القدم، ورئيس اللجنة الاولمبية الفلسطينية اوضح الرجوب ان الرئيس محمود عباس، واللجنة المركزية لحركة فتح السابقة والحالية كلفوه بأعادة صياغة ملف الرياضة الفلسطينية وفق معايير وطنية للنهوض بهذا القطاع الحيوي. وكشف الرجوب النقاب عن قرب صدور قرار سياسي يقضي بأعادة صياغة جميع الاتحادات الرياضية الوطنية، مشيرا الى ان النهضة التي تحققت في الرياضة الفلسطينية، واتحدا كرة القدم سببها تعاون الاسرة الرياضية، والنظام السياسي المتمثل بالرئيس ورئيس الحكومة، اللذان قدما الدعم المطلوب لذلك. واكد الرجوب ان الرياضة الفلسطينية رسالة لجميع المجتمع الفلسطيني ويجب ان تكون بعيدة عن الانقسام، واي اجندة سياسية او جهوية، وتحتاج للدعم والاصطفاف من قبل القيادة السياسية، والمجتمع المدني، والقطاع الخاص. وبين الرجوب ان اللجنة الاولمبية الفلسطينية طلبت من مدراء الاتحادات الرياضية تصويب اوضاعهم المالية والادارية والفنية، والى الان هناك محدودية في التعاطي مع الموضوع، ولذلك سيكون هناك قرار سياسي لاعادة صياغة تلك الاتحادات. وعن تطور الرياضة النسوية في فلسطين، قال الرجوب ان انجاز التحرر الوطني لن يكتمل اذا لم تحصل المرأة الفلسطينيةعلى حقها اسوة بما قدمته من تضحيات جسام، مؤكدة ان المرأة ناضلت على الصعيد السياسي والاجتماعي، ويجب ان تحصل على كافة حقوقها اسوة بالرجال. وعن الدعم الذي تتلقاه الرياضة الفلسطينية، اوضح الرجوب ان تمويل اللجنة الاولمبية هو من خزينة السلطة الفلسطينية، ولا يوجد اي قطاع اخر  سواء فلسطينيا او عربيا يساهم في دعم وتمويل النشاطات الرياضية الفلسطينية الى الان. واضاف ان اسرائيل تعمل بكل طاقتها من اجل ضرب وشل الرياضة الفلسطينية، بقيامها بعدد من الاعتداءات، مبينا ان هناك صراعاً مفتوحا معها في هذا الشأن. وبين الرجوب ان هدفه هو بناء هوية وطنية فلسطينية رياضية، بمعايير لها علاقة بالمصلحة الوطنية وتوظيف الرياضة في هذا الشأن، موضحا ان ذلك الهدف بحاجة الى استحقاقات عديدة منها مؤسسة مرتبطة بالقانون، ومصلحة الاسرة الرياضية الفلسطينية، واشاعة ثقافة روح الانتماء، وثقافة الاستثمار في الرياضة والانفتاح.