الجمود في المسيرة السلمية مع الفلسطينيين والضغط الدولي الكبير على اسرائيل يدفعان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الى تغيير الاستراتيجية. مصادر في مكتب رئيس الوزراء قالت أمس انه يدرس خطة لتسوية انتقالية مع السلطة الفلسطينية. بالتوازي مع التطبيق الفوري للتسوية، ستبدأ مفاوضات على تحديد مبادىء التسوية الدائمة المستقبلية وتعطى ضمانات للفلسطينيين في موضوع الحدود الدائمة للدولة الفلسطينية. في المشاورات التي اجراها مؤخرا، قال نتنياهو انه في ضوء موجة الثورات في العالم العربي يجب فحص تغيير الاستراتيجية بالنسبة للمسيرة السلمية وفحص امكانية تسوية انتقالية. وقال انه "ليس للفلسطينيين نضج في الوصول الى اتفاق نهائي لانهاء النزاع في ضوء انعدام الاستقرار في المنطقة". ويفحص رئيس الوزراء امكانية أن يقترح على الفلسطينيين بان بالتوازي مع بلورة تسوية انتقالية وتطبيقها الفوري، يتحدد أيضا مسار للتسوية الدائمة ولانهاء النزاع. في اطار التسوية الانتقالية، تقوم دولة فلسطينية في حدود مؤقتة، وبالتوازي تدار مفاوضات على المسائل الجوهرية للتسوية الدائمة، في محاولة للتحديد كيف ستظهر عليه الحلول التي ستطبق في المستقبل. وقالوا في مكتبه: "نحن لا نريد التملص من التسوية الدائمة، ولكن التسوية الانتقالية هي طريق التقدم الى هناك". الموقف الجديد الذي يعرضه نتنياهو هو عمليا تراجع عن موقفه السابق الداعي الى ان في رغبته محاولة الدفع الى الامام بتسوية دائمة على كل المسائل الجوهرية للنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني في غضون سنة. وتدمج المبادرة بين اقتراح وزير الخارجية افيغدور ليبرمان، ومشروع رئيس لجنة الخارجية والامن في الكنيست النائب شاؤول موفاز من كديما. ليبرمان يقترح تسوية انتقالية بعيدة المدى في اطارها تقوم دولة فلسطينية في حدود مؤقتة على 50 – 45 في المائة من اراضي الضفة الغربية. اما مشروع موفاز فيتحدث عن اقامة دولة فلسطينية في حدود مؤقتة على 60 في المائة من اراضي الضفة، الى جانب تعهد اسرائيلي بان تكون المساحة النهائية للدولة الفلسطينية مماثلة لمساحة حدود 67. اليوم يعقد في بروكسل ممثلو اعضاء الرباعية لشؤون الشرق الاوسط – الولايات المتحدة، روسيا، الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة – للبحث في سياقات محتملة لاستئناف المسيرة السلمية الاسرائيلية – الفلسطينية. وقد دعي الى اللقاء ممثلون اسرائيليون وفلسطينيون، ولكن رئيس الوزراء قرر عدم التعاون وعدم ارسال مستشاره المحامي اسحق مولكو. اما الفلسطينيون من جهتهم فبعثوا الى بروكسل بصائب عريقات الذي استقال مؤخرا من منصبه كرئيس للفريق الفلسطيني المفاوض. نتنياهو تحفظ جدا من عقد اللقاء، ولا سيما لانه شعر بان هذه خطوة دولية فرضت عليه. وحاول الحصول على ضمانات من الادارة الامريكية بشأن أهداف اللقاء والبيان الذي ينشر في نهايته، ولكنه لم يستجب. في النهاية تبلور حل وسط بموجبه يصل ممثلو الرباعية الى القدس الاسبوع القادم ليلتقوا مولكو. وقال مصدر في مكتب رئيس الوزراء انه "عندما تقرر انه لن تكون مفاوضات مباشرة، لم يكن هناك ما يدعو الى السفر الى هناك"، قال مصدر في مكتب رئيس الوزراء. الدبلوماسي الكبير ايلان بارو، الذي شغل حتى قبل نحو سنة ونصف منصب سفير اسرائيل في دول جنوب افريقيا، غادر أمس وزارة الخارجية احتجاجا على سياسة الحكومة وقال "أجد صعوبة في تمثيل رسائل الدولة باستقامة".