واشنطن / رويترز / قالت سوزان رايس مبعوثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة اليوم الثلاثاء إن بلادها ستواصل الضغط سياسيا واقتصاديا على الزعيم الليبي معمر القذافي إلى أن يتنحى بينما ستعمل في ذات الوقت على اشاعة الاستقرار في أسواق النفط وتجنب حدوث أزمة انسانية. وفي حديثها خلال سلسلة من المقابلات مع قنوات تلفزيونية أمريكية لم تذهب رايس لحد القول بأن ادارة الرئيس باراك أوباما مستعدة لفرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا وهو ما سيمنع القذافي من استخدام الطائرات ضد المحتجين الذين يقاتلون لانهاء حكمه المستمر منذ 41 عاما. وصعدت الولايات المتحدة الضغوط السياسية والمالية على القذافي هذا الاسبوع من خلال تحريك سفن حربية وطائرات لتصبح قريبة من ليبيا وجمدت أرصدة تبلغ 30 مليار دولار. وقالت رايس في مقابلة مع شبكة (إيه.بي.سي) التلفزيونية "سنواصل الضغط على القذافي إلى أن يتنحى ويسمح لافراد الشعب الليبي بالتعبير عن أنفسهم بحرية وتقرير مستقبلهم." وتجيء هذه التحركات العسكرية والتصريحات الأمريكية الأشد لهجة بعد انتقاد جمهوريين في الكونجرس ومعلقين محافظين وآخرين لإدارة اوباما لرد فعلها المتحفظ في البداية إزاء الاضطرابات في ليبيا. ولكن رايس قالت إن من السابق لأوانه الحديث عن تقديم دعم للمحتجين المطالبين بتنحي القذافي الى ان تظهر جبهة موحدة واضحة المعالم. وقالت في برنامج "توداي" الذي تعرضه قناة إن.بي.سي "نحن على اتصال بزعماء المجتمع المدني من كل اطياف الحياة في ليبيا." واستطردت "لن نشارك في عملية اختيار زعماء أو املاء كيفية حدوث هذا الانتقال." وأدت الاضطرابات في ليبيا المصدرة للنفط والقلق بشأن التوقف المحتمل للامدادات وسط احتجاجات في أجزاء اخرى من العالم العربي الى ارتفاع اسعار النفط الى أعلى مستوى في عامين ونصف العام الاسبوع الماضي واثارت مخاوف السوق من ان تقوض تكاليف الطاقة المرتفعة الاقتصاد العالمي. وتحركت السعودية منذ ذلك الحين لتهدئة الاسواق متعهدة بضخ المزيد من النفط. ويتوقع زيادة الصادرات من منتجين آخرين بينهم العراق وايران ونيجيريا. وقالت رايس في حديثها لشبكة إيه.بي.سي "هذا موقف له تداعيات محتملة على امدادات النفط وأسعاره. ونحن نود بالطبع ان نرى الانتاج عند مستوى يحافظ على استقرار الاسعار ونعمل بالطبع مع شركائنا لضمان تحقيق هذا." وأضافت "نتحدث الى جميع الشركاء ممن لديهم طاقة زائدة." وفي حديث ببرنامج "ذي إيرلي شو" الذي تعرضه قناة سي.بي.إس قالت رايس ان الوضع الإنساني يمثل مصدر قلق رئيسيا لصناع السياسة الامريكية. وأضافت "حركة الارصدة التي وصفت والاستعدادات الجارية هي لاحتمال... حدوث كارثة انسانية حقيقية في ليبيا مع تطور هذا الموقف."