اللجنة المحلية للتخطيط والبناء في بلدية القدس شطبت أمس عن جدول الاعمال، في اللحظة الاخيرة، ثلاث خطط للبناء في الأحياء خلف الخط الاخضر. وادعى رئيس اللجنة بأن الخطط "غير ناضجة" ولكن محافل سياسية في البلدية تعتقد بأنه توجد في القرار اعتبارات سياسية ايضا. وكان يفترض باللجنة ان تبحث أمس بالخطتين المتعلقتين بحي هار حوماه (جبل ابو غنيم) – خطة لتوسيع الحي، تتضمن اقامة تسعة مبان عامة وخمسين وحدة سكن، والخطة الثانية تتحدث عن بناء طريق وصول جديد الى الحي من جهة طريق الخليل، تمهيدا لاقامة المرحلة الثانية من الحي والتي تتضمن مئات الوحدات السكنية. كما كان يفترض ان تبحث في توسيع حي ارمون هنتسيف في الاتجاه الجنوبي، واقامة 150 وحدة سكن. ولكن في اللحظة الاخيرة أعلن أمس رئيس اللجنة، نائب رئيس البلدية كوبي كحلون، بأن المخططات لن تُطرح للبحث. وشرح كحلون بأن المخططات "غير ناضجة" من ناحية تخطيطية، ولكن محافل سياسية في البلدية، سواء في اليمين أو في اليسار، قدرت بأن في القرار اعتبارات سياسية ايضا. ليس هذه المرة الاولى التي تمتنع فيها محافل التخطيط في القدس عن البحث في مخططات قد تكون حساسة من ناحية سياسية. وبقدر ما هو معلوم، يشرف مكتب رئيس الوزراء على ما يجري في اللجان منعا لازمات سياسية. مع ذلك، فان رقابة مكتب رئيس الوزراء أكثر تشددا في كل ما يتعلق باللجنة اللوائية، الخاضعة لوزارة الداخلية، واقل تشددا في اللجنة المحلية، الخاضعة لبلدية القدس. مندوب كتلة الليكود في مجلس بلدية القدس، اليشع بيلغ قال أمس ان التفسيرات غير مقنعة: "اخشى جدا أن يكون هنا تدخل سياسي داخلي وخارجي في سياقات التخطيط، تدخل يمس باعطاء خدمات لسكان الحي. يوجد هنا تدخل من عوامل غريبة في طريقة اتخاذ القرارات وأنا أنظر بخطورة غير عادية الى ذلك ". وتوجه بيلغ أمس الى رئيس البلدية نير بركات وطلب رفع الموضوع للبحث في جلسة المجلس القريبة يوم الخميس القادم. من اليسار قال عضو مجلس البلدية عن ميرتس، يوسف بابا الالو انه هو أيضا يقدر بانه كان تدخل من فوق. "بالنسبة لي اللاعب الرئيس هم الفلسطينيون وليس العالم وبالنسبة لهم استمرار البناء هو مس شديد جدا، ولا سيما في هار حوما التي لا توجد ضمن الاجماع". وجاء من بلدية القدس التعقيب بان "المخططات شطبت عن جدول الاعمال لانها لم تكن جاهزة من ناحية تخطيطية". كما ذكر الالو ان هار حوما هو الحي الوحيد خلف الخط الاخضر الذي لم يتوصل حوله الاسرائيليون والفلسطينيون الى اتفاق في اثناء المفاوضات السياسية في عهد اولمرت، كما كشفت مؤخرا شبكة "الجزيرة". وأعلن بركات أمس عن استثمار كبير في شرقي القدس بهدف تقليص الفوارق بين شطري المدينة. وحسب مشروع الميزانية المقرر للسنة القريبة القادمة سيستثمر في احياء شرقي المدينة نحو 300 مليون شيكل، معظم المال مخصص لمجالات التعليم، البنى التحتية والتخطيط.