استقالة عوزي اراد من منصبه كمستشار للامن القومي وكرئيس لمجلس الامن القومي تعكس أزمة عميقة في اداء بنيامين نتنياهو. هجر مقرب مثل اراد، القديم والكبير بين رجال فريق نتنياهو يعبر عن عدم ثقته برئيس الوزراء. ملابسات الاعتزال – رفض وزير الخارجية تعيين اراد سفيرا في لندن – تدل على الضعف المتزايد لنتنياهو أمام ليبرمان، الرجل القوي في حكومته. في نهاية ولايته السابقة، قبل دزينة من السنين، عمل نتنياهو على تشكيل مجلس للامن القومي. الفكرة كانت صحيحة حتى وان لم تكن اصيلة. فقد نسخت من "اللجنة لحماية القيصرية" في بريطانيا الحكومية – البرلمانية ومن مجلس الامن القومي في الولايات المتحدة الرئاسية. منذ الايام اللامعة لهنري كيسنجر في ادارتي نكسون وفورد في السبعينيات، كان في اسرائيل من حلم بالاخذ بنموذج كيسنجر، كضابط اركان كبير لرأس اصحاب القرارات وكمفاوض عنه. وعليه فقد بني بالتدريج "فريق" وبعد ذلك "مجلس" وأخيرا "قيادة" الامن القومي في ديوان رئيس الوزراء. عير أن النوايا الطيبة ذابت في الواقع السياسي والتنظيمي. وزارتا الدفاع والخارجية، هيئة الاركان واسرة الاستخبارات – الموساد، الشاباك وأمان – لم تسارع الى تقاسم قوتها مع جهة اضافية، مقربة من رئيس الوزراء. الوزراء ورؤساء الاجهزة سارعوا الى الاكتشاف بان رؤساء الوزراء غير متحمسين للصدام معهم. قيادة الامن القومي تعززت بالقانون ولكنها لم تنجح في التعاظم في الحياة اليومية. وقد حققت غايتها جزئيا في ان تشكل اداة لعمل اللجنة الوزارية لشؤون الامن (في صيغتها الرسمية كمجلس وزاري ونصف رسمي كالسباعية)؛ ولكن على رئيس الوزراء وعلى نتاج الحكومة كان تأثيرها طفيفا. يحتمل أن يكون دان مريدور وموشيه يعلون راضيين عن عمل قيادة الامن القومي، ولكن نتنياهو أسير في ايدي ليبرمان وايهود باراك. في مكتبه فضل العمل من خلال مستشارين آخرين ومبعوثين خارجيين. اخفاقات الحكومة تنبع اساسا من طبيعة نتنياهو ومن خطه الذي ليس خطا. تحسين عمل القيادة وتعيين رئيس لقيادة الامن القومي قوي وغائي سيضطران الى انتظار رئيس وزراء آخر.