غزة / سما / اعتبر مركز سواسية لحقوق الإنسان بان حق النقد " الفيتو " الذي استعملته الولايات المتحدة الأمريكية ضد مشروع قرار عربي يدين الاستيطان فى الاراضى الفلسطينية إنما يكشف عن الوجه الحقيقي للإدارة الأمريكية ، والتي لم تتغير فى عهد الرئيس اوباما ، كما يؤكد تواطؤ هذه الإدارة إلى جانب دولة الاحتلال وإعطائها الضوء الأخضر لممارسة المزيد من جرائمها بحق الشعب الفلسطيني الأعزل . وأشار المركز بان ذلك يعتبر المرة الأولى التي تستعمل فيه الإدارة الأمريكية للفيتو فى عهد اوباما ، وان هناك تراجعا خطيرا حدث فى الموقف الدولي وخاصة الموقفين الامريكى والاوروبى تجاه قضايا التوسع الاستيطاني فى الاراضى الفلسطينية وفى مدينة القدس المحتلة على وجه الخصوص ، حيث أن المجتمع الدولي طالب مسبقا وخاصة خطاب الرئيس الامريكى بوقف الاستيطان فى الضفة الغربية ومدينة القدس والكف عن بناء المستوطنات ومصادرة الاراضى ، إلا أن هذا الموقف بدا يشهد تراجعا خطيرا من الإدارة الأمريكية عن موقفها بالقول بان وقف الاستيطان ليس سببا لبدء المفاوضات وهذا التراجع شكل خطورة كبيرة على مستقبل مدينة القدس التي تقوم إسرائيل بمصادرة الاراضى فيها وطرد السكان العرب منها ومنعهم من البناء أو الترميم بحجة عدم الحصول على تراخيص للبناء . كما أضاف المركز بان الولايات المتحدة الأمريكية شجعت فى الآونة الأخيرة فكرة استقدام جمعيات صهيونية من العالم تقوم بالاستيلاء على هذه المنازل والاراضى العربية والفلسطينية وتحويلها لثكنات عسكرية فى كافة أحياء المدينة المقدسة ، وذلك من اجل خلق واقع جديد فى اى حلول مستقبلية ، الأمر الذي يعتبر انتهاكا صارخا لكافة المواثيق والقوانين التي تعتبر الاراضى الفلسطينية هي أراضى محتلة لا يجوز إحداث تغييرات عليها أو طرد سكانها منها مع حق سكانها فى تقرير مصيرهم وإقامة دولتهم المستقلة وإنهاء أي مظاهر للاحتلال . وعليه فان المركز يستنكر صدور هذا الفيتو ويعتبره ضربة لكل القرارات الدولية التي أقرت عدم أحقية إسرائيل ببناء المستوطنات وعدم شرعية البناء فى الجدار الفاصل ويطالب الإدارة الأمريكية بإعادة النظر فى سياستها تجاه الاحتلال الصهيوني وعدم الكيل بمكيالين ، كما ويطالب المؤسسات الدولية والأمم المتحدة تطبيق القرارات التي صدرت بهذا الخصوص والتي تقضى بوقف الاستيطان وبوقف بناء الجدار الفاصل على حساب أراضى الفلسطينيين وإلزام إسرائيل بإزالة هذه المستوطنات وتفكيك الجدار العنصري وتعويض السكان عما لحقهم من أضرار نتيجة لذلك ، كما ويطالب المجتمع العربي والاسلامى وخاصة جامعة الدول العربية بضرورة التحرك الجاد والعاجل وعقد قمة عربية وإسلامية تخرج بقرارات مصيرية للضغط على العالم وإسرائيل لاحترام القانون الدولي والكف عن هذه الممارسات والتي تنذر بوقوع كارثة جديدة لسكان مدينة القدس المحتلة لا تقل عما حدث عام 1948 ، كما ويأمل المركز من الأطراف الفلسطينية بضرورة إنهاء الانقسام والعودة إلى وحدة الصف والقرار الفلسطيني الواحد لمواجهة هذه المؤامرة التي تمارسها إسرائيل وتدعمها الولايات المتحدة الأمريكية بقرارات الفيتو ضد الفلسطينيين جميعا وبدون تمييز .