شرم الشيخ / وكالات/ شدد رئيس الوزراء د. سلام فياض، على ضرورة استمرار الدعم الاقتصادي العربي وتطويره عبر تمويل مشاريع دعم صمود الشعب الفلسطيني على أرضه، وخاصة في مدينة القدس ومناطق خلف الجدار وكافة المناطق المسماة (ج)، لمساعدة الفلسطينيين على الصمود ومواجهة السياسات والإجراءات الإسرائيلية. ودعا رئيس الوزراء في كلمة ألقاها أمام القمة العربية الاقتصادية والتنموية الثانية المنعقدة في شرم الشيخ، إلى الاستثمار عربياً في تشييد البنية التحتية لدولة فلسطين القادمة في المستقبل القريب، وتنفيذ مشاريع كبرى في فلسطين..مطالبا بتطبيق قرارات القمم العربية ذات العلاقة، وفتح الطريق أمام استثمارات القطاع الخاص العربي في فلسطين، وتشجيع ودعم الشراكات العربية –الفلسطينية في تنفيذ المشاريع الربحية، والمساهمة في تعزيز العمق العربي لدولة فلسطين من خلال التوسع في فتح الأسواق العربية أمام المنتجات الفلسطينية. وشدد على ضرورة مواجهة السياسة الإسرائيلية الهادفة إلى الالتفاف على حقوق شعبنا ومرجعيته الوطنية، والتأكيد على ضرورة مساندة السلطة الوطنية ومكانتها كمرجعية لشعبنا في الأرض المحتلة، بما في ذلك، بل وخاصة، ولأسباب وطنية لا تخفى على أحد، في القدس، وذلك في إطار التأكيد على وحدانية تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية لشعبنا في كافة أماكن تواجده. واستعرض رئيس الوزراء أمام القمة ما تعيشه فلسطين من ظروف بالغة الدقة والخطورة، جراء الاحتلال الإسرائيلي وممارساته التي تهدف إلى تقويض تطلعاتنا الوطنية وجهودنا في بناء مؤسسات دولة فلسطين المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف، ومنع إمكانية قيامها، وذلك عبر استمرار النشاط والتوسع الاستيطاني، وبناء جدار العزل، والاجتياحات العسكرية والإغلاقات، إضافة إلى احتجاز الآلاف من مواطنينا، أسرى الحرية، في سجونها ومعتقلاتها، ناهيك عن استمرار الحصار المفروض على أهلنا في قطاع غزة، وحرمانهم من أبسط مقومات الحياة، والحيلولة دون تمكننا من تنفيذ برامج السلطة الوطنية التي أقرها مؤتمر شرم الشيخ لإعادة إعمار القطاع. وقال: ’لقد آن الأوان لهذا الحصار الظالم والجائر أن ينتهي’، مهيبا بالقادة العرب دعم صمود أهلنا في قطاع غزة، والضغط دولياً لإلزام إسرائيل برفعه وإزالة العقبات التي تحول دون تمكننا من إعادة إعمار ما دمره العدوان. وأضاف أن الهجمة الاستيطانية التي تتعرض لها مدينة القدس وتسعى من خلالها إسرائيل وهي القوة المحتلة، إلى تحويل القدس ومحيطها إلى بيئة طاردة للوجود الفلسطيني، المسيحي والإسلامي، وعزلها بشكل تام عن محيطها الفلسطيني. وأكد فياض أن شعبنا يتطلع إلى الوقوف إلى جانب القدس، التي هي أحوج ما تكون، وأهلنا فيها اليوم، إلى دعمكم ومساندتكم السياسية والمعنوية والمادية، من خلال تنفيذ العديد من المشاريع العربية فيها، وتقديم كافة أشكال الدعم لتعزيز صمودها. وقال رئيس الوزراء رغم تأثير الإجراءات الإسرائيلية وإعاقتها للتنمية الاقتصادية في فلسطين، إلا أننا نصر على تكريس الهوية الوطنية للاقتصاد العربي الفلسطيني، مهما كانت محاولات إسرائيل لخنقه وتحجيمه عبر نظام سيطرة وتحكم تعسفي، تفرضه إسرائيل على النشاط الاقتصادي في فلسطين. وأضاف: ’نؤمن إيمانا راسخا بأن البعد العربي يشكل البعد الأهم لقضيتنا الوطنية، ولحتمية إنجاز حقوقنا المشروعة، وأن دعمكم المتواصل لشعبنا كان له الأثر الأكبر في تعزيز صموده على أرضه وتمسكه بحقوقه، هذا الدعم الذي يتحول يوميا إلى وقائع إيجابية على الأرض تعطي الأمل لشعبنا بالقدرة على البناء والإنجاز، وتمكنه بالمزيد من عوامل الصمود والثبات’. وأشار رئيس الوزراء إلى أنه جرى خلال السنوات الثلاث الماضية إنشاء وتجهيز ما يزيد عن 180 مدرسة، وثلاثة مستشفيات وخمسين مركزا صحيا، وتعبيد حوالي 2000 كيلومتر من الطرق و500 كيلومتر من الطرق الزراعية، وتمديد شبكات وخطوط مياه بطول 1700 كم، وحفر وتأهيل وكهربة 60 بئرا للمياه، وكذلك 1000 بئر ، إضافة إلى شبكات الصرف الصحي، وخطوط الكهرباء التي باتت تغطي الآن 99% من التجمعات السكانية، ومئات المنشآت والمؤسسات الشبابية والرياضية والثقافية والمجتمعية والنسوية، وبما يشمل كذلك قطاع غزة، وخاصة في مجال الصرف الصحي والخدمات الصحية والتعليمية التي نتطلع إلى تنفيذ المزيد منها في قطاعنا الحبيب، ولفت إلى أنه رغم الحصار وإجراءات عزل مدينة القدس، إلا أننا تمكنا من تنفيذ العديد من المشاريع فيها. وأكد د. فياض أن هذه المشاريع التي نواصل تنفيذها يوميا بدعمكم، تقصر الطريق أمام شعبنا نحو الخلاص من الاحتلال، وتقربنا أكثر من لحظة انبعاث الحرية وقيام دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. وأكد د. فياض أن السلطة الوطنية ورغم ممارسات الاحتلال الإسرائيلي البغيض، ماضية في خطة بناء مؤسسات دولة فلسطين، وسنظل نعمل ونبني بأقصى طاقاتنا لإرساء البنية التحتية لتلك الدولة العتيدة التي سترى النور قريباً، بعون الله وتوفيقه، وبهمة وتصميم شعبنا وإرادته، ودعم كافة الأشقاء والأصدقاء ومحبي العدل والحرية والسلام والديمقراطية في العالم. وقال: إن ’دعم القادة المعنوي والسياسي والمادي هام ومفصلي في تمكيننا من كسب معركة إقامة دولة فلسطين على ترابنا الوطني، وتكريسها واقعاً فعلياً على الأرض، ليعيش فيها شعبنا بأمن وسلام واستقرار وجوار حسن مع كافة شعوب ودول المنطقة والعالم’. وأضاف: ’آن الأوان لشعبنا أن يعيش بحرية وكرامة وسيادة واستقلال في ظل دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف’. وجدد د. فياض على تمسكنا بخيار السلام العادل والشامل، الذي يعيد الحقوق والأراضي العربية المحتلة كافة، لأصحابها الشرعيين، ويكفل قيام دولة فلسطين، وفي القلب منها عاصمتها الخالدة والأبدية القدس الشريف، ويوفر حلا عادلا لقضية اللاجئين الفلسطينيين، وفقاً للقرار الأممي 194 والمبادرة العربية للسلام، ولكافة قرارات الشرعية الدولية، والمواثيق الدولية. وتمنى للقمة الاقتصادية النجاح، وتحقيق كل ما نصبو إليه من خير ورخاء وتقدم لأقطارنا وشعوبنا، والبناء على ما تم إنجازه منذ قمة الكويت، مثمناً عالياً، وشاكراً كذلك، باسم فلسطين، كل هذا الجهد والعمل المخلص القيم الذي قامت به جمهورية مصر العربية، وجامعة الدول العربية، ودولها الشقيقة الأعضاء على كافة الصُعد، لعقد هذه القمة، والمضي بها إلى الغايات المنشودة. ونقل رئيس الوزراء للقمة الاقتصادية والمشاركين فيها تحيات الرئيس محمود عباس، وشعبنا الفلسطيني، شاكرا الرئيس محمد حسني مبارك، لاستضافة مؤتمر القمة العربية الاقتصادية الثانية في ربوع جمهورية مصر العربية الشقيقة، أرض الكنانة العزيزة الأبية، وثمن مبادرة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، على استضافة دولة الكويت الشقيقة للقمة العربية الاقتصادية الأولى، مثمنين عالياً جهوده وحكومته على كل عمل وعطاء خيّر اضطلعوا به لوضع قراراتها وتوصياتها موضع التنفيذ، وبما يعود بالخير والمنفعة على أبناء أمتنا المجيدة، ويخدم المصالح العربية العليا المشتركة. وكان رئيس الوزراء عقد سلسلة الاجتماعات الثنائية مع عدد من القادة والزعماء والمسؤولين، وضعهم فيها في صورة تطورات الأوضاع السياسية في الأرض الفلسطينية المحتلة، والمأزق الذي تواجهه عملية السلام.