غزة / سما / نظمت قوى اليسار الفلسطيني في غزة ظهر اليوم الثلاثاء اعتصامًا تضامنيًا مع الشعب التونسي, بحضور ممثلين عن المؤسسات الأهلية والشعبية. وقال عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين طلال أبو ظريفة خلال الاعتصام: إن "انتصار انتفاضة الشعب التونسي كانت بفعل وحدة قواه السياسية والاجتماعية في الميدان بجميع مكوناتها, والتي أسقطت الدكتاتورية والفساد"..مضيفا أن "هذه الانتفاضة فتحت الطريق إلى تونس الجديدة السائرة على طريق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والعيش بحرية وكرامة في مواجهة كل صنوف الظلم والتعسف التي عانى منها شعب تونس لسنوات طوال". وقال إن انتفاضة تونس تشكل رسالة واضحة لكافة الشعوب والأنظمة التي تستهين بقدرة الشعوب على التغيير الديمقراطي, وتدعو إلى تحولات ديمقراطية شاملة للانتقال إلى إطلاق الحريات والحقوق المدنية والسياسية..داعيا إلى وقف كافة أشكال الاعتقال السياسي وتضييق الخناق على الحريات, والتي تقف عائقًا أمام العودة للحوار الوطني الشامل. وشدد على أن مواجهة المخاطر التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال والحصار والاستيطان يكمن في إنهاء الانقسام واستعادة اللحمة الوطنية. وأكد تمسك جبهة اليسار بخيار المقاومة بكافة الأشكال والوسائل المتاحة, ما دام الاحتلال الإسرائيلي على أرض فلسطين, داعيًا إلى تشكيل جبهة مقاومة موحدة لمواجهة أية عدوان محتمل على غزة. وطالب أبو ظريفة السلطة الفلسطينية بتعزيز مقومات صمود الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس، وتوفير خطة اقتصادية اجتماعية لاستيعاب العاطلين عن العمل وخريجي الجامعات. كما دعا الحكومة في غزة إلى وضع حد للغلاء والاحتكار، والعمل على توفير فرص عمل دائمة ومؤقتة لكافة أبناء الشعب الفلسطيني وعدم حصرها في فئة دون أخرى. بدورها, أوضحت عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب ليلى خشان أنها لن تكون المرة الأخيرة التي تنتفض فيها الشعوب ضد مضطهديها من أجل الدفاع عن حريتها في العدالة الاجتماعية. وبينت أن انتفاضة الشعب التونسي جاءت نتيجة طبيعية لحالة الضغط التي يعانيها من الدكتاتورية والفساد السائد, وتمثل إضافة جديدة في سجل الكفاح الشعبي من أجل الدفاع عن الديمقراطية ومبادئ العمل, وتكريس التعددية والإصلاح السياسي في كافة المستويات. وعدت أن الانتفاضة جاءت لتكشف زيف التغني بالنمو الاقتصادي, قائلة :"عندما يخرج عشرات الآلاف لتهتف بسقوط النظام هذا يعني أن الأمور وصلت إلى نقطة اللا عودة". وتمنت أن تدفع الانتفاضة إلى تعزيز مزيد من الديمقراطية والحرية والإصلاح, بالإضافة إلى توفير فرص عمل للشباب, والاهتمام بالفئات الشعبية المهمشة ومحاسبة المتورطين في عمليات الفساد. من ناحيته, تحدث القيادي في جبهة العمل التقدمية إلياس الجلدة عن الرسائل التي وجهت من خلال ثورة الشعب التونسي منها بأن التغيرات الكمية والكيفية حتمًا تؤدي إلى تغيير في معادلة الصراع الطبقي. وقال: إن "الانتفاضة وجهت رسالة نحو تعزيز الحريات الديمقراطية إنهاء حالات الفساد ومشاركة كافة العمال في العمل السياسي والاجتماعي دون حظر على أحد". ووجه الجلدة رسالة إلى الأنظمة العربية مطالبًا إياها بعدم الاستهانة بقدرات الشعوب, كما وجه رسالة أخرى لأمريكا قال فيها:إن"الشعوب العربية لن تستسلم للاحتلال الإسرائيلي ومحاولات التقسيم, وان ما حدث في السودان والعراق لن يتكرر في البلدان الأخرى". وأكد أن ظروف الشعب الفلسطيني المتمثلة في عدم توفير فرص عمل وتردي الأوضاع الاقتصادية والصحية والاجتماعية وارتفاع نسبة البطالة والفقر, كلها عوامل مواتية للانفجار في وجه الظلم والطغيان. حسب قوله