خبر : نافذ الوحيدي.. عاش ومات للناس ومن أجل الناس .. بقلم: محمد العجلة

الأربعاء 22 ديسمبر 2010 01:58 م / بتوقيت القدس +2GMT
نافذ الوحيدي.. عاش ومات للناس ومن أجل الناس .. بقلم:  محمد العجلة



نافد مدحت الوحيدي "أبو نضال" الذي توفاه الله مساء الأربعاء 8/12/2010، في مستشفى الشفاء بمدينة غزة، رجل حفلت حياته بالكثير من الجوانب محل الاحترام والتقدير، فهو شخصية وطنية ونقابي بارز أسهم في تأسيس العديد من الجمعيات والمؤسسات الخيرية وكان حتى وفاته رئيساً للمنتدى الثقافي العربي ونائباً لرئيس مجلس إدارة جمعية الهلال الأحمر وعضواً في مجلس إدارة أكثر من مؤسسة، كما أنه شيخ عشيرة ورجل إصلاح بارز حاز على ثقة الناس نظراً لما يتمتع به من مصداقية وإخلاص واستقامة وحب للجميع، إضافة إلى أنه عمل في شبابه مديراً مالياً في جريدة أخبار فلسطين التي كانت تصدر في قطاع غزة حتى احتلاله عام 1967 وكان يرأس تحريرها المناضل المرحوم زهير الريس. بعد دفنه رحمه الله، وقف الشيخ محمود سلامة على قبره وألقى أمام الملأ كلمة كانت بمثابة شهادة له، أشار فيها إلى أن الفقيد ضحى بمستقبله ووقته وماله من أجل الناس. وهذه الشهادة جرت على لسان الكثيرين ممن أموا بيت العزاء بل قالوا فيه كلاماً طيباً أكثر من ذلك. عرفت المرحوم عن قرب منذ اثني عشر عاماً تقريباً، ولم يكن يمر يوم جمعة إلا وأذهب لزيارته أنا ومجموعة من الأصدقاء منهم الصحفي علاء المشهراوي والأخ سعيد المدهون والشاعر المرحوم محمد حسيب القاضي والأخ المرحوم سعدي الجمالي، وأصبحت هذه الزيارة جزء من حياتنا، وإذا حدث ولم نذهب في جمعة ما لزيارته فإنه يوعز لابنه نضال أن يتصل بنا للاطمئنان. رأينا فيه فعلاً الإنسان الذي يتفانى من أجل الناس، بدون أي مقابل، بل ويكلفه ذلك الكثير من وقته وجهده وصحته وماله الخاص الذي ورثه وإخوته عن والده الشهيد القائد مدحت الوحيدي الذي استشهد في معركة مع قوة يهودية شرق مدينة غزة في فبراير عام 1948 أثناء فترة الانتداب البريطاني على فلسطين. منذ عدة أشهر طلب مني وأقنعني بالانضمام إلى المنتدى الثقافي العربي الذي يرأسه، وبعد قليل جرت انتخابات لاختيار مجلس إدارة جديد للمنتدى، فرشحني لعضوية المجلس من بين آخرين، ومن يومها وحتى وفاته وأنا عضو مجلس إدارة في هذا المنتدى الذي يترأسه أبو نضال (مسئولاً عن اللجنة الإعلامية) وكان المنتدى يعقد اجتماعاته ونشاطاته في مدرسة النصر الإسلامية النموذجية باستضافة كريمة من صاحب المدرسة الأستاذ "محمد إبراهيم" العلمي (أبو خليل) بصفته نائب رئيس المنتدى. كان أبو نضال رحمه الله لديه إصرار شديد على استمرارية المنتدى رغم قلة الإمكانيات المادية، بل انعدامها، وهي الضرورية لنشاط أي مؤسسة غير حكومية. الوفاء لمبادئ المنتدى الوحدوية ولمؤسس المنتدى الراحل زهير الريس ولمن تعاقب على رئاسته من بعده، كان هو الدافع لدى أبي نضال وزملائه في المنتدى للحفاظ عليه والاستمرار في نشاطاته ولو في حدودها الدنيا، وكان من بين ما قام به المنتدى مؤخراً تنظيم ندوة عن ثورة 23 يوليو وأخرى عن وعد بلفور. كان مجلسه جميلاً مفيداً وحميماً، وأهم ما يميزه أنه وحدوي يجتمع فيه أناس من مختلف الفصائل والتنظيمات والتوجهات الفكرية والسياسية إضافة إلى الوجهاء والمخاتير. ومنذ أن عرفته وقفت على المكانة التي يحظى بها أبو نضال لدى الجميع بشخصيته الهادئة الرزينة الحكيمة الخيرة. ومن حق هؤلاء الرجال الذين أعطوا لوطنهم وشعبهم ومجتمعهم أن نتذكرهم دائماً وأن تبقى سيرتهم الطيبة حية في قلوبنا ومجالسنا ومناهجنا ولدى الأجيال الشابة.   كاتب صحفي من غزة msijla@hotmail.com