تمنياتنا القلبية لرئيس الموساد الوافد تمير بردو. لطيف جدا تهنئتك باسمك الكامل ومن على صفحات الجريدة، إذ أنه حتى عقد من الزمان لم نعرف على الاطلاق من يتبوأ بالوظيفة السرية في الدولة (واحيانا حتى الحرف الاول من اسمك لم يكشف النقاب عنه) أحقا. لم يسبق أن كان الحال سيئا بهذا القدر. ربما الاحساس ذاتي، ولكن يخيل أنه كلما كانت شؤوننا السرية محوطة بالكتمان التام المناسب، فقد أُعفي مواطنو اسرائيل ايضا من الخبر العاجل الاسبوعي لكل القصورات والفضائح. بردون، (عفوا)، يا سيد بردو، على أني أنا الصغير بدت اسدي لك النصائح ولكن في عصرنا الويكيليكسي لعله حقا لا يضر أن نخفف قليلا نار العلنية التي ألمت ايضا بعباءة الجهاز الذي ستقوده. مشاكل أقل في العناوين الرئيسة وربتات على الكتف، تواضع أكثر وحكمة عملياتية؛ جمع أكثر للمعلومات وتحليل أدق للمعلومات الاستخبارية النوعية قبل الفعل، اقل بكاءا وجمعا للشظايا بعده. مبادرات جريئة أكثر باسلوب اختطاف آيخمن، وشروحات متلعثمة أقل حول الاسطول التركي، وكلاء القي القبض عليهم في عدسة كاميرا فندق وغمزات الـ "نعم كان – لا لم يكن" حول المفاعل في سوريا. ويكفي أيضا مع اعلانات مطلوب في الصحيفة، فلا يوجد أي مانع من طريقة "صديق يجلب صديقا" القديمة والطيبة. ولكننا بالطبع نستبق الاوان: بالتأكيد يحتمل أن يكون التعيين الذي حصلت عليه هو مجرد "تقريبا تعيين"، او تعيين لـ "هذا الذي اختير، ولكن في النهاية لم يتبوأ المنصب". كأمني متحفز لا بد أنك انتبهت لشكل التعيين الجديد النسبي هذا، الذي يعمل على النحو التالي: يعينون، مثلا، مفتشا عاما للشرطة (بار ليف) رئيس أركان (غالنت)، مستشار قانوني (بار أون) أو رئيس شركة (هنغبي وقضية "كاسبي"). وعندها يبدأ موسم الصيد: كل من لديه في يده وثيقة مزيفة أو شكوى مبررة يسارع الى وسائل الاعلام أو الى محطة الشرطة القريبة، وكل ذلك بتزامن مريح على نحو مثير للاشتباه. وبعد اسبوع يعلن "الذي اختير تقريبا" عن انسحابه من السباق (عن حق أو عن غير حق)، ويذهب ليشرح بضعة أمور لزوجته. هيا نأمل في أن يكون تعيينك نهائي بالفعل، وانك اخترت تماما، وليس فقط تقريبا. بل انه حتى معقول، في ضوء سلسلة نقاط الخلل التي تعرض لها نتنياهو في تعيينه كل باقي مسؤولي الامن في الاشهر الاخيرة (وبشكل عام، من يغير كل رؤساء أذرع الامن في غضون عدة اشهر؟). فلا بد أنه فضل ان يتوجه هذه المرة نحو "اختيار آمن"، لرجل جيد المقاييس ونظيف اليدين، من كتفه فأعلى. الكُتّاب السريعون في رسم الشخصيات كفوا منذ الان عن تصويرك كشاب كالارز، ونأمل في أنك بالفعل هكذا. فنحن بحاجة ماسة الى أمثالك الان أكثر من أي وقت مضى. ومع ذلك، تذكر بأنه سبق أن ذكر دورك في عملية عنتيبة كضابط اتصال لقائد الوحدة يوني نتنياهو الراحل، الذي هو شقيق رئيس الوزراء. وقفت الى جانبه حين اصيب، قدمت له الاسعاف الاولي، شاركت في محاولات الاحياء واسميت ابنك على اسمه. ويبدو هذا ربما مثل وصف بريء ومثير للانفعال لابداء البطولة والزمالة، ولكن اعلم بان هذه عمليا هي رصاصة البدء في السباق لالغاء تعيينك. آه، صديق نتنياهو، سيقول من سيقول؛ حسنا، مؤكد أنهم عينوه. ولكن يجب الفحص. ملزمون بالفحص. لحضرة: قنوات التلفزيون. نسخة الى: رئيس ديوان الموظفين.