خبر : مُلتزم لناخبيه لا لحوطوبلي/بقلم: يهودا بن مئير/هآرتس 1/12/2010

الأربعاء 01 ديسمبر 2010 12:54 م / بتوقيت القدس +2GMT
مُلتزم لناخبيه لا لحوطوبلي/بقلم: يهودا بن مئير/هآرتس 1/12/2010



 إن لُهاث الاسبوعين الأخيرين والتدبير الفاشل شبه الهاذي إن لم نقل السخيف، حول إطالة مدة تجميد البناء في المستوطنات، سبب ضررا شديدا بصورة اسرائيل ومكانتها في العالم، ولم يزد علاقات اسرائيل بالولايات المتحدة صحة. ينبغي أن نقول من اجل النزاهة أن المسؤولية عن إساءة تدبير الاجراء السياسي – بعدم قدرة بارز، صدورا عن أخطاء كثيرة لا تُحصى وعلى نحو فاشل مُفشل – مُلقاة على حكومة الولايات المتحدة بقدر لا يقل عن حكومة اسرائيل. لكن هذه الحقيقة ليست أكثر من تسلية صغيرة عندنا – فليس كل ما تستطيع الولايات المتحدة أن تُجيزه لنفسها تستطيع اسرائيل أن تُجيزه لنفسها. ومما يأسى له اصدقاؤنا، أن اسرائيل بدأت تُصوَّر أكثر فأكثر على أنها "شياه ليس لها راعٍ" وعلى أنها دولة تعاني عدم قدرة على الحكم. لا يوجد شيء أكثر هذيانا وتحقيرا من حقيقة أن وزيرا في حكومة ورئيس الائتلاف يعقدان من غد عودة رئيس الحكومة من الولايات المتحدة مؤتمرا هدفه المعلن إفشال سياسة رئيس حكومتهم. لا يجوز أن يتم تصوير رئيس الحكومة بأنه لا يسيطر على حكومته وبأنه غير قادر على قيادة مسارات سياسية. اذا لم يأت بنيامين نتنياهو في نهاية الامر بتجميد آخر مدة تسعين يوما، فسينشأ انطباع في العالم كله أن رئيس حكومة اسرائيل غير قادر على أن يُجيز في حكومته اجراء اتفق عليه مع حكومة الولايات المتحدة والتزم به في حضرة وزيرة الخارجية الامريكية. لن تُجدي جميع التعليلات وجميع التفسيرات عن الرسالة التي لم تأت والتفاهمات التي لم تُفهم والكلام الذي قيل وقد لا يكون قيل. يريد رئيس الحكومة التوصل الى تفاهمات ما مع الولايات المتحدة تتصل بتجميد آخر مفهوم عدل – وهكذا سلكت حكومات اسرائيل كلها. لكن يجب أن يتم كل شيء على نحو معقول وتناسب يقبله العقل. لا يحصلون على ثلاثة مليارات دولار مقابل تجميد لتسعين يوما – وهذا محقق في الوضع الاقتصادي للولايات المتحدة اليوم – وليس من المعقول افتراض أن تُجيز الولايات المتحدة خطيا أن اسرائيل تستطيع البناء في شرقي القدس وهو أمر يخالف سياستها منذ اربعين سنة. عرض وزير التربية جدعون ساعر الشروط الصحيحة المناسبة التي تستطيع اسرائيل الوفاء بها ألا وهي: التزام ألا يُطلب اليها تجميد آخر، وتسليم – لا موافقة – لاعلان رئيس الحكومة أن التجميد لا يجري على القدس. اذا كان يمكن أن نضيف تفاهما صامتا غير مكتوب على أن تتناول الولايات المتحدة حينما يحين الوقت في تفهم وجودا طويل الأمد للجيش الاسرائيلي في غور الاردن فسيكون ذلك انجازا من الطراز الاول. يجب على رئيس الحكومة أن يُظهر الزعامة والجُرأة. وعليه أن يأتي الحكومة في أسرع وقت باقتراحه تجميدا آخر، وأن يطلب الى اعضاء حزبه، ووزراء الليكود أن يؤيدوه. عليه أن يُبيّن لهم أنه لا يوافق على أن يكون متعلقا بتفضل شاس، وأن الاختيار الذي يعرض لهم هو تأييد رئيس الحكومة وزعيم حزبهم أو سقوط الحكومة. إن مواطني اسرائيل الـ 700 ألف الذين صوتوا لليكود صوتوا لبنيامين نتنياهو. لقد انتخبوا الليكود لانهم أرادوا أن يصبح نتنياهو رئيس الحكومة. لقد صوتوا لليكود لانهم اتكلوا على نتنياهو وآمنوا بأنه سيقود اسرائيل في الطريق الصحيح. لم يصوتوا ليولي ادلشتاين أو لزئيف ألكين ولا لداني دانون أو تسيبي حوطوبلي على التحقيق. إن اجازة التجميد اختبار زعامة نتنياهو الحقيقية التي هو مدين بها لناخبيه. لا تستطيع دولة اسرائيل أن تسمح لنفسها بوجود رئيس حكومة يشبه البطة العرجاء.