خبر : من فعل شعبة الاستخبارات/بقلم: عاموس جلبوع/معاريف 1/12/2010

الأربعاء 01 ديسمبر 2010 12:53 م / بتوقيت القدس +2GMT
من فعل شعبة الاستخبارات/بقلم: عاموس جلبوع/معاريف  1/12/2010



 الاسبوع الماضي أنهى مهام منصبه رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية اللواء عاموس يدلين وعين في مكانه اللواء أفيف كوخافي. متبع عندنا أنه في مثل هذه المناسبة يكثرون من توزيع علامات التقدير للمنصرف وللوافد ويستطيبون وصف المزايا المرغوب فيها لتبوء منصب رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية. لا اعتزم الانشغال بهذه الامور. بودي أن اعرض الميزة الخاصة لمنصب رئيس شعبة الاستخبارات في دولة اسرائيل والذي برأي من أهم المناصب وأكثرها تأثيرا في مجال الامن القومي.  الميزة الاولى هي الحجم الهائل والمتنوع شديد التنوع للمواضيع التي يتحمل مسؤوليتها رئيس شعبة الاستخبارات والتي لا مثيل لها في أي جهاز استخباري أجنبي. فرئيس شعبة الاستخبارات مسؤول عن التقدير الاستخباري القومي، وبصفته هذه فانه ضابط الاستخبارات لرئيس وزراء اسرائيل وحكومة اسرائيل. في هذا الاطار فانه يساعد في تصميم وادارة سياسة الخارجية والامن لدولة اسرائيل؛ وهو ضابط الاستخبارات لرئيس الاركان والجيش الاسرائيلي: من المستوى الاعلى الذي يحتاج الى المعلومات الاستخبارية لغرض بناء قوة الجيش الاسرائيلي، خططه العملياتية وادارة الحرب والعمليات المختلفة، عبر المستوى العملي الذي يحتاج اساسا الى اهداف للهجوم من كل الانواع، وحتى القوة المقاتلة التي تحتاج الى المعلومات الاستخبارية عن المنطقة التي تقاتل فيها وعن العدو الذي يوجد على التلة وخلفها. رئيس شعبة الاستخبارات مسؤول عن الاخطار بالمخاطر والتهديدات من كل الانواع والاجناس. وكذا عن الفرص السياسية والعسكرية. وليس فقط عن هذا. رئيس شعبة الاستخبارات ليس مجرد ضابط اركان، بل هو القائد الاعلى للوحدات: هو قائد وحدة التنصت القومي 8200 (الامر غير الموجود في أي دولة غربية)، وهو قائد الوحدة الخاصة سييرت متكال ووحدات عديدة اخرى. فما الغرو في انه اذا كانت ليبيا تطور سلاحا نوويا وفي اسرائيل لا يعرفون؛ واذا كانت هناك انتخابات في دولة معادية ولا يتم التقدير السليم لمن سيفوز؛ اذا ما اختطف جنود ولم يكن اخطار؛ اذا لم يتلقَ المقاتلون خرائط وصور حديثة – فعلى الفور يوجه اصبع الاتهام تجاه رئيس شعبة الاستخبارات.  الميزة الثانية هي الوضع الغريب (على الاقل بالقياس الى اجهزة الاستخبارات في الغرب) لتبعية رئيس شعبة الاستخبارات. رئيس الموساد ورئيس الشاباك يتبعان مباشرة رئيس الوزراء. لا توجد أي مرتبة وسطى تفصل بينهما. اما رئيس شعبة الاستخبارات فيتبع قياديا لرئيس الاركان، الذي يتبع وزير الدفاع. أي، مستويان اوسطان على الاقل يفصلان بين رئيس شعبة الاستخبارات ورئيس الوزراء. فضلا عن ذلك، فان رئيس الوزراء لا يعين رئيس شعبة الاستخبارات، لا يتدخل في التعيين وذلك عندما يدور الحديث عمليا عن ضابط استخباراته.  الميزة الثالثة تنبع من جوهر مهنة الاستخبارات. قائد سلاح الصواريخ والمدافع لا حاجة لان يطلق النار من مدفع؛ قائد الذراع البري لا حاجة لا يسارع على رأس دبابة، وقائد سلاح الجو لا حاجة لان يطير في طائرة في مهمة قصف. اما رئيس شعبة الاستخبارات فهناك حاجة لان "يطلق النار من المدفع" في كل يوم. هو الذي يعرض كل يوم على مستهلكي المعلومات الاستخبارية المعلومات والتقديرات التي جمعتها وحللتها المنظومة الهائلة لاسرة الاستخبارات. وهو يفعل ذلك شخصيا (الى جانب محيط من الاوراق الاستخبارية) في عروض شفوية وفي اوراق شخصية.  الميزة الرابعة ترتبط بالمأساة المتعلقة بالمنصب. تكاد تكون كل نجاحات رئيس شعبة الاستخبارات تبقى سرية. بالمقابل، معظم الاخفاقات تحظى بصدى هائل وموجة من الاحتقار تجاه الاستخبارات الفاشلة. ليس هذا فقط. اذا ما حذرت الاستخبارات عن نية لتنفيذ عملية معادية فأدى ذلك بالعدو الى الغائها – فعلى الفور يصرخون على رئيس شعبة الاستخبارات في أنه قدم انذارا عابثا وتسبب بتبذير المصادر. وماذا سيفعل رئيس شعبة الاستخبارات الذي زيفت أقواله في لجنة الخارجية والامن وشوهت تماما في وسائل الاعلام، وعليه، فان "حكماء المحللين" يضحكون عليه، انطلاقا من التظاهر بـ "المعرفة"؟ صعبة حياة الانسان في هذا المنصب، ولكن لا يوجد تحدٍ اكبر منها.