خبر : خمس رُتب حرج/بقلم: شموئيل روزنر/معاريف 29/11/2010

الإثنين 29 نوفمبر 2010 12:54 م / بتوقيت القدس +2GMT
خمس رُتب حرج/بقلم: شموئيل روزنر/معاريف  29/11/2010



 سيجب على الجميع التغلب على الاهانة. أجل، ليس من اللذيذ الكشف عن أن هذا الموظف الامريكي أو ذاك يعتقد أن رئيس الحكومة الاسرائيلي وغد أو جبان أو مجرد عاجز. أو انه قال للمسؤولين عنه في واشنطن إن سارة نتنياهو هي التي تُدير المكتب بالفعل. أو انه وقف على طابع وزير الدفاع الاشكالي. أو انه يعتقد أن اسرائيل لا تفي بالالتزامات أو تتهرب من المسيرة السياسية. ليس لذيذا وليس فظيعا. لان تفصيلات معلومات عصيرية من هذا النوع، وتقديرات وتسريبات، يمكن ان نقرأها عند بن كاسبيت في كل نهاية اسبوع. يجب ان نقرأ جبل الوثائق الذي سيتراكم على الطاولة هذا الاسبوع – مراسلات دبلوماسية للولايات المتحدة تم تسريبها الى موقع "ويكيليكس" -  لا لنعلم ما الذي يفكر فيه الامريكيون بل كي نتعلم درسا مهما عن فم الاسرائيليين الكبير. إليكم ما ينبغي الانتباه اليه: هل يكشف مسؤولون كبار في الجهاز الاسرائيلي للامريكيين عن أسرار زملائهم أكثر مما يكشفون لجمهور ناخبيهم؟ وهل الموظفون الاسرائيليون أو الضباط الاسرائيليون يستعملون القناة الامريكية لضعضعة سلطة المسؤولين المنتُخبين؟ وهل سيكون من يُضبط وهو يُسرب أسرار دولة حقيقية – الى حد الاحتياج الى المحاكمة؟ ومن هم الذين يقترحون بسخاء على الامريكيين هبات ليساعدوهم في التلاعب على حكومة اسرائيل؟. ما زالت لا توجد وثائق في الجو في ساعة كتابة هذه المقالة. لكن في أحاديث أجريتها أمس مع اسرائيليين اعتادوا الحديث الى موظفين امريكيين – ومن تجربتي الشخصية ايضا – تم اقتراح خمس رُتب من الحرج، في تسلسل صاعد. حرج الناشر: من يُفرحه أن يُشرك مستمعيه الامريكيين في النمائم، ومن يهمس في آذانهم بتلك القصة القذرة أو الاشاعة الآثمة. حرج الضاغط: وهو الذي سيحدث لكل من جرب قوته في اقناع الامريكيين بالضغط على اسرائيل، وكل من حاول أن يشير عليهم كيف يفعلون ذلك. حرج مُسيء السمعة: من يقذف بالسوء زملاءه من الساسة أو الموظفين على مسامع الظالم. لحرج مسيء السمعة رتبتان في الوسط غير متساويتين في الرتبة. ثمة من أساء سمعة مُساويه في الرتبة أو مناظريه في الحكومة، ولو أنه ترجم في الأساس عدم استلطاف شخصي. لكن ثمة ايضا من أساء سمعة المسؤولين عنه وقد يتورط الى درجة فقدان عمله. قد يكون ضابطا قذف بالسوء المسؤولين المدنيين في وزارة الدفاع أو الضباط فوقه أو دبلوماسيا أشرك مُحادثا امريكيا في خيبة الأمل التي تصاحب عمل وزارة الخارجية منذ عُيّن ليرأسها الوزير افيغدور ليبرمان. حرج المعلومات المنشورة: هذه بطبيعة الامر الرتبة الأشد خطرا. من شوش حديث الى موظف امريكي صغير أو كبير على رأيه الى حد عدم القدرة على التمييز بين ما يجب قوله، وما يُراد عدم قوله، وما لا يجوز قوله حقا. ومن جعلته انجليزيته الفصيحة وجو النوافذ العالية يتلفظ – على عمد أو بلا علم – بأسرار دولة. أمس تجول في القدس مسؤولون كبار مقتنعون بأن التسريب والنشر سيُفضيان الى التحقيق مع مُسربي أسرار وربما اعتقالهم. خاف الامريكيون سيناريو كهذا ايضا عندما حذّروا أمس من "الخطر على حياة من لا يُحصون من الناس". قد يوجد اسرائيليون كهؤلاء، وحياتهم معلقة الآن برحمة محرر الموقع، جوليان آسنج، وهو شخص غير مشهور برحمته. وان ما قد ينقذهم هو أن يتبين وجود الكثير من الثرثارين والكثير من المسؤولين الكبار الى حد أن تقتضي مصلحة الجمهور تجاهلهم. وهذه امكانية لا يُستهان بها.