خبر : يُحتاج الى بهلوانية/بقلم: د. رعنان جيسين/معاريف 22/11/2010

الإثنين 22 نوفمبر 2010 11:38 ص / بتوقيت القدس +2GMT
يُحتاج الى بهلوانية/بقلم: د. رعنان جيسين/معاريف  22/11/2010



 أثمرت الخطة الامريكية لتجميد آخر للبناء في المناطق ثلاثة اشهر، ورزمة الافضالات والحوافز العسكرية والسياسية لاسرائيل منذ وقت قريب لغة تشبيهات سلبية لرئيس الحكومة نتنياهو. في مقالة نقدية لصحيفة "نيويورك تايمز" وصف المحلل توم فريدمان نتنياهو بانه على ثقة بانه يعلم الطيران ويسقط من الطبقة الثمانين بلا مظلة. اذا استعملنا التشبيهات من عالم الرياضة، يبدو ان نتنياهو في أوج لعبة خطرة شائعة عندنا وفي الخارج تسمى "باركور"، وهي القفز بين الاسطح.  طلب الى نتنياهو القيام بالقفزة الاولى من الفور مباشرة الى "سقف التجميد" لثلاثة اشهر. مع فرض أن يهبط في سلام سيضطر الى ان يقوم في غضون ثلاثة الاشهر بالقفز الى سطح مبنى أعلى – وهو تحديد الحدود الدائمة لاسرائيل القابلة للدفاع عنها. ان نتنياهو بخلاف الشبان الذين يقفزون بين اسطح ناطحات السحاب له مزية في قفزه ايضا: فان له اربع شبكات أمن متصل بعضها ببعض: "شبكة أمن سياسية – داخلية – للقيام بالقفزة الاولى، التجميد لثلاثة اشهر، ستكون له كما يبدو أكثرية في المجلس الوزاري المصغر وفي الحكومة ايضا. ان امتناع وزراء شاس عن التصويت وتأييد وزرائه المخلصين ووزراء العمل يبقي المتمردين في موقف أقلية.  شبكة امن سياسية – ائتلافية في اسرائيل: حتى لو نجح المتمردون في أن يجندوا من الليكود اعضاء حزب ومركز، فان عنده وعدا شبه آلي من كديما، ويتوقع أيضا تأييد جماهيري واعلامي.  شبكة أمن استراتيجية – امريكية: وهي شبكة قوية جدا لانها تقوم على تهديدات مشتركة (ايران والذرة والارهاب)، ومصالح مشتركة بعيدة الامد وسياسة امريكية لصياغة تحالف من الدول المعتدلة لمواجهة الاسلام المتطرف. مع ذلك، هذه هي الشبكة الاكثر حساسية بالتغييرات "بحسب روح القائد" أي الرئيس اوباما.  شبكة أمن سياسية – امريكية: تأييد اسرائيل في مجلسي النواب، وتأييد ثابت من الجمهور الامريكي عامة وقدرة المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة على تجنيد أنفسها، كل اولئك ذخائر يمكن تجنيدها واستعمالها في نجوع عندما يتم الحديث عن شؤون وجودية لاسرائيل والشعب اليهودي (القدس والحدود والترتيبات الامنية لاسرائيل). أهم قفزة امتحان لنتنياهو هي القفزة الى "سقف الحدود الدائمة". لتنفيذ هذه القفزة بنجاح يجب أن يكون نتنياهو في ذروة قدرته، وان تكون جميع شبكات الامن ممدودة. يستطيع آنذاك أن يأتي الرئيس الامريكي ومن ورائه القفزة الناجحة للتجميد وان يعرض خطة اسرائيل عن الحدود الدائمة وان يقف ايضا من وراء عدة خطوط حمراء. وهي: ان يكون الاردن الحد الدائم والامن الشرقي لاسرائيل؛ وان يكون غور الاردن منطقة امنية بسيادة اسرائيل وسيطرتها؛ ونشر قوات اسرائيلية وتجريد يهودا والسامرة من السلاح للحفاظ على استقرار المملكة الاردنية ولمنع ان تصبح الدولة الفلسطينية قاعدة امامية ايرانية ايضا. لا يوجد الكثير من الخيارات لنتنياهو وللرئيس اوباما ايضا. فالازمان المتغيرة، والتهديدات الاقليمية والعالمية والحاجة الى ضمان وجود وامن دولة يهودية وديمقراطية في الشرق الاوسط تقتضي نتنياهو اليوم ان يستمر على القفز بين اسطح ناطحات السحاب في حذر لكن في تصميم ايضا.  وكلمة اخيرة لصديقي توم فريدمان: قد تكون على حق وان نتنياهو لن يتعلم ابدا الطيران عن ناطحات السحاب، لكن من المحقق انه ذو قدرة ومواهب لتنفيذ القفزات البهلوانية المطلوبة ليهبط ونهبط معه بسلام. القدرة موجودة وكذلك الوسائل وشبكات الامن – فهل يجرؤ؟