خبر : اليوم الواحد والتسعون/بقلم: الوف بن/هآرتس 15/11/2010

الإثنين 15 نوفمبر 2010 11:25 ص / بتوقيت القدس +2GMT
اليوم الواحد والتسعون/بقلم: الوف بن/هآرتس 15/11/2010



عاد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من رحلته الى الولايات المتحدة مع إملاء امريكي هو تجميد المستوطنات ثلاثة اشهر، يتم فيها تفاوض عاجل في الحدود المستقبلية بين اسرائيل وفلسطين. ومن اجل تليين انطباع ان الحديث عن استسلام لضغط امريكي، وتسهيل الموافقة على التجميد في حكومة اسرائيل، بُطِّن الاملاء باغراءات سياسية وأمنية يمكن اختصارها على النحو الآتي: طائرات شبح لسلاح الجو، مقابل وقف تهرب نتنياهو. رفض نتنياهو الاقتراح الامريكي قبل انتخابات مجلس النواب، لكنه أدرك الآن أن الألاعيب انتهت وعليه أن يرضى. هكذا سلك ايضا في حالات سابقة، لقي فيها مطالب مخصوصة من ادارة اوباما. فقد قال في البدء "لا" وأوضح ان له صعاب سياسية، وعندما أصر الامريكيون تكمّش. هكذا كانت الحال في تبني "حل الدولتين"، وفي تجميد الاستيطان عشرة اشهر، وتأخير البناء في شرقي القدس وتخفيف الحصار عن غزة. لكن تحدي نتنياهو الان أكثر تعقيدا مما كان في الحالات السابقة. فطائرات الـ اف 35 ستهبط في تل – نوف وحتسريم بعد بضع سنين فقط ويُعقد الاقتراح الامريكي حياة رئيس الحكومة الآن. مع افتراض ان تتم الموافقة في اسرائيل على الاقتراح ويوافق الفلسطينيون على تجديد المحادثات، يثور سؤال ماذا سيحدث في اليوم الواحد والتسعين عندما ينقضي التجميد المضاف. هل يعرض نتنياهو اقتراحا مفصلا لتحديد الحدود؟ وماذا سيفعل الامريكيون اذا لم يتوصل نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس الى اتفاق على الحدود في غضون ثلاثة اشهر؟ هل يحاول الرئيس براك اوباما آنذاك أن يفرض عليهما خريطته؟ واذا دام كلاهما على رفضه فكيف سترد الادارة؟. والسؤال الثاني الذي تثيره الصفقة متعلق بالجبهة الايرانية. في جلسة الحكومة أمس قال نتنياهو انه في جميع لقاءاته في الولايات المتحدة "أثار قبل كل شيء الحاجة الى وقف البرنامج الذري الايراني". لا ترمي الطائرات الحربية التي وعدت بها الادارة نتنياهو لتحمي اسرائيل من الفلسطينيين، بل الى تعزيز ردع ايران. لكن بحسب تقديرات الاستخبارات، ستصل ايران القنبلة الذرية قبل أن تُصبغ الـ اف 35 بألوان نجمة داود بكثير. هل ألمح نتنياهو الى الادارة انه سيمتنع عن مهاجمة ايران مقابل الطائرات الحديثة واتفاق الدفاع الذي طلبه؟ يصعب افتراض ان الامريكيين اقترحوا تدليل سلاح الجو بسلاح متقدم جدا من اجل تجميد الاستيطان ثلاثة اشهر فقط. من المعقول أكثر انهم اقترحوا تعزيز الردع الاسرائيلي لمنع حرب في المنطقة. وربما العكس، هل يؤمن نتنياهو بأنه تحت ظل تجميد الاستيطان، وتجديد التفاوض وتحسن مكانة اسرائيل الدولية، يستطيع أن يهاجم ايران ويمتنع "العالم" عن تنديدات وعقوبات، في حين ينتظر سخاءً اسرائيليا على الفلسطينيين في الضفة الغربية؟. والسؤال الثالث والاكثر مباشرة، يتعلق بسلامة الائتلاف. الى اليوم أجاز نتنياهو جميع الاملاءات الامريكية بالاجماع في اللجنة السباعية وفي المجلس الوزاري السياسي – الامني المصغر. لم يتحمس الوزراء اليمينيون ولم يبيعوا الجمهور القرارات لكنهم لم يثوروا على رئيس الحكومة علنا، لكن الوضع الآن مختلف. فقد أعلنت شاس بأنها ستمتنع، وأعلن وزير الخارجية افيغدور ليبرمان بـ "أننا لن نوافق حتى على يوم واحد من التجميد". اذا صوت ليبرمان مؤيدا أو امتنع، وليس مهما لأي علّة، فسيقولون انه خرقة. لهذا يبدو أن نتنياهو سيواجه لاول مرة شقاقا في التصويت على قضية سياسية مهمة. الى هذا بالضبط يسعى الامريكيون: فهم يريدون أن يُبدل نتنياهو الائتلاف، وأن يُدخل كديما في الحكومة بدل كتل اليمين، وأن يجعل تسيبي لفني في وزارة الخارجية بدل ليبرمان. وهكذا سيُبيّن للعالم انه جدي في مفاوضة الفلسطينيين. فضّل نتنياهو حتى الآن الحلف مع اليمين، خشية أن يسرق منه ليبرمان المصوتين وأن تسعى لفني لاسقاطه وتُسقطه عن الحكم اذا حاول التأليف بينهما. لكن عندما يقترب اليوم الواحد والتسعون قد لا يكون له مناص.