فيه القانون الدولي الذي جعل فلسطين وطنا قوميا لليهود بالذات لوجود هذه الصلة - المصدر). في "الحوارات بين الاسرائيليين اليهود والفلسطينيين يتخذ الجانب العربي دوما كمن يتحدث بصدق ومطالبة، بينما الادعاء من الجانب اليهودي مدافع عن النفس ومتملص. سلطات رام الله يردون بكلتي اليدين مطلب نتنياهو الاعتراف باسرائيل كدولة يهودية، وذلك لان مثل هذا الاعتراف يتناقض و "روايتهم". ما هي هذه الرواية؟ ليس للشعب اليهودي حق في البلاد، لانه لا يوجد مثل هذا الشعب، يوجد فقط ديني يهودي. سليلو الشعب اليهودي، وكل الشعوب الاخرى التي كانت هنا، هم العرب الفلسطينيون. يسوع المسيحي كان مقاتل حرية فلسطيني. الايديولوجيا الصهيونية هي ايديولوجيا كاذبة، عنصرية وامبريالية، وعليه فلا فارق بين تل أبيب وارئيل – كلتاهما مستوطنتان. احتلال 67، سيلغى بطرد مئات الاف المستوطنين اليهود من القدس و "الضفة الغربية" (ثلث السكان) واحتلال 48 من خلال تدفق ملايين من سليلي لاجئي 48 الى "دولة كل مواطنيها" التي لزمن قريب قادم ستسمى "اسرائيل". هذه هي الرواية، في غزة وفي رام الله على حد سواء. الزعيم الاسرائيلي الذي سيجلس على الطاولة طالما بقيت هذه الرواية في رؤوسهم، يحفر لنفسه ولشعبه قبرا. في الجانب اليهودي يوجد عراقيل في الكشف عن هذه الرواية بكل تفاصيلها الفظة، بل وأصعب عليه اكثر من ذلك ان يكشف دون رتوش عن الموقف الصهيوني، الذي ليس "رواية" بل تاريخ. في التاريخ لم يكن شعب فلسطيني. العرب الذين كانوا هنا رأوا أنفسهم "سوريين جنوبيين" ولم يسمعوا عن فلسطين. البريطانيون، الذين تلقوا البلاد من عصبة الامم (1920 – 1922)، أسموها بترجمة من الرومية "بلسطاين"، وهكذا عرف العرب المحليون بانهم "فلسطينيون". البريطانيون تلقوا البلاد مع الانتداب "لان يقام فيها وطن قومي للشعب اليهودي للمساعدة على الهجرة اليهودية وتشجيعها، بالتعاون مع الوكالة اليهودية، استيطان كثيف لليهود على الارض...، وكل هذا "انطلاق من الاعتراف بالصلة التاريخية للشعب اليهودي ببلسطاين والمبدأ الاساس لاقامة وطنه القومي من جديد في هذه البلاد". هذا هو القانون الدولي، وهو ساري المفعول حتى اليوم. ومن هم الفلسطينيون؟ مصريون جلبهم الى هنا محمد علي (1831)، حورانيون اشتغلوا في بناء انبوب النفط وميناء حيفا، مهاجرون من المغرب، من سوريا، من اليمن. توجد ايضا عائلات عربية من أصل يهودي، أجدادهم طردهم الى هنا محمد. ومشوق لماذا بالذات الى هنا؟ ولماذا طردني أنا ايضا هتلر الى هنا، تحت شعار "ايها اليهود الى فلسطين"؟ أولم يشرح له حليفه، المفتي "العظيم" للقدس، الاب المؤسس بان ليس هناك صلة لليهود بفلسطين؟ كما أن وقاحة المطالب الديمغرافية الفلسطينية نتردد نحن في كشفها. فهم يطالبون بـ "اخلاء المستوطنات" و بـ "حق العودة"، بمعنى – دولة فلسطينية "نظيفة" من اليهود ومن اللاجئين العرب ودولة اسرائيل، مع 1.2 مليون عربي فلسطيني مواطن زائد ملايين من سليلي لاجئي 48 ممن سيغرقوها. هذه هي التسوية "الشاملة والعادلة" التي يقترحونها. وفوق كل ذلك، فانهم يحبون أن يتهمونا بخرق القانون الدولي. لماذا لا يروون ذلك للالمان، الذين مثلهم شرعوا في حرب عدوانية وخسروا، ويشيروا عليهم أن يطالبوا باستعادة المقاطعات التي اخذت منهم – السودات، روسيا الشرقية، بومرانيا، شلزيا – كي يطردوا منها المستوطنين التشيك، البولنديين والروس ويعيدوا بدلا منهم 12 – 15 مليون الماني طردوا؟ فليشرحوا، لماذا هنا "القانون الدولي" الذين اخترعوه لانفسهم لا ينطبق؟ ولا أيضا، مثلا، عشرات ملايين اللاجئين اليهود والباكستانيين الذين طردوا/هربوا في ذات سنة 1948؟ الادعاءات الفلسطينية ذكية. من السهل اقناع الجهلة والسذج بها. ومع ذلك رؤيتهم سطحية وحكمهم عليل، لانهم يفترضون بان اليهود، باستثناء الهامشيين من اليسرويين ممن يأتون على اتصال بهم، هم مثيرون للشفقة وكسالى وكذلك فقدوا نزعة الوجود.