خبر : بإسم الانسانية/بقلم: عنات ميدان/يديعوت 10/11/2010

الأربعاء 10 نوفمبر 2010 11:31 ص / بتوقيت القدس +2GMT
بإسم الانسانية/بقلم: عنات ميدان/يديعوت 10/11/2010



 في الاشهر الاخيرة تدير مجموعة من النساء الاسرائيليات بينهن المحررة ايلانا هيمرمن، والكاتبة كليل زيسافل، حملة تثير الخلاف. في سياراتهن الخاصة تنقل نساءا فلسطينيات من قراهن في المناطق الى شاطىء البحر في تل ابيب. نساء لم يرين ابدا زرقة البحر، واتصالهن الوحيد بالاسرائيليين يتلخص بقاء مع جنود مسلحين بالحواجز، تلتقين في متنزه تل أبيب حياة اخرى وعيونهن تتسع ذهولا. بعد بضع ساعات من التمتع بمياه البحر، النظر والانفعال "لاول مرة في العمر" تعود هؤلاء النساء الى حياتهن العادية البعيدة سنوات ضوء عن تجربتهن الاسرائيلية، وهن يحملن ذكرى لحظة سعادة وافق لمراجعتها والحديث فيها.  "المنتدى من اجل بلاد اسرائيل" سمع وهرع. في توجه الى المستشار القانوني للحكومة يهودا فينشتاين بسط ممثلوه القانونيون عشر مواد تجاوزتها الاسرائيليات في مساعدتهن لمن يعتبر شخصا أجنبيا وفي ادخاله الى اسرائيل. هيمرمن خضعت للتحقيق في شرطة القدس ودون أي تلويات اعترفت بانها تجاوزت عن وعي "قانون الدخول الى اسرائيل".  هناك من سيقف ليقول: هيمرمن ورفيقاتها لم تنقل نساءاً بل مخربات وذلك لان كل فلسطيني/ة يحمل في ملابسه الداخلية عبوة ناسفة. وسيكون هناك من سيقول ان هذه النساء لطيفات النفوس هن خائنات، مجتثات لاسرائيل، عميلات وماذا لا. في نظري، هذه بطولة. صحيح، هن يتجاوزن القانون وهن أول من هم واعون لذلك. على رأس الاشهاد تعلن النساء بانهن لا يعترفن بقانونية قانون الدخول الى اسرائيل، الذي يسمح لكل يهودي بالتحرك بحرية في معظم  اقاليم البلاد التي بين البحر المتوسط ونهر الاردن ويمنع هذا الحق عن الفلسطينيين. فهل نسينا ايلي نتان، بطل السلام، الذي قضى في السجن لانه تحدث مع فلسطينيين وتجاوز القانون عن وعي؟ مرت بضع سنوات، ويبدو القانون عديم المنطق وغير معقول فالغي. الم يحن الوقت لاعادة النظر في مبرر وجود قوانين مثل قانون الدخول الى اسرائيل والتخلص من الاراء المسبقة الجامدة؟ هل ينبغي لنا أن ننتظر سنوات على سنوات اخرى الى أن نفهم بانه زائد لا داعي له. إمرأة لم ترَ أبدا موجات البحر ومن يتشمس على الشاطىء ليس قنبلة متكتكة. فهي بالعموم إمرأة تجعلها زرقة البحر الذي هو مسلم به جدا من ناحيتنا والنزول الى مياهه سعيدة. كما أن الفلسطينية من مخيم لاجئين في الضفة تستحق لمرة في حياتها الوصول الى البحر المتوسط. فمنح بني البشر بعض السعادة ليس جريمة بل حق. ايلانا هيمرمن ورفيقاتها طرحن امام عيوننا مستوى من النبل الروحي، العطاء بلا حدود وبلا مصالح وأخذ المخاطرة الشخصية لدخول السجن لسنتين على الجريمة المنسوبة لهن. هيمرمن ورفيقاتها هن تذكير صغير بحقيقة أننا لسنا جميعا اصبحنا بهائم والاحتلال المفسد رغم ذلك أبقى فينا شيئا ما من الروح الانسانية. هيمرمن ورفيقاتها هن انسانيات. هن منقذات لجودة حياة حفنة من الفلسطينيات وبشكل ما ايضا لجودة حياتنا. ذات مرة سيغرس لهن على شرفهن هنا اشجار زيتون لا أن تجتث هذه.