القدس المحتلة /سما/ ذكرت القناة الإسرائيلية الثانية اليوم أن ضباط إسرائيليون اعتبروا أن انسحاب أرييل شارون رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق من غزة خطأً فادحا، مدعيين أن إيران مصغرة نشأت في القطاع. وقال "دان هرئيل" الجنرال في الاحتياط نائب رئيس هيئة الأركان:" إن الانسحاب من قطاع غزة وبشكل أحادي الجانب، كان خطئا فادحاً، كما أن إيران مصغرة نشأت في غزة بعد الانسحاب. ونقلت القناة عن إحدى الصحف الألمانية قول "دوف فيسغلس" المستشار السياسي لرئيس الوزراء السابق "أرئيل شارون" بأنه أخبر رئيس الحكومة في حينه –"شارون"- بأنه لن يحصل على شيء مقابل عملية الإخلاء هذه عن غزة. أما بالنسبة لعملية الإخلاء التي حدثت في شمال الضفة الغربية، فقد حصل شارون على رسالة من الرئيس الأمريكي السابق "جورج بوش" في الرابع عشر من إبريل عام 2004 بضمانات تتعلق بإبقاء الكتل الاستيطانية تحت السيطرة الإسرائيلية وضمن حدودها. وقال "فيسغلس" "بأن شارون لم يؤمن بإقامة دولة فلسطينية، ولم يفكر لحظة أن مثل هذا الأمر هو ضمن مصلحة إسرائيل في المنطقة". وأضاف "إنه ومنذ عملية الانفصال عن غزة حدثت بعض الأمور والتطورات، حيث كانت الأبرز في تلك الأمور هي سيطرة حماس على قطاع غزة وإقامة دولة "حماستان"، الأمر الذي من شأنه أن يحول دون توقيع أي اتفاق مع السلطة الفلسطينية، بسبب قلة حيلتها". وأشار إلى أن أبا مازن لا يُعتبر شريكا حقيقيا في عملية السلام، وأن ذلك خارج عن إطار قدرته القيادية. وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية "بنيامين نتنياهو" قال قبل أيام: "بأن الفلسطينيين ليسوا جادّين في عملية السلام، وأن عملية الانفصال عن غزة تدلل على أنه لا جدوى من عقد أي اتفاق أو مفاوضات مع الفلسطينيين"، مؤكدا أن إسرائيل لن تستطيع أن تثق بأي اتفاق مع العرب، وأن تعتمد عليهم فيما يتعلق بمستقبلها وأمنها. وبحسب "فيسغلس"، فقد آمن شارون -وبحسب ما تدلل عليه عملية الانسحاب للخط الأخضر في غزة-، أن لإسرائيل مصلحة وطنية لوجود مثل هذه الحدود الدولية المُعترف بها دولياً.ونُقِل عن المستشار السياسي لشارون قوله: "نعم يعتبر ذلك إنجازا استراتيجيا لصالح إسرائيل، وهذا أمرٌ تستطيع إسرائيل أن تحققه من خلال اتفاق، سواء كان فلسطينيا أو سورياً، وأن تحقيق مثل هذا الهدف للأسف الشديد فإن الفلسطينيين يحاولون سلبه من إسرائيل". وأضاف:" العالم بأسره بما في ذلك المنظمات اليسارية لا يريدون أن يتفهموا نقطة التحول الحاصلة أمام الفلسطينيين، بأنهم لا يريدون أن يعترفوا بوجودنا وأنهم يُكنّوا لنا العداء". وعقّب رئيس الحكومة "نتنياهو" على هذا الأمر بالقول: "إن الفلسطينيين لا يريدون السلام، لا سيما وأنهم يديرون أمامنا معركة محكمة وفعلية، وعليه فإنه يتوجب على حكومة إسرائيل أن تتصرف من خلال تلك المعطيات، وألا توهم الجمهور الإسرائيلي بأننا نتعامل مع شريك حقيقي للسلام".