خبر : مرة اخرى شعب وحده يسكن/بقلم: شاؤول اريئيلي/هآرتس 7/11/2010

الأحد 07 نوفمبر 2010 11:28 ص / بتوقيت القدس +2GMT
مرة اخرى شعب وحده يسكن/بقلم: شاؤول اريئيلي/هآرتس  7/11/2010



 أحد التهديدات التي تكمن في تحول ايران الى دولة نووية هو التغيير الذي من شأنه ان يحدث في أعقاب ذلك في العالم العربي والاسلامي بالنسبة لهوية القيادة الفلسطينية؛ تغيير يؤدي الى الغاء الاعتراف باسرائيل والاتفاقات معها والعودة الى مفهوم الكفاح المسلح. ايران ترى في تحولها النووي وسيلة لتعزيز مكانتها الاقليمية وضمان بقاء نظامها. ولهذا الغرض فانها تعمل على خلق بؤر داعمة من المنظمات الاسلامية في أرجاء العالم. وعليه، فمنذ التوقيع على اتفاقات اوسلو، وبقوة أكبر منذ انسحاب الجيش الاسرائيلي من لبنان، فان ايران هي قوة حاضرة في النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني، من خلال دعمها لحزب الله، حماس، الجهاد الاسلامي وغيرها. محمود عباس وم.ت.ف لا يزالان يريان نفسيهما كجزء من التحالف الاقليمي للدول العربية المؤيدة للغرب – حيال المحور الايراني السوري. بالمقابل، حماس، التي تضع على رأس سلم أولوياتها المشروع الاسلامي في غزة، ترى في مكانة ايران السيادية عنصرا حرجا في ضمان هذا المشروع. من ناحيتها ايران هي العمق الاستراتيجي الاسلامي الذي يضمن بقائها في الصراع ضد اسرائيل وضد الدول العربية المؤيدة للغرب برئاسة مصر. حماس تتصرف "بكياسة ظاهرة" تجاه مصر والسعودية، أما عمليا فانها توسع تعلقها بالمحافل الاسلامية غير العربية، وعلى رأسها ايران وتركيا، وذلك كي تخلق وزنا مضادا لمخططات دفعها الى الانهيار. الجامعة العربية تمنح اليوم الاسناد والاعتراف لـ م.ت.ف وترفض عمليا مساعدة حماس. السلاح النووي سيعزز نفوذ ايران الاقليمي وسيسمح لها باجبار جيران آخرين على منح إسناد سياسي لحماس. هذا التغيير كفيل بأن يزيد البُعد الديني للنزاع ويساعد حماس في السيطرة على م.ت.ف أو في اقامة "م.ت.ف جديدة". عباس يسعى الى العمل على انجاز اتفاق دائم مع اسرائيل – على أساس قرارات الجامعة العربية والامم المتحدة – قبل تعزز حماس تحت جناحي الهيمنة الايرانية. اتفاق يتمتع بشرعية دولية وباسناد من الجامعة العربية، يمنع بقدر كبير امكانية الغائه على أيدي ورثة أبو مازن. على فريق الخبراء الذي شكّله وزير الخارجية افيغدور ليبرمان أن يأخذ بالحسبان هذه الاعتبارات، وعلى اسرائيل ان تستغل نافذة الفرص السياسية طالما كانت م.ت.ف تُقاد بروح عباس ولا تزال تعتبر الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني. سياسة نتنياهو تعاني من العمى السياسي بالنسبة للتهديدات التي تطرحها هذه الميول بالنسبة لفرص الاستقرار الاقليمي. وهي تقوم على أساس مذهب فكري لا يربط بين أفعال اسرائيل وقصوراتها وبين فرصها في إحلال استقرار وتطبيع مع العالم العربي. وهي ترى في التفوق العسكري عنصرا رادعا يكفي للاستقرار والأمن ولا تسعى الى أن تضيف شروطا ضرورية من اتفاقات سياسية، تتمتع بشرعية دولية، تعاون اقتصادي وما شابه. هذا المفهوم، الذي يبعث الى الحياة أفكار الموت لـ "شعب وحده يسكن"، يمكن ان يكون مثابة نبوءة تجسد نفسها من ناحية اولئك الذين يعتقدون في اسرائيل بأن إبادتها هي حاجة غير قابلة للتغيير في العالم العربي والاسلامي. غير أن هذا الفكر ليس سوى احياءا للقصة البائسة لـ "متساده" التي قال عنها مناحيم بيغن ان "علينا أن نتعلم من متساده كيف لا نصل اليها. ومن موديعين كيف لا نفعلها".