خبر : الولايات المتحدة: الشعب الامريكي لا يزال مخلصا لاسرائيل/بقلم: ايزي ليبلر/اسرائيل اليوم 7/11/2010

الأحد 07 نوفمبر 2010 11:26 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الولايات المتحدة: الشعب الامريكي لا يزال مخلصا لاسرائيل/بقلم: ايزي ليبلر/اسرائيل اليوم  7/11/2010



على مدى اشهر بل وربما سنوات توفر وسائل الاعلام لنا توقعات سوداء عن أن يهود الولايات المتحدة "يصحون من اوهامهم" بالنسبة لاسرائيل. الادعاء هو أن الجيل الشاب يتنكر لاسرائيل في أعقاب السياسة اليمينية والقومية المتطرفة التي تتبناها ظاهرا الدولة، وكذا في ضوء نشاط اللوبي الاسرائيلي "الصقري". وسائل الاعلام كررت الفكرة مرات عديدة لدرجة أنها تسللت الى وعي الجمهور.  استطلاعان للرأي العام اجريا مؤخرا يعطيان مثلا على نحو لا لبس فيه بان ليس في ذلك ذرة من حقيقة، وعلى خلفية نتائج الانتخابات للكونغرس، والتي تكبد بها حزب اوباما هزيمة، فان الامر يلقى اسنادا آخر.  استطلاع أجرته اللجنة اليهودية الامريكية يبين ليس فقط بان الجمهور اليهودي في الولايات المتحدة بقي داعما لاسرائيل بشكل حاسم، بل وايضا بان الاغلبية الساحقة (62 في المائة) تؤيد "المخلوق المهدد" الذي ليس سوى رئيس الوزراء "اليميني" بنيامين نتنياهو. وللمفارقة فان تأييد يهود الولايات المتحدة لنتنياهو أكبر من تأييد الرئيس اوباما، الذي هبطت معدلات التأييد له في كل ما يتعلق بعلاقات اسرائيل – الولايات المتحدة الى نحو 49 في المائة. وتجدر الاشارة الى أن 45 في المائة يعارضون سياسته في هذه الشؤون. ولعله كان لذلك صلة بهزيمة الديمقراطيين في الانتخابات للكونغرس وان كان لم يجرِ بعد التحقق بعمق من الامر. الهبوط السريع في تأييد اليهود لاوباما – الذين 78 في المائة منهم صوتوا له في الانتخابات – يثبت بان الكثير من يهود الولايات المتحدة صدموا من المواجهات ومن عدم الاتفاقات التي اصبحت علنية ومن الشكل المخجل الذي تعامل به اوباما مع اسرائيل. يهود الولايات المتحدة لم يتأثروا على نحو خاص بمحاولات اوباما استخدام سحره الشخصي كي يقلل من حدة ردود الفعل. هذه المحاولات لم تنجح في تهدئة الاشتباه بانه ينوي مواصلة التصرف بشكل متحيز ضد اسرائيل. وخلافا لحزب كديما، فان يهود الولايات المتحدة يتهمون اوباما وليس نتنياهو في تآكل العلاقات الاسرائيلية – الامريكية.  في هذه اللحظة 51 في المائة من اليهود فقط يؤيدون اعادة انتخاب اوباما. هذه النسبة متدنية بشكل غير مسبوق وذلك لانه تقليديا اليهود هم مؤيدو الديمقراطيين.  الادعاءات المتكررة لوسائل الوسائل وللاكاديميين من اليسار ظهرت هي ايضا كتزييف للحقيقة. بزعمهم ، فان بسطاء الشعب اليهودي هم "حمائم" اكثر من زعمائهم الذين هم ظاهرا "صقريون". يبدو أن الوضع في الواقع معاكس. اللجنة اليهودية الامريكية تبلغ عن 95 في المائة من يهود الولايات المتحدة يعتقدون بان على الفلسطينيين ان يعترفوا باسرائيل كدولة يهودية. كما أن 76 في المائة من اليهود الامريكيين يعتقدون بان هدف العرب هو تصفية دولة اسرائيل وليس الحصول على المناطق المحتلة. 60 في المائة يدعون بانه محظور على اسرائيل أن توافق على تقسيم القدس وان عليها ان تحتفظ بها كمدينة موحدة تحت السيادة الاسرائيلية. فقط نحو 35 في المائة من يهود الولايات المتحدة يؤيدون تسليم اجزاء من المدينة للفلسطينيين. ومعطيات مشوقة  اكثر هي أنه ليس اقل من 45 في المائة يعارضون اقامة أي دولة فلسطينية. فقط 48 في المائة الذين هم بصعوبة أغلبية، يؤيدون اقامة دولة كهذه. حقيقة صاخبة أكثر هي أنه بينما 62 في المائة يؤيدون اخلاء جزء من المستوطنات، فان 37 في المائة يعارضون كل اخلاء.  استطلاع آخر أجراه "مكلولين وشركاه" يكشف عن ان 93 في المائة من المستطلعين يعتقدون بان على الولايات المتحدة ان تحرص على أمن اسرائيل. هذه شهادة على نزاهة الجمهور الامريكي.  هكذا، رغم المتنبئين بالسواد على أنواعهم، يظهر الاستطلاع بان الجمهور الامريكي يؤيد اسرائيل بشكل كبير، وذلك خلافا لسوء المعلومات التي تأتي من اليسار. فضلا عن ذلك فان الاستطلاع يدعي بان 46 في المائة من يهود الولايات المتحدة كانوا ينظرون في امكانية ان يصوتوا ضد اوباما.  هذه الامور تطابق نتائج الانتخابات للكونغرس وتمثل السخافة التي في ادعاءات "جي ستريت" ومجموعات اخرى من اليسار المتطرف في أنهم يمثلون نسبة كبيرة من الجالية اليهودية. عمليا، يمكن الادعاء بان الامور التي بحثت هنا بان اولئك من بين زعماء اليهود الامريكيين الذين امتنعوا أو خافوا من التنديد بسياسة اوباما احادية الجانب فشلوا في دفع اراء الجمهور الذي يمثلونه الى الامام. في ضوء هذه الاستطلاعات، فان مزيدا من الزعماء اليهود في الولايات المتحدة قد يحصلون على التعزيز اللازم لهم كي يطلقوا صوتهم ضد تكتيكات الاخلاقيات المزدوجة التي تتبعها ادارة اوباما تجاه اسرائيل. دور زعماء يهود الولايات المتحدة بعد الانتخابات للكونغرس من شأنه أن يكون حرجا اذا ما واصل اوباما ممارسة الضغط احادي الجانب على اسرائيل.