خبر : إعدام/بقلم: بن كسبيت/معاريف4/11/2010

الخميس 04 نوفمبر 2010 11:23 ص / بتوقيت القدس +2GMT
إعدام/بقلم: بن كسبيت/معاريف4/11/2010



 إنفجر عوفر عيني أمس في اهود باراك ازاء عدسات تصوير القناة الثانية. كان الغطاء اجتماعيا، وكان الاعدام سياسيا. ما كان هذا ممكنا قبل عقد أو اثنين. إن وضعا كهذا، يتحدى فيه موظف ضريبة دخل سابق، مغربي من بئر السبع، رئيس الاركان السابق، والكيبوتسي الاشكنازي، ملح الارض، قد كان خياليا ذات مرة. ولم يعد كذلك اليوم. فعيني الآن ملح الارض. أما باراك فهو الكافيار. عيني هو الذي أمَّر باراك. وكان عيني هو الذي مهّد طريقه الى حكومة نتنياهو. والذي أمَّر يعزل. والذي مهد الطريق يهدم. نبز عيني اهود باراك أمس، رئيس حزب العمل ووزير الدفاع، بنبز "أهبل". سيسأل المشاهد الساذج نفسه كيف تحول اهود باراك من رجل ذي ذهن تحليلي مُركّز وقُدرة شخصية عالية الى "أهبل". إن مُجرية اللقاء مع عيني، دانا فايس، التي لم تصدق ما سمعته أذناها، سألته مرة اخرى. فكرر ذلك مرة اخرى. بلا خوف وبلا نفاق. عند عيني شجاعة لكنه مخطيء في هذه الحال. من المغري أن نُسمي اهود باراك "أهبل"، ويحتاج الامر في الحقيقة الى ارتجال احتفال على حساب شعار الانتخابات ذاك ("ليس زعيما بل أهبل")، لكن الحقيقة مختلفة. فـ "الأهبل" شخص غير قادر على إحداث ضرر حقيقي. ذو وزن خفيف. يمكن أن نقول عن باراك اشياء كثيرة لكنه ليس "أهبل". فاهود باراك رجل موهوب (في مجالات ما)، وداهية وخطر. واصابته مُضّرة، وضرره عظيم. لا يوجد في الجهاز السياسي في اسرائيل شخص ترك من الارض المحروقة ما ترك. في جميع المجالات وجميع الشؤون وجميع الأزمان. حتى إن فرجينيا، تلك الفلبينية البائسة، أجهشت أمس ببكاء يصدع القلب إزاء عدسات تصوير القناة العاشرة. كانت كل خطيئتها انها عملت عنده. لا يمكن الخلاص من هذا العمل ايضا في محيط باراك في سلام. تنضم فرجينيا الى قائمة طويلة، هي الطولى، من المتضررين الذين صدروا عن شخص ما في الجهاز السياسي الاسرائيلي منذ نشوء الدولة وما تزال اليد مبسوطة. بمناسبة ذكر فرجينيا، يؤسفني الاستطراد، لكن حان وقت أن يفحص المحققون الذين يعالجون القضية عن المعلومات التي نشرت هنا وقالت انه سبقت فرجينيا فلبينية اخرى. وأن هذه الاخرى خرجت من البلاد لعطلة في الوطن في اثناء عملها عند عائلة باراك. انتظرها مندوب وزارة الدفاع في المطار ومنحها عناية خاصة كتلك التي توهب لضيوف المكتب. أمره شخص ما بفعل هذا. هل يمكن أن تكون نيللي؟. تعالوا نعُد الى عيني. ينشأ لدينا انطباع من جهة أنه في مزاج شديد النشاط. وقد يكون ثملا بالقوة. إن الثمل بالقوة في حالته سائغ جدا لان له قوة. عندما يتحدث المُصدِر المورِد في حزب العمل هذا الحديث عن رئيسه، ويضيف بعد ذلك أنه لا نهضة لهذا الحزب، وانه لا أحد من "الساقطين" (بلغة باراك) ممن ينافسون في الوراثة سيستطيع تخليصه من وضعه، فان الكلام مُدوٍ. وهو يُقال في ذلك المساء الذي يقول فيه فؤاد بن اليعيزر، في مؤتمر سياسي كبير الشيء نفسه بالضبط وهو أننا نحتاج الى شخص ما من الخارج. من هو هذا الشخص؟ تستطيعون أن تقرأوا عند مايا بنغل اليوم ان الحديث كما يبدو عن غابي اشكنازي. العلاقات بين عيني واشكنازي وثيقة، والتقدير متبادل. الامر أكثر تعقيدا في حالة فؤاد. إن ما نسيه فؤاد في السياسة لن يعرفه باراك وبوغي وبرفرمان أبدا. يريد فؤاد أن يكون الوريث. لقد فعل هذا ذات مرة بعد باراك فلا سبب لئلا توجد مرة ثانية. ولهذا فان اشاعة هذه الفكرة الفجّة الآن خاصة ستُسبب لاشكنازي ضررا أكثر من الفائدة. وقد يضطر فؤاد عن عدم خيار الى قبول حكم الحركة لانه لن يوجد خيار آخر ببساطة. يجب على حكومة نتنياهو أن تؤدي عملها في وسط هذا الاضطراب كله. يريد رئيس الحكومة أن يقوم باجراء "ريشابل" ضخم. ومن اجل هذا يُجمّد كل القرارات، والتعيينات واللجان والخطط. يريد أن يرى ماذا يكون مصير تساحي هنغبي، وربما ما الذي يُخبئه المستقبل لافيغدور ليبرمان، لكن غدا واضحا (كما نشر هنا) أن نتنياهو ماضٍ الى تجميد آخر والى تفاوض، وانه يريد ادخال كديما في الحكومة على حساب ليبرمان اذا أمكن. ستحصل تسيبي لفني على ملف ادارة التفاوض ويحصل بيبي على الهدوء. هذا هو القصد العام على الأقل. ومن يعرف الجهاز يعلم أنه لن يكون لنا هدوء هنا دونما صلة بالخطط والنيّات.