خبر : الاعتراف المتبادل هو المفتاح/بقلم: يعقوب شمير/هآرتس4/11/2010

الخميس 04 نوفمبر 2010 11:23 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الاعتراف المتبادل هو المفتاح/بقلم: يعقوب شمير/هآرتس4/11/2010



 منذ صعد الى الحكم، في شباط 2009، عاد بنيامين نتنياهو ليطرح – سواء في المفاوضات مع الفلسطينيين أم في الجدال الاسرائيلي الداخلي – مطلبه للاعتراف باسرائيل كدولة يهودية. استطلاعات أجريتها مع نظيري الفلسطيني خليل الشقاقي، سواء بين الجمهور في اسرائيل أم في أوساط الفلسطينيين، بلورت عندي ثلاثة مقومات في هذا الشأن: الاول، مثل هذا الاعتراف ممكن كجزء من اتفاق يؤدي الى نهاية النزاع. الثاني، مثل هذا الاعتراف ممكن – بل ومعقول ونزيه – اذا كان متبادلا، بمعنى ان يعترف كل طرف بالهوية القومية للطرف الاخر. في مثل هذا الوضع، فان الجمهور الفلسطيني والجمهور الاسرائيلي على حد سواء مستعدان لذلك. ثالثا، أفعال وتصريحات نتنياهو تمس فقط بامكانية تحقيق مثل هذا الاعتراف، الامر الذي يعتبر مصيريا على حد تعبيره. منذ عشر سنوات والشقاقي وأنا نجري استطلاعات مشتركة، اسرائيلية – فلسطينية. في هذا الاطار نسأل الطرفين سؤالا مشابها في الصيغة التالية: "بعد أن تقوم دولة فلسطينية وتحل كل المسائل موضع الخلاف، بما في ذلك اللاجئين والقدس هل ستؤيد اعترافا متبادلا باسرائيل كدولة الشعب اليهودي وفلسطين كدولة الشعب الفلسطيني؟". ينبغي الانتباه الى أن السؤال يتناول البعد القومي لاسرائيل – "دولة الشعب اليهودي" – وليس بعدها الديني – "دولة يهودية" – وهو فارق هام يشوشه نتنياهو. ويشار ايضا الى أنه في السؤال يشترط الاعتراف باقامة دولة فلسطينية وبحل المسائل موضع الخلاف، ولكن حتى عندما سألنا ذات السؤال دون هذه الاشتراطات حصلنا على نتائج مشابهة.  الرسم المرفق يعرض نسب التأييد في أوساط الاسرائيليين والفلسطينيين للاعتراف المتبادل في عدد كبير من الاستطلاعات التي اجريت في سنوات 2003 – 2010. النتيجة الاهم هي التأييد الثابت للاغلبية – سواء في اوساط الاسرائيليين أم في اوساط الفلسطينيين – على مدى كل تلك الفترة، لمثل هذا الاعتراف المتبادل. في اوساط الاسرائيليين معدل التأييد يزيد عن 60 في المائة.  الاستنتاج هو إذن، أن جوهر هذا الاعلان هو ما فيه من تبادلية ومهم ان يعرف الطرفان بان الطرف الاخر ايضا مستعد لذلك. لاسفنا الشديد، الزعماء في الطرفين يضرون بالقضية. فمن جهة، نتنياهو يطالب باعتراف بالهوية القومية لاسرائيل ويشدد على عدم استعداد الفلسطينيين لمنحه. ومن الجهة الاخرى يعلن زعماء فلسطينيون بحزم عن عدم استعدادهم للاعتراف بالهوية القومية لاسرائيل.  هذه التصريحات تجر الجمهور الداخلي الى التقليل من موافقته على مثل هذا الاعتراف. لدى الفلسطينيين يمكن ان نشخص ميل هبوط منذ العام 2005، من أكثر من 60 في المائة تأييد الى تأييد يتراوح بين 49 في المائة و 58 في المائة من العام 2007 لاحقا.  ومثلما هو الحال في حينه هو الان، يبدو ان هذا الانخفاض جاء في أعقاب تصريحات الزعماء الفلسطينيين ضد الاعتراف بالهوية اليهودية لاسرائيل، كرد على محاولات اسرائيل طرح هذا الموضوع كشرط لاستئناف محادثات السلام.  نقطة درك اخرى في التأييد سجلت بعد انتخاب بنيامين نتنياهو ومرة اخرى مؤخرا عندما طرح رئيس الوزراء ذلك كطلب مسبق للمحادثات، في أعقاب الطلب بمواصلة تجميد البناء في المستوطنات.  لدى الاسرائيليين، حتى استطلاع اذار 2009، كان مستوى التأييد جد مستقر: حوالي الثلثين زائد ناقص. منذ انتخاب بنيامين نتنياهو في شباط 2009 طرأ انخفاض في مستوى التأييد لمثل هذا الاعلان، كما يمكن لنا أن نرى حراكات كثيرة. تفسير ذلك هو أن نتنياهو، الذي يستخدم مسألة الاعتراف بالهوية اليهودية لاسرائيل تكتيكيا، يعود ليؤكد عدم استعداد الفلسطينيين بمثل هذا الاعتراف. وبذلك فانه يشكك بالتأييد للاعتراف المتبادل، الذي هو فقط وحده يمكنه أن يتحقق.