خبر : هدوء مُهدِّد/بقلم: عاموس هرئيل/هآرتس 3/11/2010

الأربعاء 03 نوفمبر 2010 11:20 ص / بتوقيت القدس +2GMT
هدوء مُهدِّد/بقلم: عاموس هرئيل/هآرتس  3/11/2010



 إن مظهر وداع رئيس شعبة الاستخبارات، اللواء عاموس يدلين، في الكنيست أمس عبّر عن الجوانب الثلاثة التي تميز أواخر ولايته: الهدوء الامني الشاذ، وتحسين ملحوظ للغطاء الاستخباري وادراك اسرائيلي انه عندما يتلاشى توازن الردع فستكون الحرب القادمة أصعب من سابقاتها. سيُنهي يدلين بعد اسبوعين ونصف اربعين سنة خدمة في الجيش الاسرائيلي وولاية تقرب من خمس سنين في "أمان". كان رئيس "أمان" قريبا من آذان القادة وحبيبا اليهم. كان هذا صحيحا عند رئيس الاركان حلوتس وحكومة اولمرت – بيرتس ومن المؤكد انه صحيح عند رئيس الاركان اشكنازي وحكومة نتنياهو – باراك. أقلّ يدلين في هذه الفترة من المقابلات الصحفية مع وسائل الاعلام ومن الظهور على الملأ. وسمح لنفسه في الاسابيع الاخيرة من ولايته بمحاضرة شاذة في مؤتمر القرن للحركة الكيبوتسية وجاء أمس ليودع لجنة الخارجية والأمن. اعترف يدلين أمس بأنه يسود السنة الاخيرة هدوء أمني نادر، لكنه نصح لاعضاء الكنيست "ألا يبلبلهم الهدوء". أدلى بتفصيلات جديدة عن ازدياد قدرة سوريا بصواريخ مضادة للطائرات وعن نيّة ايران أن تبني منشأتين جديدتين لتخصيب اليورانيوم في ايران وحذّر من أنه اذا نشبت حرب اخرى فستكون أوسع وسيكون عدد المصابين فيها أعلى كثيرا. أطرى اعضاء الكنيست على يدلين أمس. حصلت "أمان" في مدة ولايته على ميزانيات اخرى، وعمّقت مجالات تغطيتها وانشأت لواء تشغيل (للسيطرة على جوانب عملياتية وعلى حدات خاصة) على أن ذلك أحد دروس حرب لبنان. برغم ازمات دورية، أشار اليها أول أمس رئيس "الشباك" يوفال ديسكين، يمكن الحديث على نحو عام عن تنسيق مُحسّن بين أذرع الاستخبارات. ما يزال الجزء الحاسم من النشاط الاستخباري خفيّا على الناظر. فماذا تفعل اسرائيل لتعويق المشروع الذري الايراني ولاحباط تهريب السلاح الى القطاع ولبنان؟ وأي العمليات تجري وراء الحدود؟ (حصل ضابط في وحدة خاصة في "أمان" هذا الاسبوع على وسام شرف من رئيس الاركان عن عملية سرية) وماذا حدث حول تدمير المفاعل الذري في سوريا قبل نحو من ثلاث سنوات؟ هل توجد حقيقة في المزاعم اللبنانية عن الكشف عن شبكات تجسس اسرائيلية؟ كل هذا بقي سرّا. لم يُطلب الى رئيس "أمان" أمس أن يمس قضية ساخنة شارك فيها خريج "أمان" بوعز هرباز. تحفظ يدلين في الايام الاخيرة من أنباء منشورة في صحيفة "هآرتس" عن مبادرة لم تتحقق لاعادة هرباز الى خدمة فاعلة في "أمان". بحسب ما قال يدلين، أُثير اقتراح أن يُعاد هرباز الى عمل حساس، لكن الحديث عن وظيفة مُقدّم في الخدمة الاحتياطية لا عقيد في الخدمة الدائمة. اشترط شرطين لادراج هرباز في الخدمة: رفع "الشباك" لتصنيفه الأمني واستعداد هرباز ليُجرى عليه امتحان الكشف عن الكذب. وعندما لم يتم الوفاء بالشروط رفض المبادرة. أهذا وداع نهائي لاعضاء الكنيست حقا؟ ليس يقينا خالصا. فما يزال يدلين مرشحا مركزيا لوظيفة رئيس الموساد التالي، بدل مئير دغان (الذي تنتهي ولايته رسميا في نهاية كانون الاول، لكن بُحث في المدة الاخيرة إمكان إطالتها بضعة اشهر). قد لا يكون يديلين متحمسا للوظيفة، لكن يمكن أن نُقدر أن يقبل حكم الحركة اذا كان توجه رسمي اليه من رئيس الحكومة ووزير الدفاع. سيكون أهم الاسئلة في هذا السياق رأيه في شأن هجوم اسرائيلي على ايران في المستقبل. إن رئيس "أمان"، هو آخر الطيارين الذين شاركوا في الهجوم على المفاعل الذري العراقي في 1981 وما يزال في خدمة فاعلة، ولا يتطرق الى هذا علنا. وُصف رئيس الاركان ورئيس الموساد في السنة الاخيرة بأنهما ينهجان نهجا معتدلا في القضية الايرانية. يمكن افتراض أن تتأثر جميع القرارات على الادراج في العمل في قيادة جهاز الأمن في الاشهر التالية بموقف المسؤولين الكبار الجدد من هذه المسألة بالضبط.