خبر : حزب بلا شعب/بقلم: د. شلومو تسدوق/معاريف 3/11/2010

الأربعاء 03 نوفمبر 2010 11:18 ص / بتوقيت القدس +2GMT
حزب بلا شعب/بقلم: د. شلومو تسدوق/معاريف 3/11/2010



"جميع اساتذة الجامعات في البلاد ليسوا نصف حي سكني مؤقت"، قال بيغن، (وربما كان هذا يوسف الموغي). ويمكن أن نقول بما يشبه هذه الجملة إن "كل الصحفيين في البلاد ليسوا رُبع حي سكني". ليست هاتان المقالتان حساب ساسة فقط بل فيهما ما يُبيّن اسباب احتضار حزب العمل مع آلام عظيمة. في الخلاصة: حزب العمل في احتضار، لان اعضاءه لم يعرفوا كيف يلائمون انفسهم للتغييرات في مورثات السياسة الاسرائيلية – وهي تغييرات بدأت بعد انقلاب 1977. صاغ اعضاء مركز الليكود صبغة السياسة الجديدة. وقد تم التعبير عن ذلك بحميمية ودودة بين الزعيم واعضاء الحركة، وبالمشاركة في مناسبات عائلية ورسوخ ثقافة "التربيت على الكتف" في المحادثة بين الزعيم السياسي والاعضاء من العامة. ليس اللقاء بين المنتَخَب والعضو لقاءا لنقاش فكري فقط بل هو وفي الأساس للفحص عن سبل إشراك عضو الحركة في قيادة الدولة (التعيينات السياسية). إن الهاتف المحمول للمنتَخَب مفتوح للعضو في كل دقيقة، وتُستجاب طلبات اللقاء على نحو عام في نفس اليوم. ترى نخبة حزب العمل هذا السلوك استسلاما لـ "زعرنة سياسية" و"فسادا". لم يتعاون زعماء الحزب مع قواعد اللعب الجديدة وبدأوا يفقدون الشعب. وكان من نتيجة ذلك ان الحزب كف عن اجراء حوار مباشر مع الجماهير، وأجرى معهم بدل ذلك حوارا ذاتيا من طريق التلفاز. بعبارة اخرى: فضّل الزعماء التدفؤ بحرارة مصابيح منتديات التلفاز بدل الاحتكاك مع الجمهور. وهنا دُقّ مسمار آخر في تابوته: فكلما احتل نشطاء العمل الحزبيون التلفاز، احتل الليكود الشعب. نتعلم من هذا أن احتضار حزب العمل لم يبدأ من قضية الايديولوجيا بل من قضية المظهر في الأساس. ألا توجد أهمية حقا للايديولوجيا السياسية – الحزبية؟ بل توجد وتوجد. لكن عندما لا تكون الايديولوجيا مصحوبة بنضال سياسي حقيقي لاكتساب قلوب الجماهير وإشراكهم في ادارة الدولة، فلا احتمال أن تكفي وحدها. من الحقائق ان الليكود وقادته لا يطبقون في الحاصل سوى البرنامج الفكري اليساري للعمل، ومع ذلك كله فانهم يتولون الحكم لا ميرتس ولا العمل. هل يستطيع حزب العمل أن يُعاود الحياة وكيف؟ اليكم نصائح حكيمة وبالمجان. أولا، إن تناول "المُفلاتة" (حلوى شعبية يهودية) عند مسعودة من سدروت أجدى انتخابيا من تناول "البقلاوة" مع أبي مازن في رام الله بعشرات المرات. وصحيح أن الصحفيين يحبون منافقة أبي مازن أكثر من الاحتكاك مع مسعودة، لكننا قلنا ان "كل الصحفيين في البلاد ليسوا أكثر من رُبع حي سكني". ثانيا، إعملوا في الغاء القيود المضروبة على التعيينات السياسية في الخدمة العامة. فالتعيينات السياسية عنصر مهم في الديمقراطية وفي اللعبة السياسية. إن زعم ان التعيينات السياسية "مُفسدة" هو زعم نخب متباكية لا فلاسفة سياسيين، ومفكرين سياسيين وخبراء بعِلم الاجتماع السياسي. ثالثا، اتخذوا لانفسكم ثقافة "التربيت" السياسي دون ان تتناولوا حبة مضادة للاشمئزاز. تدل التربيتة على صحة حزبية لا على مرض. هل تريدون برهانا؟ لم يُعالج أي وزير من الليكود حتى الآن بسبب زيادة الشعبية. يمكن أن يأتي أمل آخر الى الحزب من اتجاه آخر. يمكن أن نلاحظ في السنين الاخيرة علامات اولى من تراجع سياسي عند قادة الليكود فهم ما عادوا يحسبون حسابا لاعضاء المركز. الحديث عن خطأ سياسي مصيري، ويستطيع العمل ان يستغل هذا لمصلحته. سيكسب الحزب وسيخرج الشعب رابحا ايضا من العودة الى ثقافة "التربيتة".