خبر : نعم، اوباما لا يزال يستطيع/بقلم: عكيفا الدار/هآرتس 1/11/2010

الإثنين 01 نوفمبر 2010 11:29 ص / بتوقيت القدس +2GMT
نعم، اوباما لا يزال يستطيع/بقلم: عكيفا الدار/هآرتس 1/11/2010



في مكتب رئيس الوزراء لن يقضموا غدا اظفارهم ترقبا لمعجزة تنقذ الحزب الديمقراطي من هزيمة في الانتخابات للكونغرس. الأمل السائد في محيط بنيامين نتنياهو هو أن اوباما ضعيف جيد لاسرائيل. وهم يفترضون بأن رئيسا قصقص جناحاه في ختام النصف الاول من ولايته الاولى، سيكرس نصفها الثاني للكفاح في سبيل ولايته الثانية. وكما هو معروف، فان الثلج على سطح البيت الذي فقدته عائلته العام الماضي يهم الناخب في اوكلاهوما أكثر من تجميد البناء في الكنا. هذا اذا كان يهمه على الاطلاق. ليست هذه هي المرة الاولى التي يثبت فيها نتنياهو بأن ليس كل من يتحدث بلهجة امريكية بالضرورة يفهم امريكا. كما أن سوء تعلم رئيس الوزراء، الذي اكتسب تعليمه في الولايات المتحدة، لا يثير الانفعال. فقد تبين لنتنياهو بأن رئيسا ديمقراطيا فقد الاغلبية في مجلسي الكونغرس في منتصف الولاية الاولى يمكن أن يكون "اشكاليا" للغاية لليمين الاسرائيلي في نصفها الثاني. في الاسبوع الماضي تكون مرت 15 سنة على قانون نقل السفارة الامريكية الى القدس، الذي طبخه رئيس المعارضة نتنياهو الى جانب اصدقائه الجمهوريين، الذين حققوا انتصارا تاريخيا (بعد 40 سنة من الحكم الديمقراطي) في الانتخابات للكونغرس في 1994. وأعلن الرئيس الديمقراطي بيل كلينتون لرئيس مجلس النواب نيوت غينغريتش ورئيس كتلة الاغلبية في مجلس الشيوخ بوب دول بأن "رغم الاعتراف بعمق المشاعر القائمة في الكونغرس تجاه القدس" فانه لن يُسلم بأي خطوة من شأنها أن تمس بمفاوضات السلام. ووقع كلينتون على الأمر بتجميد القانون (هكذا تصرف ايضا جورج بوش الجمهوري، واوباما يسير في اعقابهما). العلاقات المتوترة بين الرئيس الليبرالي والكونغرس الجمهوري لم تُحسن لنتنياهو في فترة ولايته الاولى في مكتب رئيس الوزراء، في 1996 – 1999. في اعقاب قضية نفق المبكى ("صخرة وجودنا" ولاحقا، "موقع تراثي") جرّ كلينتون بيبي الى واشنطن كي يجري "صُلحة" مع ياسر عرفات. اصدقاء نتنياهو المحافظون لم ينقذوه من اتفاق الخليل، الذي أدى الى استقالة الوزير بيني بيغن ومن اتفاق واي، الذي أثار عليه المستوطنين وقصّر ايام حكمه. منذ بداية التسعينيات، حين أدى نتنياهو الشاب مهام منصب نائب وزير الخارجية في حكومة شمير، أدى دورا مركزيا في اللعبة الخطيرة، الكونغرس ضد البيت الابيض. بيبي ورفاقه في المنظمات اليهودية وفي السفارة الاسرائيلية في واشنطن وعدوا بتجنيد الكونغرس (الديمقراطي)، كي يُجبر الادارة (الجمهورية) على منح اسرائيل مساعدة لاستيعاب المهاجرين من الاتحاد السوفييتي السابق، رغم رفضها تجميد المستوطنات. ومع ان الايام كانت ايام عشية الانتخابات، إلا ان الرئيس بوش (الاب) أصر على موقفه. وخسر الليكود الضمانات وفقد السلطة. حتى لو خسر اوباما غدا الاغلبية في المجلسين، فان بوسعه أن يتمسك بالأهداف التي وضعها لنفسه في السياسة الخارجية بشكل عام وفي المسيرة السلمية الاسرائيلية – العربية بشكل خاص. العوائق التي من المتوقع أن ينصبها الجمهوريون في وجهه في كل ما يتعلق بالتشريع في المواضيع الداخلية كفيلة بأن تدفع الرئيس الى إحقاق النجاحات من خارج حدود الولايات المتحدة. في هذه الساحة يوجد للقائد الاعلى للقوات المسلحة تفوق واضح على مجلسي النواب. ومثلما يقولون في تدريب الأنفار، "لا يوجد لا استطيع، يوجد لا أريد". وفي حالة اوباما لا يوجد ايضا "لا أريد". اذا لم يُرد الانشغال في النزاع في الشرق الاوسط – فان النزاع سيطارده. واذا لم يفلح الرئيس الامريكي في أن يدفع الى الامام في الاشهر القريبة القادمة المفاوضات على التسوية الدائمة، فان القيادة الفلسطينية ستبحث عن قنوات اخرى. عندما سترفع السعودية وتركيا، وربما ايضا روسيا وفرنسا، الى الامم المتحدة اقتراحا بالاعتراف بدولة فلسطينية في حدود الرابع من حزيران 1967، لن يكون بوسع اوباما أن يجلس على الجدار. التأييد للاقتراح، أو الامتناع، سيُحدث ازمة خطيرة في العلاقات مع اسرائيل، وبالمقابل، التصويت (مع ميكرونيزيا؟) ضد كل العالم، سيمس بمكانة الولايات المتحدة في منطقتنا القابلة للاشتعال. وقصقصة أجنحة الرئيس الامريكي ستلقى الفرح في القصر الرئاسي في طهران، في مكاتب الحكومة في غزة وفي مقر حزب الله في بيروت. لمكتب رئيس الوزراء في القدس لن يكون غدا سبب للاحتفال.