خبر : البديل العربى وألأمريكى للمفاوضات الفلسطينية ألأسرائيلية ...د. ناجى صادق شراب

الأحد 31 أكتوبر 2010 02:15 ص / بتوقيت القدس +2GMT
البديل العربى وألأمريكى للمفاوضات الفلسطينية ألأسرائيلية ...د. ناجى صادق شراب



   البديل لعدم قدرة الفلسطينيين وألأسرائيليين على تجاوز العقبات الكثيرة التى تعترض مسار المفاوضات المباشرة ، وعدم قدرتهم على تحقيق تسوية سياسية قد تفتح المجال واسعا أمام سلام فى المنطقة . هو قيام الولايات المتحده والدول العربية بدور مباشر فى هذه المفاوضات دون الغاء للدور الفلسطينى . وهنا يمكن أن نتصور هذين الخيارين : خيار فشل المفاوضات المباشرة ، وخيار أستمرارها مع عدم قدرتهما على التوصل الى صيغ تفاوضية مقبولة ، وفى كلا الحالتين تحتاج المفاوضات الى خيار ثالث سبق وأن اشرنا اليه فى أكثر من مقالة عند حديثنا عن المفاوضات والدور ألأمريكى منها . وهذا أستنادا الى اكثر من مسلمة وحقيقة سياسية :أولها أن الولايات المتحده ألأمريكية تحتكر دور الفاعل الرئيس للمفاوضات ألفلسطينينة ألأسرائيلية ، ومصالحها المباشرة فى المنطقة وتوقف مصداقيتها السياسية على طبيعة الدور الذى تقوم به ، وبهذا المعنى الولايات المتحده لها مصلحة مباشرة فى نجاح المفاوضات والوصول الى تسوية سياسية شامله يمكن أن تضع الجذور ألأولى لأنهاء النزاع العربى ألأسرائيلى ، والولايات المتحده ألأكثر أنغماسا فى العلمية التفاوضية فهى على المام كامل بمواقف الطرفين ، وألمام بمرتكزات نجاح  وفشل اى مفاوضات ، وهذه الفرضية تفرض عليها أن لا تسمح بأى شكل من ألأشكال بفشل المفاوضات وتوقفها، وهو ما يستلزم منها القيام بدور مباشر ، وألأجابة على التساؤل الذى يطرح على طاولةالمفاوضات ، وهوهل أسرائيل تريد السلام ؟ ويفترض أن ألأجابة بنعم لأنه لا توجد دولة تعيش ألى ألأبد دون سلام وقبول  ، و إذا كانت ألأجابة بلا وهو تؤكده الوقائع على ألأرض ، فهذا يجعل الدور ألأمريكى أكثر جدية ومسؤولية ، وهى ان السلام كما نقول دائما ليس وصفة سحرية ، ولا يأتى على حساب طرف دون ألأخر ، ويستتبع هذا السؤال تحديد مرتكزات ,اسس أى تسوية سياسية وذلك بتحديد مطالب كل طرف تحديدا واقعيا لا ينفى مطالب الطرف ألأخر . وهو ما يتطلب قدرا من التوازن فى ألأهداف ، بمعنى لا يمكن لأسرائيل ان تطالب بإسرائيل الكبرى ، وبرفض قيام الدولة الفلسطينية ، وبعدم ألأستعداد للتفاوض بشأن كل القضايا التى نجمت عن الصراع ونشؤ قيام أسرائيل كدولة وعدم قيام فلسطين كدولة ، وهنا ينبغى أن يكون خيار الدولة مفروضا على أسرائيل لأنه المدخل لأى تسوية سياسية شامله فى المستقبل ، فالمسألة هنا لا تتعلق بموقف الحكومة ألأسرائيلية ولكن بما يستلزمه السلام الواقعى القابل للتطبيق ، وهذا الموقف من شأنه أن يشجع الطرف الفلسطينى فى الذهاب الى المفاوضات الى أبعد الحدود ، ومن الجانب الفلسطينيى المطلوب تحديد اهدافهم بشكل واقعى ، وماذا يريدون هل دولة فلسطينية  فى أطار حدود الرابع من حزيران 1967، مع أدراكهم أن هناك وقائع وتحولات على ألأرض لا يمكن تغييرها بسهولة ، وهو ما يتطلب منهم أن تكون لديهم رؤية واقعية ومرنة بالنسبة لكل القضايا الرئيسة كاللاجئيين والقدس والمستوطنات ، والمياه . هذه الرؤية للطرفين الرئيسيين ينبغى ويفترض انها معروفة لدى الراعى الأمريكى ، وفى ضوء هذه المعطيات والوقائع ، ما الذى يضير الموقف ألأمريكى أذا تحرر من كل القيود الداخلية التى تعيق دوره فى مفاوضات مباشرة ، وهذا يعنى ان الدور ألأمريكى ومن منطلق الحرس على نجاح المفاوضات يمكن ان يقوم بدور المفاوض المباشر مع كل من الطرفين ، وهكذا تبدو معادلة السلام . الولايات المتحده ومدعومة بدور عربى سيأتى الحديث عنه ، تمثل الطرف الذى يجسد دور السلام ، ولنفترض أن السلام عبارة عن دور وأن هذا الدور تمثله الولايات المتحده والدول العربية ، والطرف الثانى فى المعادلة هما الطرف ألأسرائيلى الذى يشكل سلطة أحتلال ، ويحول دون نجاح المفاوضات لأسباب تتعلق بألحتلاله وسيطرته على ألأرض الفلسطينية التى يفترض أن تقوم عليها الدولة الفلسطينيية ، والفلسطينيين بما يملكونه من أوراق تفاوضية وإن كانت محدوده لكنها تمنح أسرائيل البقاء والأمن الذى تريد . هذا هو إذن المدخل الرئيس لأى معادلة سلام . وبعد ذلك السؤال ما هى الخطوة التالية التى قد تشكل قوة دفع ذاتية للسلام ، لا شك فى ذلك هى قيام الدولة الفلسطينية الكاملة العضوية فى ألأمم المتحده ، وعندها نصبح امام دولة لها واجبات ومسؤوليات وعليها حقوق أزاء عملية السلام الشامله ، هذه النظرة الضيقة لا تسقط الرؤية الشاملة لكل القضايا ألأخرى التى يمكن ان توضع فى سياق الدولة الفلسطينية ، وفى السياق التاريخى وألأقليمى والدولى للصراع ، لكن هذه الرؤية الشاملة تحتاج أولا الى رؤية الدولة على ألأرض حقيقة سياسية وقانونية .أى أن يكون هناك أنجاز مادى ولو لقضية واحده حتى نستعيد الثقة فى الدور ألأمريكى .فى هذا ألأطار يمكن أن يأتى الدور الأمريكى فى هذه المرحلة المهمة من المفاوضات ، وإذا نجحت فى ذلك يمكن ان تشجع وتخلق قوة دفع مجتمعية لأنجاح أى مفاوضات مستقبلية ، فالحديث عن الدولة الفلسطينية فى ظل ألأستيطان مجرد وهم ، ولا أحد يثق فى الدور ألأمريكى ، وعليه يمكن للولايات المتحده ان تقوم بدور المفاوض عن السلام بالنسبة لموضوع الدولة وفى كل ما يخص ألأمن والحدود وهى قضايا يمكن أن تحقق فيها نجاحا ملموسا ، وبعدها يمكن ان تضع كل طرف أمام مسؤوليته وخياراته المباشرة ، ولا شك ان الولايات المتحده إذا أنتهجت هذا الدور فستحقق دفعة قوية فى مسار التسوية السياسية الشامله . وحيثاأن السلام مصلحة عربية أيضا بحكم ان خيار الحرب لم يعد قائما ، ولم يعد محتملا التأرجح بين خيار اللاحرب واللاسلام لأنه خيار منهك لقدرات الدول العربية ويعرضها الى حالة من عدم ألأستقرار ، ويشجع على تطور التشدد والقوى الرافضه ، فعلى الدول العربية وبعد مبادرتها العربية غير المسبوقة بالنسبة لأسرائيل أن تدعم الدور ألأمريكى فى قيام الدولة الفلسطينية التى باتت مصلحة لجميع ألألطراف ، وان تتجاوز دور المبادرة الى الدور التحفيزى فى حال قيام الدولة الفلسطينية. المطلوب من الولايات المتحده والدول العربية فى هذه المرحلة ، وضع أسرائيل اما خياراتها ومسؤوليتها ، وتحمليها لكل التداعيات التى قد تترتب على عدم قيام الدولة الفلسطينية ، وأنها ستكون الخاسر الأكبر من فشل المفاوضات والسلام ، وانها ستبقى وحيده فى مواجهة كل أحتمالات الفشل.وهذا ما سيدركه الفلسطينيون أيضا ان مسقبلهم فى قيام دولة لهم ستضعهم على مسار مرحلة جديده من النضال السلمى الذى يقوم على قوة العقل البشرى ، والتنمية والبناء والتنافس على عناصر القوة . |أكاديمى وكاتب عربى drnagish@gmail.com