خبر : انصتوا الى توماس فريدمان قلق محب/بقلم: دوف فايسغلاس/يديعوت 27/10/2010

الأربعاء 27 أكتوبر 2010 11:20 ص / بتوقيت القدس +2GMT
انصتوا الى توماس فريدمان قلق محب/بقلم: دوف فايسغلاس/يديعوت  27/10/2010



 توماس فريدمان هو من أهم الصحفيين في العالم وكاتب الرأي في "نيويورك تايمز". في الاسبوع الماضي نشر في الصحيفة مقالا انتقاديا استثنائيا في حدته على حكومة اسرائيل، بسبب سياستها في الموضوع الفلسطيني، وضمن امور اخرى شبهها بـ "الولد المدلل". وعقب على ذلك أحد قراء الصحيفة برسالة الى هيئة التحرير فقال: "اسرائيل تتصرف ليس فقط كولد مدلل، كما يقول توماس فريدمان بل كولد فر من البيت ولكن يواصل استخدام بطاقة الائتمان العائلية بشكل كامل". وبعد مقاله اجريت مقابلة مع فريدمان في برنامج "التقِ الصحافة" في القناة 2.  بقدر ما هو مضمون المقال يشغل البال – فان الاستماع الى فريدمان ومشاهدته أثارا قلقا عميقا. في المقابلة شرح لماذا يؤدي سلوك حكومة اسرائيل في الموضوع الفلسطيني الى تآكل في مكانة دولة اسرائيل في الولايات المتحدة: يقل باستمرار التأييد لها في دوائر الحكم، الجمهور العام والطائفة اليهودية، ولا سيما بين شبابها؛ الامريكيون لا يفهمون ماذا تريد اسرائيل، لا يعرفون الى اين تسير وجهتها ويشكون بصدق نواياها في السلام. بالمقابل، يشدد فريدمان، السلطة الفلسطينية، بتركيبتها الحالية وبالاساس بسبب النشاط الجيد في فرض الامن وكبح جماح الارهاب، جديرة أكثر من أي وقت مضى بـ "فرصة" اسرائيلية حقيقية لتحقيق التسوية.  فريدمان واعٍ تماما للتعقيدات والمصاعب التي ينطوي عليها تحقيق تسوية اسرائيلية – فلسطينية، ولكنه يستجدي اسرائيل أن "تحاول" على الاقل. وهو قلق قلقا عميقا على متانة علاقات اسرائيل – الولايات المتحدة: فهو يحتج على المس بكرامة الرئيس الامريكي، الذي يجد تعبيره برفض امنية تجميد البناء لشهرين اضافيين، ويعود ليحذر من تدهور العلاقات الحرجة جدا بين اسرائيل وصديقتها الواحدة والوحيدة في العالم.  فريدمان كان عاصفا قليلا، منفعلا، بل وغاضبا احيانا، وكان واضحا كم يمقت وضع الامور الحالي. أقواله أقسى بأضعاف لانها جاءت على لسان محب، على لسان من لا يخفي محبته العميقة، "غير القابلة للتغيير"، لدولة اسرائيل. انظروا فقد حُذرتهم: ينبغي التعاطي مع فريدمان بجدية. بجدية جدا. ليس فقط لانه رجل هام ومؤثر، بل اساسا بسبب علاقاته، معارفه، فهمه وتجربته الكبيرة. لديه صلة مباشرة باصحاب القرار، اطلاع نادر على ما يجري في اسرائيل، في المنطقة وفي الولايات المتحدة، تأهيل اكاديمي الى جانبه تراكمت عشرات سنوات البحث، الانخراط والنظرة الصحفية المعمقة من قريب ومن بعيد، الى ما يجري في المنطقة.  لفريدمان علاقة حارة ووثيقة مع دولة اسرائيل منذ صباه. وبالتالي من الصعب تبرير شدة اقواله بالصيغة الاكثر استعمالا "يهودي مصاب بالكراهية الذاتية". أقواله يجب أن تثير القلق الشديد. يجب الاستماع له جيدا، الاستماع والتغيير. وفي أقرب وقت ممكن.