خبر : حرب (استقلال) اسرائيل 2010 أم إبادة للآخرين؟ ..بقلم :واصف عريقات

الأحد 24 أكتوبر 2010 01:13 ص / بتوقيت القدس +2GMT
حرب (استقلال) اسرائيل 2010 أم إبادة للآخرين؟ ..بقلم :واصف عريقات



لم تأت من فراغ تصريحات وتهديدات قادة اسرائيل الأخيرة(سياسيون وعسكريون) بالحرب والعدوان في الآونة الأخيرة، فهي تأتي في وقت تزداد فيها عزلة الإسرائيلين الدولية، وفشلهم في العملية التفاوضية وإخفاقات جيشهم وأجهزتهم الأمنية في عملياتهم العدوانية وتكشف شبكاتهم التجسسية وبعد سلسلة من التدريبات والمناورات وتطوير الإمكانيات وإجراء التنقلات والتغييرات في صفوف القيادات العسكرية والأمنية، لذلك فهي تختلف عن تهديداتهم السابقة التي سمعناها كثيرا وذهبت ادراج الرياح، ومن الضروري التوقف عندها لأنها تعكس حالة من القلق بلغت ذروتها، مع ادراكنا العميق بأن معظم تهديداتهم هي جزء من حرب نفسية ودعائية وللإستهلاك المحلي.   في كثير من الأحيان يوضح العسكريون ما يراوغ به او يخفيه السياسيون، فعندما يتحدث ضابط كبير مثل "يوسى باخار" صاحب الخبرة والتجربة في لواء المظليين وفرقة الجليل لصحيفة يديعوت أحرونوت عن حرب أكثر فتكا وأشد ضراوة، وإخضاع العدو بقتله بحجة أنه ليس جيشا نظاميا يضم فرقا وألوية وكتائب نظامية تهزم بسرعة نتيجة لخلل ميزان القوى العسكري لصالحهم ويسميها (حرب استقلال اسرائيل) ويحدد العام 2010 فهذا له معاني ومدلولات، أول هذه المعاني أن اسرائيل لم تستفيد من دروس وعبر الماضي من ادانة دولية ومجتمعية لها بسبب ارتكباها جرائم الحرب في اعتداءاتها الأخيرة على لبنان وفلسطين، وأن لديها النية مع سبق الإصرار على اقتراف المزيد من جرائم الحرب ولن تبالي بالأعراف والقوانين الدولية، المعنى الآخر نستقيه من تزايد حديثهم عن تطوير وتسليح الأطراف الأخرى وتضخيم ممنهج لها وهو ما يعني حتمية الحرب من وجهة نظرهم،والمعنى الثالث فيما ذهبوا اليه بتحديد أهداف الحرب حيث قالوا إخضاع العدو بقتله، وآخر المعاني شرح بعض تفاصيل هذه الحرب من أنماط وتوقيتات.    سيناريو الحرب القادمة الذي يتحدثون عنها ويقولون بأنها أكثر تعقيدا وأكثر دموية مبني في أذهانهم على فرضية أن اسرائيل ستخوض حربا في مواجهة جبهة تضم ايران وسوريا ولبنان وقطاع غزة من فلسطين، وأن صواريخ وقذائف هذا التحالف ستمطرالعمق الإسرائيلي، وهو ما يعرض الجبهة الداخلية للخطر خاصة إذا ما استمرت لوقت طويل وهو ما لا تتحمله اسرائيل ولم يتعود عليه شعبهم. يوضح هذا السيناريو الذي رسمته اسرائيل  لنفسها اضافة للتصريحات السابقة شكل الحرب القادمة خاصة إذا ما استعرضنا بعض المفردات والإصطلاحات التي استخدموها مثل سحق، أكثر دموية، تدمير، أكثر تعقيد، أفصح عنها أكثر "باخار" حينما شرح نهجي هذه الحرب من اندفاع سريع للعمق أو الدخول البطيء، فكلا النهجين يحتاج الى قصف تمهيدي كثيف(تدميري)، يزيل كل العقبات التي تقف في الطريق، وبما أنهم استنفذوا كل امكانياتهم في هذا المجال (بحسب ما صرح به "يؤاف غالانت" رئيس هيئة الأركان القادم حيث قال لصحيفة يديعوت أحرونوت في حفل وداعه في قيادة الجنوب بأن العدوان الأخير على غزة في ما سمي عملية "الرصاص المصبوب"لم تحل المشكلة في الجنوب، كما اعترف بأنها لم تحل الصراع، وعند سرده وتقسيمه لفترات قيادته اعترف بأن اسرائيل استخدمت خلال العدوان على قطاع غزة قوة عسكرية كبيرة ونيران وصل الجيش الإسرائيلي فيها الى نهاية حدود قدرته )؟ ما يعني أن قادة اسرائيل يمهدون ويخططون لاستخدام أسلحة غير الأسلحة التي استخدمت في حروبهم السابقة يمكن تخمينها بأنها على نمط ما استخدمته القوات الأمريكية في معركة مطار بغداد، وهي تصنف بأسلحة إلإبادة الجماعية، وهو ما يفسر أيضا ما يعنيه هؤلاء القادة (باخار)عند قولهم (إخضاع العدو بقتله).   ما يعزز هذا التحليل أن تعيين "يؤاف غالانت" الرئيس الجديد لهيئة الأركان والتعيينات الأخرى في قيادات الجيش والمؤسسات الأمنية جاءت بعد توترات داخلية وخلافات بين اقطاب الحكم واستبعاد من لا يؤازرون الحروب، في ظل تراجع عصر تفوق الموساد، والقوة الاسطورية الاسرائيلية، وتسجيل الإخفاقات الكثيرة في الحروب الأخيرة التي كان غالانت أكثر المتحمسين لها،مما يعطي الإنطباع بأن هؤلاء مجتمعين يفكرون بعقلية الإنتقام ورد الإعتبار وإثبات الذات دون النظر لأي اعتبارات أخرى، وبهذا تكتمل الجوقة وينطبق عليهم القول"طنجرة ولقيت غطاها؟" . عودتنا اسرائيل على انتهاز الفرص لتنفيذ مخططاتها العدوانية، خاصة فيما يتعلق بساحة الداعم الأساسي لها وهو الأمريكي، وتوقيتات حروبهم السابقة تدلل على ذلك خاصة العدوان الأخير على قطاع غزة الذي جاء في الفترة الإنتقالية لعهد بوش وتنصيب اوباما، فهل تشكل الإنتخابات النصفية الأمريكية القادمة التي تأتي في ظل ضعف وتراجع الإدارة الأمريكية الحالية فرصة لاسرائيل لتنفيذ مخططاتها؟ وهل هذا ما عناه (باخار) بحرب (استقلال) اسرائيل 2010 ؟؟؟     خبير ومحلل عسكري waseferiqat@hotmail.com