تتسارع حملات الاحتلال الصهيوني ضد قدسنا العربية الفلسطينية المحتلة يوما بعد أخر و تتحامق إسرائيل بأفعالها يوما بعد الأخر , ويكشف الغول الصهيوني كل يوم عن شكل جديد من أشكال الحرب الدائرة الآن بالقدس ,فلا تستثني هذه الحرب أحدا من سكانها و مسجدها الأقصى المبارك و كنائسها العتيقة و حواريها ,و شوارعها ,وأزقتها ,وأحيائها ,وقراها , و كل شبرا من عاصمتنا الخالدة الأبدية .مع انفراد إسرائيل في تخريب مساعي السلام بالمنطقة بالتهويد والاستيطان المتعمد تتصاعد الهجمة الصهيونية ضد أرضنا الفلسطينية أينما وجدت ,إلا أن النقطة الساخنة دوما هي القدس وحواري وشوارع بلداتها الأبية , سلون احدي البلدات المقدسية التي تستهدفها قوات الجيش الصهيوني وشرطتهم العنصرية منذ يوم النكسة وتتضاعف هذه الهجمة يوما بعد يوم حتى وصلت إلى سياسة التطهير العرقي , فكل يوم يتعرض سكانها لمزيد من القمع الصهيوني المبرمج لتركيعهم والاستيلاء على أرضهم وعقاراتهم وتجارتهم وتحويلها بعد إخلائها من سكانها الفلسطينيين ضمن المخطط الصهيوني إلى بقعة يهودية ضمن مخطط تحويل إسرائيل لدولة لليهود, فقد قامت إسرائيل بحملة هدم لعشرات البيوت في وادي حلوة بهدف تغير خارطتها العربية ، فعمدت إلى بناء جسر طويل يمتد من باب الخليل– أحد أبواب البلدة القديمة بالقدس–مع باب المغاربة ويصل إلى منطقة القصور الأموية جنوب المسجد الأقصى المبارك، ووصله بمسار تلمودي جنوب المسجد الأقصى، وإقامة مبنى استيطاني كبير ومتعدد الطبقات في أعلى بلدة سلوان– هضبة سلوان، هذا بالإضافة إلى حفر باطن الأرض و إقامة أنفاق تصل بين ساحة البراق وبين عدة نقاط في بلدة سلوان، وإقامة مدرجات طويلة ترتبط بسلسةحدائق تلمودية، وشق شوارع رابطة بين نواحي سلوان وذلك على حساب الأراضي المقدسية والبيوت والعقارات الفلسطينية .ولاستكمال تغير سلوان الفلسطينية , وسلب فلسطينيتها وعروبتها , فقد عمدت بلدية الاحتلال بالقدس إلى فتح الباب الثلاثي المغلق–أحد أبواب المسجد الأقصى الجنوبية– وتحويل المصلى المرواني إلى كنيس يهودي، وربط هذا الكنيس بنفق يصل إلى مقبرة الرحمة الملاصقة للجدار الشرقي للمسجد الأقصى المبارك، وتحويل جزء من مقبرة الرحمة إلى حديقة تلمودية، وربط كل هذا المشروع بتوسيع لساحة البراق وبناء كنيس يهودي على حساب المدرسة التنكرية غربي المسجد الأقصى، بالإضافة إلى إقامة أبنية تلمودية ومراكز عسكرية في أقصى غرب ساحة البراق، غربي المسجد الأقصى،وربط المشروع كله بشبكة من الأنفاق التي تحفرها المؤسسة الإسرائيلية أسفل وفي محيط المسجد الأقصى، خاصة من الناحية الغربية والجنوبية، ومناطق في الجهة الشمالية، وبناء مركز تجاري ومتحف تهويدي في رأس وادي حلوة– مدخل بلدة سلوان، يرتبط بأنفاق أرضية تصل إلى ساحة البراق، وبناء كنيس يهودي ومجمّع سكني في وسط حي وادي حلوة.كانت جباليا في العام 1987 الشرارة الأولى لانطلاق انتفاضة الحجارة عندما استشهد عدد من العمال الفلسطينيين من أبناء جباليا على يد سائق شاحنة صهيوني اصطدم بسيارتهم عمدا مما ألهبت مشاعر الفلسطينيين و اخذ الشعب الفلسطيني القرار بالانتفاضة في كل مكان فكانت الحجارة تتساقط على آليات جنود الاحتلال كالصواعق , و خلقت تطورات الساحة والصراع اليومي أشكال جديدة من المقاومة مع كل تصعيد إسرائيلي حتى استنفذت إسرائيل كافة أساليبها و فشلت في القضاء على الانتفاضة بالأسلوب العسكري , و كانت الشرارة الثانية لانتفاضة القدس ,أي الانتفاضة الثانية منالمسجد الأقصى بعدما انتهك شارون النازي وجنده الفاسقون باحات المسجد الأقصى و تفجرت حينها انتفاضة عارمة قاد الشعب حينها أعمال المقاومة حتى وصل الدور للشرطة الفلسطينية والكوادر المسلحة بالحركات المقاومة لتدافع عن عزة و كرامة هذه الأرض وتنتقم لدماء العشرات من الشهداء الذين تعمدت إسرائيل وجيشها قتلهم. اليوم هي ذات الخطوات السابقة و ذات الأسلوب و ذات السياسة القمعية ضد شعب محتل يصارع إسرائيل للبقاء في أرضه , ثابتا متمسكا بكل الحقوق التي كفلها له القانون الدولي والشرائع الأممية, وذات انغلاق الأفق أمام سلام بالمنطقة يضمن للفلسطيني العيش بدولتهم بكرامة , فلن يسكت هذا الشعب البطل على ظلم و لن يستسلم لسياسة التطهير العرقي الصهيوني , بل سيقاوم ويقاوم و يبتكر فنون القتال الجديدة و ينزل باليهود أقصي الهزائم , وستكون انتفاضة وانتفاضات سلمية ومسلحة , لا تتوقف إلا بتحرير القدس و إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة . إن الانتفاضة الحالية التي تشتعل شرارتها داخل أحياء القدس العتيقة ستتطور إلى انتفاضة لها صدي أساليبها على المستوي الدولي ونحن نؤكد أن الشعوب بأكملها ستدعم كفاح شعبنا الفلسطيني من خلال انتفاضة ثالثة اليوم , ولعل رياح الانتفاضة الحالية التي تنطلق من أحياء القدس , من سلوان و حي البستان ووقف حمام العين و منطقة المطهرة والشيخ جراح وعقبة السرايا وجبل المكبر , لابد وإن تتصاعد حدتها و تمتد إلى كل بقاع الاحتكاك مع سلطات الاحتلال بالضفة الغربية وغزة و البلدات العربية عام 1948 لتحقق أهداف نحن أصبحنا بحاجة إليها, منها , تحريك المجتمع الدولينحو مواجه سلوك إسرائيل التي تستولي على السلام و تبقيه مرتهنا لسياستها الاستيطانية و الثاني حشد رأي شعبي دولي واسع وداعم يدافع عن القدس العربية الفلسطينية العتيقة, عاصمة الدولة الفلسطينية , و ثالث هذه الأهداف فانه يتيح للشعب الفلسطيني إيجاد جبهة قوية تدافع عن مجده و كيانه و تحافظ على مقدراته السياسية و الوطنية. Akkad_price@yahoo.com