خبر : 10.000 سنة خداع فلسطيني/بقلم: نداف هعتسني/معاريف 21/10/2010

الخميس 21 أكتوبر 2010 10:59 ص / بتوقيت القدس +2GMT
10.000 سنة خداع فلسطيني/بقلم: نداف هعتسني/معاريف  21/10/2010



أبلغت الصحف الاقتصادية الاسرائيلية مؤخرا تقريرا عن حادثة جديدة – وهي الاحتفالات بمرور 10.000 سنة على أريحا تُجريها السلطة الفلسطينية. جرى الحديث بنغمة استهلاكية عن نيّة حكومة فياض تجنيد مليار دولار لتقديم السياحة قُدما في المدينة، وبناء شريط فنادق، وانشاء مطار جديد واشياء اخرى. وكذلك جرى الحديث عن اسبوع احتفالات في أريحا لذكرى مرور "10.000 سنة على تأسيسها". تقرر هناك في مركز الأحداث جلسة احتفالية للحكومة الفلسطينية. حظيت المناسبة في وسائل الاعلام الفلسطينية بصبغة قومية لا استهلاكية، لانهم يرون أن الأمر المركزي في هذه المبادرات هو ايجاد هوية وتاريخ قوميين، في حين أن السياحة والتطوير ثانويان تماما. عندنا فقط يتلقى الصحفيون في سذاجة ولن نقول في حماقة، نشرة أريحا عن رؤيا الشرق الاوسط الجديد مع تجاهل البواعث المختلفة المعتمة التي ما تزال تقود شركاءنا. ليس هذا التوجه الفلسطيني الجديد، الى جانب البلادة الاسرائيلية، جديدا. فمع انشاء السلطة في منتصف التسعينيات نشرت في صحيفة "معاريف" تقريرا واسعا عن الحرب الأثرية التي منعنا إياها الشركاء الذين جاءوا من قريب. أنكر آنذاك من عرّفوا انفسهم بأنهم علماء آثار فلسطينيون التاريخ والآثار التي تشير الى حياة يهودية هنا منذ ثلاثة آلاف سنة على الأقل. أجريت مقابلة صحفية مع "خبير آثار" فلسطيني حفر في موقع صغير شمالي أريحا، وزعم انه توجد هناك جذور التاريخ الفلسطيني. الاختلاق في شأن عشرة آلاف سنة على أريحا جاء من المكان نفسه، ويحاول كيان ذو تاريخ بلغ مائة سنة بواسطته أن يزعم انهم كانوا هنا قبل اليهود، وانهم نسل الكنعانيين في واقع الأمر. بهدي من هذا تكلم رئيس الحكومة الفلسطيني سلام فياض على مشروع المواقع التراثية الاسرائيلية، عندما تحدى قائلا إن "مغارة الماكفيلا (الحرم الابراهيمي) فلسطينية مثل غزة". هنا كُشفت لغة فياض الحادة، فهكذا يحاولون اختلاق تاريخ وجذور كي يزعموا حقهم وحدهم في البلاد. يسود هذا الاتجاه ايضا كتب التدريس ووسائل الاعلام الرسمية للشركاء المخلصين. ليس واضحا كيف توافق حكومة نتنياهو على اجراء تفاوض مع كيان لا توجد في كتب تدريسه دولة اسرائيل، وهو كيان يُحرض منهجيا على اختفاء اسرائيل. على سبيل المثال تُبلغ منظمة "نظرة في الاعلام الفلسطيني" عن لغز تم أخيرا في تلفاز أبي مازن وفياض، بُذلت معه جوائز مالية لمشاهدين ذكروا على نحو صحيح أسماء المدن في فلسطين المحتلة، وليس القصد الى رام الله ونابلس، بل الى عكا ويافا وحيفا وأشباهها. ويسيطر الاتجاه نفسه – محو وإنكار الوجود والجذور اليهودية – الاسرائيلية – على منطقة جبل الهيكل. إن دولة اسرائيل تسمح منذ سنين لحلف من العناصر الفلسطينية بمحو بقايا وجود كل حضارة في جبل الهيكل. يرمي التخريب الفلسطيني الى انشاء مساجد واسعة في الجبل تطمس كل أثر لوجود يهودي أو مسيحي أو غيره. وذلك لأن التاريخ الفلسطيني وعلم الآثار الفلسطيني غير موجودين ببساطة. وهكذا يقص هُداة فلسطينيون قصة كاذبة عن تاريخ وعلم آثار البلاد. وهكذا يتعاون علماء آثار اسرائيليون معينون مع هذه الأكذوبة ويتجاهلون معطيات دراماتية وكثيرة بزعم أنه لا توجد براهين أثرية على وجود بيت داود وسائر وقائع الهيكل الاول. كل ذلك يرمي الى خدمة حملة خداع وتخييل أصبح من الشعبي اليوم تسميتها "رواية". وفي هذه الرواية أمة فلسطينية عمرها 10.000 سنة، ولهذا لا توجد جذور ولا تسويغ لعودة الشعب اليهودي الى ارضه.