خبر : لماذا الخلاف على دمشق ؟؟ ..بقلم : د.ذوالفقار سويرجو

الثلاثاء 19 أكتوبر 2010 01:12 م / بتوقيت القدس +2GMT
لماذا الخلاف على دمشق ؟؟ ..بقلم : د.ذوالفقار سويرجو



رغم قناعتي الشخصية بأن المصالحة بمعطياتها الحالية صعبة التحقيق لأنها مرتبطة بالأساس بالوضع الأقليمي وتجاذباته.. إلا أن الحراك الأخير في ملف المصالحة وضع بعض الآمال.. المستندة للعاطفة والتمنيات والتعطش للخروج من هذه الحالة المأساوية التي يمر بها الشعب الفلسطيني.. تلك الآمال سرعان ما تبددت بعد عودة  المناكفات حول الموضوع الأمني وتفاصيله ورغم ذلك فقد اتفق السيد عزام الأحمد والسيد خالد مشعل حول استمرار الحوار وتم وضع تاريخ 20/10/2010 للعودة للحوار حول معضلة الملف الأمني المعقد.. هذا التبدد ليس بسبب الطرفان الفلسطينيان فقط بل بسبب الموقف الأمريكي الذي أخذ بالتبدل والموقف الإسرائيلي الذي تخوّف من فقدان ورقة قوية في المساومة مع المفاوض الفلسطيني وهي شرعية الرئيس المنقوصة والتهديد بفتح قنوات مع حماس وتجاوز مؤسسة الرئاسة وم.ت.ف.كل ما سبق أسس للفشل القادم وإعلان انتهاء جهود المصالحة ولكن ما فجر الوضع هي العلاقات الفلسطينية الرسمية مع الجانب السوري (الراعي للحوار في الفترة الأخيرة حسب رغبة حركة حماس وذلك بسبب العلاقات السيئة جداً بين حماس والجانب المصري الذي جعل من دمشق مركزاً للحوار).لماذا تفجر الوضع في الأيام الأخيرة وخاصة بعد قمة سرت في ليبيا...؟ بالطبع التقى الزعماء العرب هناك وتبادلوا الترحيب والتهاني.. كذباً ونفاقاً لأننا جميعاً نعرف طبيعة العلاقة بين تلك الأنظمة الذيلية .. ولكن حواراً جرى من نوع آخر بين السيد الرئيس محمود عباس والسيد الرئيس بشار الأسد بدأ باللوم والعتاب وانتهى بكلمات له وقع كالصاعقة على كلاهما.الأول... ألا يكفي هذا العبث مع الإسرائليين يا أبو مازن ؟ ... كيف يمكن أن تستعدي أبناء وطنك وتحاربهم وتعتقلهم وفي نفس الوقت تتحالف مع أعداء شعبك وتستقوي بهم ؟الثاني.. هذا كلام غير صحيح ومردود عليه...الأول: إذاً لماذا لا تطلق العنان للمقاومة وتتوقف عن المفاوضات التي لم تحصل منها على شئ؟؟...الثاني: إذا كنت تريد مقاومة على شكل المقاومة في هضبة الجولان.. فهذا سهل وسنبدأ به ابتداءً من غدٍ. تغيرت ملامح الأول وعبس الثاني في أجواء تمتمة مستمرة.. (أكيد كلها شتائم).. وبهذا الحوار غير الدقيق في النقل.. انفجر الوضع ولم يعد الرئيس يريد دمشق ولكنه يريد المصالحة.. والرئيس الأسد لم يعد يريد لا مصالحة ولا أن يستقبل أحدا ً من فتح في دمشق.. وعدنا إلى المربع الأول.. خاصة وأن حماس أعلنت رفضها نقل مكان الحوار بضغط من الخارج .. ورداً على منع مصر حجاج حماس من السفر.. وعدم رضا مصر على التفاهمات الملحقة للورقة المصرية. وبهذا نكون قد وصلنا إلى نقطة الصفر وسنعود لاحقاً لنخض الماء حتى نخرج زبدة... وعاشت فلسطين .. وعاشت الأمة. . والعار لكل من تآمر على أحلامنا.. وإلى اللقاء في الحوارات القادمة التي ستنفجر بسبب الخلاف بين الصومال وموريتانيا حول مفهوم المصالحة الفلسطينية.